حسن روحاني بصدد العودة إلى المشهد السياسي من بوابة البرلمان
أصبحت تحرکات روحاني السياسية أكثر علنية في الأسابيع الأخيرة الماضية، إذ اعتبرها البعض متماشية وجادة مع مشاركته في الانتخابات البرلمانية.
ميدل ايست نيوز: بالنظر إلى اجتماعات روحاني المنتظمة مع مسؤولي حكومته على مدار العام ونصف العام الماضيين وإعلانه عن المواقف في اللحظات الحرجة، فليس بعيدًا على الإطلاق أن يخطط هو وحلفاؤه (على وجه التحديد في حزب الاعتدال والتنمية) للسيطرة على سدة الحكم في البرلمان الإيراني.
وبحسب صحيفة دنياي اقتصاد، أصبحت تحرکات روحاني السياسية أكثر علنية في الأسابيع الأخيرة الماضية، إذ اعتبرها البعض متماشية مع مشاركته في الانتخابات البرلمانية.
“أنا لست شخصًا لم يكن في النظام وأتى لمدة سبع سنوات لیحكم ثم يذهب إلى مكان ما ویجري مقابلات منتظمة. أنا لست من هذا النوع، لقد كنت في النظام منذ البداية، كنت دائمًا مسؤولاً.” كانت هذه الكلمات التي قالها روحاني للصحفيين في 14 ديسمبر 2020 عند انتهاء حكومته، ويبدو أن روحاني اتخذ قراره بالبقاء في الساحة السياسية منذ تلك الأيام.
على الرغم من أن البعض يعتقد أن حسن روحاني قد فكر في أن يكون في ساحة السلطة هذه الأيام بسبب الوضع الاقتصادي للبلاد، إلا أنه يبدو أنه لم يقرر إفساح المجال لمنافسيه منذ البداية، والآن يحاول أن يجرب الفرصة مرة أخرى. على ضوء هذا، فقد أصبحت تحرکات روحاني السياسية أكثر علنية في الأسابيع الأخيرة الماضية، إذ اعتبرها البعض متماشية مع مشاركته في الانتخابات البرلمانية.
كانت أول خطوة انتخابية لروحاني بعد تركه الرئاسة لقاءه بالعديد من الإعلاميين المقربين من الحزب الإصلاحي. حيث حاول روحاني خلال هذا الاجتماع التركيز مواقفه على الساحتين، المحلية والأجنبية. على الصعيد الداخلي، صرح أن الانتخابات أصبحت غير تنافسية، وفي البعد الخارجي، حاول إلقاء اللوم على فشله في إدارة الشؤون الاقتصادية للبلاد بالكامل على أمريكا وانسحاب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة.
بعد ذلك، تداول ناشطون أنباء تفيد بافتتاح موقع إلكتروني تابع إلى روحاني، ويبدو أن المعتدلين، الآن أكثر تفاؤلاً من ذي قبل، لأنهم يسعون لإحياء مفتاح “التدبر والأمل” الذي كان شعارا لحملة روحاني في الانتخابات الرئاسية بهدف خلق صوت مختلف لكسب رضا الناس.
حسن روحاني يؤكد أن أنظار العالم تتجه إلى انتخابات البرلمانية المقبلة وهي “اختبار” للنظام الإيراني
روحاني والإصلاحيين وانتخابات البرلمان الإيراني
وردت مؤخراً أنباء عن تشكيل ائتلاف واسع من قبل النخب الإصلاحية والمعتدلة، وبعبارة أوضح، قام بتشكيله علي مطهري. قد تكون تصريحات مطهري حول ضرورة تشكيل “مجلس المعتدلين” خبراً من خلف الكواليس، يبحث ممثلوه من خلال اجتماعاته المتقطعة عن فرصة ليصبحوا عضواً رسمياً في المجال السياسي للبلاد.
محمد خاتمي، وحسن روحاني، وعلي لاريجاني، وعلي أكبر ناطق نوري، وحسن الخميني، هم أعضاء هذا الائتلاف، وربما يكون حسن روحاني هو الشخص الوحيد الذي يمتلك قوة مناورة سياسية في هذه المجموعة ويمكن أن يلعب دورًا محوريًا في عدة ساحات.
ومع ذلك، يُظهر تحليل حسن روحاني الطموح أن اختزال أنشطته في مجال الانتخابات البرلمانية خطأ استراتيجي وقد وضع خططًا كثيرة لنفسه. لذا، عقد خلال العام الماضي وهذا العام، اجتماعات متكررة مع أعضاء طاقمه ووزراء حكومته. لكن مؤخرًا، اعتبرت إحدى وكالات الأنباء أن تجميع مذكرات رئاسة حسن روحاني خطوة أولى لدخول الانتخابات النيابية المقبلة، وجعلت هذا الموضوع مرهونًا بتخطيطه للانتخابات الأخيرة. مذكرات يتولى الصحفي البارز محمد قوتشاني ترتيبها وتحريرها.
في ظل هذه المعطيات، أُعلن أيضًا أن روحاني بدأ اجتماعاته الانتخابية قبل بضعة أشهر وعقد العديد من الاجتماعات مؤخراً بشكل أسبوعي. أكد هذا الخبر دور روحاني في الانتخابات البرلمانية، وذكر: قال بعض المقربين منه إنه ينبغي إعداد برنامج منتظم لتقديم قائمة وحدة انتخابية يتمحور حولها ويدعمها السيد روحاني. كما ذكر بهروز نعمتي سابقًا في مقابلة مع “صبح نو” حول روحاني: إن “السياسي لا يجلس أبدًا مكتوف الأيدي.”
الأن، وبالنظر إلى اجتماعات روحاني المنتظمة مع مسؤولي حكومته على مدار العام ونصف العام الماضيين وإعلانه عن المواقف في اللحظات الحرجة، فليس بعيدًا على الإطلاق أن يخطط هو وحلفاؤه (على وجه التحديد في حزب الاعتدال والتنمية) للسيطرة على سدة الحكم في البرلمان الإيراني.
ومع كل هذا، يرفض بعض الإصلاحيين تقديم الدعم مرة أخرى لحسن روحاني بسبب الأداء السابق لحكومته ويعتقدون أن سلوكه لم يكن أبدًا في دعم الإصلاحيين. ويرى علي صوفي، أن الإصلاحيين لن يتفاعلوا بشكل إيجابي مع حضور روحاني الانتخابي بأي شكل من الأشكال، ووفقًا له، فإن تحرك الإصلاحيين نحو روحاني يعني خسارة رأس المال الاجتماعي الصغير المتبقي للإصلاحيين. محمد علي نمازي قال مسبقا: لا يمكن القول ابداً إن روحاني كان مرشحنا.
في ظل هذه الظروف، السؤال هو هل ستكون هناك فرصة أخرى لهذا الطيف السياسي؟
ومن المقرر أن يجري الانتخابات البرلمانية الإيرانية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر العام الحالي.