مبعوث الأمم المتحدة: الاتفاق السعودي- الإيراني أضاف جوّا إيجابيا لجهود السلام في اليمن

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إن البلاد لم تشهد فرصة كهذه المتاحة الآن، خلال الأعوام الثمانية الماضية لإحراز التقدم من أجل إنهاء النزاع.

ميدل ايست نيوز: قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، إن البلاد لم تشهد فرصة كهذه المتاحة الآن، خلال الأعوام الثمانية الماضية لإحراز التقدم من أجل إنهاء النزاع، إلا أنه حذر من أنه لا يزال من الممكن أن يتحول المسار ما لم تتخذ الأطراف خطوات أكثر جرأة نحو السلام، جاء ذلك في مؤتمر صحافي عبر دائرة الاتصال المغلقة بعد أن قدم إحاطة شاملة لأعضاء مجلس الأمن صباح الإثنين.

وقال رداً على سؤال لصحيفة “القدس العربي” بشأن الأجواء الإيجابية التي خلفها الاتفاق الإيراني السعودي على الأوضاع في اليمن وجعل إمكانية التوصل إلى سلام شامل ممكنة: “كما قلت لمجلس الأمن هناك العديد من الأسباب التي تدعونا نتفاءل حول الأوضاع في اليمن. لقد شاهدنا منذ عام تقريبا نوعا من الهدوء أكثر من عملية الهدنة وهذا أعطانا مساحة أوسع للعمل السياسي والدخول في محادثات معمقة مع العديد من الأطراف المعنية. فإذا أضفت إلى تلك العوامل الإيجابية وتغير الأوضاع إلى نوع من التحول نحو الحوارات البناءة التي شاهدناها في المنطقة، فقد أعظى هذا اليمن فرصة إيجابية إضافية، ولهذا رحبت بالإعلان الذي صدر من بيجين حول استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، ولأنني أومن أن هذا التطور يخدم الأوضاع في اليمن. هذا لا يعني أنه سيحل النزاع في اليمن، لنكون واضحين هنا، لكنه يمثل فرصة إضافية مع التطورات الإيجابية الأخرى”.

وتابع المبعوث الأممي لليمن إجابته قائلا: “يجب ألا نقفز إلى النتائج بسرعة لكن يجب أولا أن نعزز ما أنجزناه، وقد نبهت في مجلس الأمن من ضرورة قيام الأطراف المعنية انتهاز هذه الفرصة المتاحة. ما نراه في اليمن شيء خارج السياق الذي شاهدناه في سنوات النزاع السبع أو الثماني الماضية وهذا يجب أن يؤخذ بجدية إذا ما أردنا أن نحقق تقدما أكبر في اليمن”.

وردا على سؤال عن دور الوساطة العمانية، قال غروندبرغ، أود أن أؤكد أن جميع القوى الإقليمية وجيران اليمن لديهم دور مهم وأساسي يمكن أن يلعبوه إذا أردنا أن نحقق إنجازا جادا في اليمن، وفي هذا المجال أرحب بجميع تلك الجهود الإقليمية بما في ذلك سلطنة عمان، فقد زرت مسقط قبل اسبوع ونصف وعقدت فيها محادثات مهمة قبل أن أتوجه إلى صنعاء”.

وخلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين، سلط غروندبرغ الضوء على التقدم الذي تم إحرازه في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بملف المعتقلين. وأثنى على الأطراف وكل من شارك في التوصل لإطلاق سراح 900 معتقل، بما في ذلك دور المجتمع المدني الحاسم. وأضاف “لقد جدد هذا آمال العديد من اليمنيين في إمكانية إطلاق سراح أقاربهم قريباً. إن المشاهد المؤثرة للمفرج عنهم في الأيام الأخيرة دليل على قوة المفاوضات السلمية”.

وأشار غروندبرغ، أيضاً، إلى أن آثار الهدنة استمرت حتى بعد انقضاء مدتها قبل ستة أشهر، حيث يشهد اليمن أطول فترة من الهدوء النسبي حتى الآن في هذه الحرب المدمرة.

وقال غروندبرغ إنه على تواصل مع جميع الأطراف المعنية بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإعادة تنشيط العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأضاف”كانت الغاية من الهدنة أن تكون تدبيراً مؤقتاً لإفساح المجال للمحادثات السياسية لإنهاء الحرب بشكل مستدام. إلا أنه لا يمكن أبداً الاعتماد عليها لتحقيق مستقبل سلمي لليمن”.

وشدد المبعوث الأممي على أن أي اتفاق جديد في اليمن يجب أن يكون خطوة واضحة نحو عملية سياسية بقيادة يمنية وأن تتجه نحوالمستقبل الذي يريده الكثيرون من اليمنيات واليمنيين حسبما أخبرونا، وهو مستقبل يسوده الحكم الخاضع للمساءلة، والمواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية، والاقتصادية.

وقال المبعوث الخاص إن مكتبه يواصل العمل على مسارات متعددة للبناء على مكاسب الهدنة والتقدم نحو عملية تجمع اليمنيين للاتفاق على كيفية إنهاء النزاع بشكل مستدام. وقال :”يمكن لليمنيين فقط أن يناقشوا ويقرروا في نهاية المطاف ترتيبات الحكم السياسي والاقتصادي والأمني المستقبلية لليمن”.

وقال غروندبرغ إن هناك الكثير من العمل الذي لا يزال يتعين القيام به لبناء الثقة والوصول إلى التسويات. وأضاف جهود الوساطة سوف تتكيف وتتطور على الدوام. لكن على الأطراف ألّا تسمح لهذه اللحظة بالمرور دون التوصل إلى اتفاق.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 + أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى