عودة الجدل في إيران بشأن دخول المشجعات لملاعب كرة القدم
على عكس وعود المسؤولين الحكوميين والاتحاد الرياضي، يبدو أنه لن يُسمح للنساء بدخول الملعب في مباراة الديربي المقبلة.

ميدل ايست نيوز: تنتظر الجماهير الإيرانية يوم الأحد المقبل بلهفة المباراة الحاسمة بين فريقي برسيبوليس والاستقلال، والتي تعد أكثر ديربي حساسية في السنوات الأخيرة على ملعب آزادي طهران، حتى يتم توضيح مسار البطولة الغامض إلى حد ما.
وبحسب صحيفة شرق، على عكس وعود المسؤولين الحكوميين والاتحاد الرياضي، يبدو أنه لن يُسمح للنساء بدخول الملعب في مباراة الديربي المقبلة.
كثر الحديث عن هذا الموضوع المثير للجدل، لكن بحسب التصريحات والأعذار التي أدلى بها مسؤولو اتحاد كرة القدم في اليوم واليومين الماضيين، يبدو أن القرار قد تم اتخاذه وليس من المفترض أن تحضر المشجعات الملعب وتشاهد هذه المباراة الهامة.
تم اتخاذ هذا القرار في الوقت الذي طالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي منذ وقت ليس ببعيد بتوفير شروط تواجد النساء في الملعب، والتي أعلن عنه ونقله وزير الرياضة حميد سجادي. إذ كان هذا القرار كافيا لمسؤولي اتحاد كرة القدم ليعلنوا عن السماح للسيدات بدخول الملعب مرة أخرى.
ومهدي تاج، رئيس اتحاد الكرة، بشّر المشجعات بإمكانية حضورهم في الملاعب وقال: “تم حل مشكلة دخول المشجعات في الملاعب ونأمل أن يتم حلها بإجراءات كافية في جميع أنحاء البلاد.”
وكان لهذا القرار حدثان أو ثلاثة أحداث مهمة في صميمه. أولاً، بدا أن تلك الجهات استطاعت الحصول على الإذن اللازم من مختلف المؤسسات لدخول السيدات إلى الملعب، بناءً على موافقة الرئيس الإيراني. من ناحية أخرى، كان الجزء الأكثر أهمية من خطابه الذي قال فيه إنه يجب السماح للمرأة بدخول جميع الملاعب في البلاد.
وفي السابق، كان بإمكان النساء المهتمات بكرة القدم الذهاب إلى الملعب ومشاهدة فريقهن المفضل عن قرب فقط في ملعب آزادي بالعاصمة طهران، لكن هذه المرة، بالنظر إلى هذه التصريحات، فقد بدا أن مشكلة دخول النساء في الملاعب الأخرى قد تم حلها أيضًا.
ربما كان هذا هو السبب الذي دفع نادي ملوان إلى اتخاذ زمام المبادرة ليكون أول ناد خارج طهران يستقبل المشجعات في الملعب. وفي الوقت الذي تمكن فيه أعضاء هذا النادي من الحصول على إذن لدخول النساء إلى ملعب “أنزلي” بعد التشاور مع أمن المحافظة، أفادوا أن اتحاد كرة القدم عارض الأمر وقال إنه لن يُسمح للنساء بدخول ملعب أنزلي.
وبعيداً عن نادي ملوان، فلم يُسمح للسيدات في طهران بدخول ملعب آزادي الأسبوع الماضي أيضًا، ما يظهر بوضوح أن الوعود المتكررة بحل هذه القضية بقيت فارغة، وأن موافقة إبراهيم رئيسي بذاته على هذه الملف وحدها لا تكفي، و يبدو أن المؤسسات الأخرى يجب أن تعطي الضوء الأخضر لحل هذه القضية الحساسة.
وخلال أكتوبر/تشرين الأول 2019، وتحت ضغوط الاتحاد الدولي لكرة القدم سمحت السلطات الإيرانية لأول مرة منذ 40 عاما، لبعض الإيرانيات بمشاهدة مباراة كرة القدم في ملعب “آزادي” الشهير في طهران، وكانت المباراة بين منتخب بلادهن ومنتخب كمبوديا، وأحيت الخطوة الآمال بإنهاء الحظر على دخول النساء إلى الملاعب.
ولا يوجد نص قانوني في إيران يحظر دخول النساء إلى ملاعب كرة القدم، إلا أن بعض المرجعيات الدينية تعارض ذلك.
وساهم المنع في تكرار ظاهرة “الفتيات الملتحيات”، واللاتي يتنكرن في هيئة الرجال ليتمكن من دخول ملاعب كرة القدم.
وخلال عام 2019، قامت الفتاة الإيرانية سحر خداياري، بإضرام النار في نفسها أمام محكمة في طهران، بعد أن قيل لها إن حكما بالسجن لستة أشهر صدر بحقها لإهانة الشرطة أثناء سعيها للدخول إلى ملعب طهران متنكرة بزي رجالي.
وعرفت خداياري بـ”الفتاة الزرقاء” لشغفها بنادي “استقلال” لكرة القدم، والذي يرتدي اللون الأزرق، وأثارت قصتها الرأي العام المحلي والدولي.
مسؤول إيراني يعلن عن توقيت عودة المشجعات الإيرانيات إلى الملاعب