سياسيا وعسكريا.. هل تضمن الصين سلاما بين السعودية وإيران؟

: هل الصين مستعدة وقادرة على لعب دور القوة العظمى التقليدية؟ هل ترغب في أن تكون ضامنا سياسيا وعسكريا؟

ميدل ايست نيوز: تساءل الباحث كبير طنيجة بشأن ما إذا كان  بمقدور الصين سياسيا وعسكريا لعب دور صانع السلام التقليدي في غربي آسيا بعد واسطتها الناجحة في اتفاق السعودية وإيران، في 10 مارس/ آذار الماضي، على استئناف علاقتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات.

وفي يناير/ كانون الثاني 2016، قطعت السعودية (ذات أغلبية سنية) علاقتهما مع إيران (ذات أغلبية شيعية)؛ إثر اقتحام محتجين لسفارة المملكة في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، بعد أن أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر مع مدانين آخرين، بينهم سُنة، بينهم منها الإرهاب.

طنيجة تابع، في تحليل نشره “مؤسسة أوبزرفر للأبحاث” (ORF) (مقرها الهند) أنه “على الرغم من التطبيع الدبلوماسي، ستبقى القضايا الأساسية التي تقّسم السعودية وإيران”.

وأضاف أن “بكين وضعت نفسها كقوة بديلة (للولايات المتحدة)، مع الحفاظ على سياسة التعاون والتشاور وعدم التدخل، لكن مع استمرار المناقشات الجادة حول الصراع في اليمن، هل يمكن للصين أن تلعب دور الوسيط وصانع السلام في غربي آسيا؟”.

وحاليا تجري السعودية، جارة اليمن والداعمة للقوات الموالية لحكومته الشرعية، مباحثات غير مسبوقة مع جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، للاتفاق على تجديد الهدنة تمهيدا للتوصل إلى حل سياسي نهائي ينهي الحرب المتواصلة في اليمن منذ تسع سنوات.

وأردف طنيجة أنه “من الواضح أن بكين تضع ثقلا كبيرا  وراء نجاح هذه المبادرة، حيث تعزز علاقاتها المتنامية بسرعة مع طهران والرياض بينما تروج لنفسها كقوة تدعم السلام والاستقرار”.

ويبقى سؤال جوهري، كما أضاف، وهو: هل تستطيع الصين فعلا تحقيق ذلك؟ إن الاستفادة استراتيجيا من العمل الذي تقوم به الدول الغربية والإقليمية عندما يتعلق الأمر ببناء الحوار في المنطقة شيء وأن تكون ضامنا لذلك الحوار شئ آخر، حيث تضع نفسك بشكل معقد كمركز للقوة على الصعيدين السياسي والعسكري.

وزاد بأن “بكين تسوّق مساعدتها في المنطقة دون إرفاق شروط، مع وعود بتعاون اقتصادي واسع دون مطالب أخلاقية أو قائمة على القيم تحل محل المساعدة الاقتصادية أو العسكرية، وهذا عرض جذاب للكثيرين في المنطقة”.

اليمن والحرس وهرمز

“وعلى الرغم من التقدم الإيجابي للتطبيع الدبلوماسي حتى الآن، فإن القضايا الأساسية التي تقّسم السعودية وإيران ستبقى قائمة”، وفقا لطنيجة.

وشدد على أن “التقارب الديني والأيديولوجي (بين البلدين) غير واقعي، والانقسامات الجيوسياسية لا تزال قائمة، مثل الحرب في اليمن ودور الحرس الثوري الإيراني في دعم الميليشيات في دول منها سوريا ولبنان، والسلام والاستقرار عبر مضيق هرمز”.

وتابع: “سيكون إنهاء الحرب في اليمن بمثابة الاختبار الحاسم، حيث فشلت اتفاقات وقف إطلاق النار في الماضي (…) واللاعب الجديد الوحيد على رقعة الشطرنج هو الصين”.

واعتبر أن “انتصار بكين هنا يتمثل في تقديم طاولة للجلوس دون شروط ولا قيود، حيث تنظر إلى الدول العربية وإيران على أنهما فرص عمل كبيرة. وبينما تشدد الولايات المتحدة الخناق حول صعود الصين، فإن القوى الوسطى (الرياض وطهران) تتحوط في رهاناتها لتأمين مصالح طويلة الأجل”.

وختم بأن “السؤال يبقى: هل الصين مستعدة وقادرة على لعب دور القوة العظمى التقليدية؟ هل ترغب في أن تكون ضامنا سياسيا وعسكريا؟”، معتبرا أن الإجابات ستتوفر قريبا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى