وقف للتصعيد أم صداقة… ماذا يخفي التقارب الإيراني السعودي الأخير؟
قال مدير مجموعة دراسات الخليج في مركز دراسات الشرق الأوسط، إن التغيير في دور الولايات المتحدة على المستوى الإقليمي يخلق سلسلة من التغيرات في المنطقة.

ميدل ايست نيوز: قال مدير مجموعة دراسات الخليج في مركز دراسات الشرق الأوسط بإيران، إن التغيير في دور الولايات المتحدة في النظام الدولي وعلى المستوى الإقليمي يخلق سلسلة من التغيرات والتطورات، ويتسبب في قيام دول المنطقة بمراجعة الدور الذي لعبته في ظل نظام الهيمنة وكانوا أقل عرضة للدخول في جدالات أمنية مع شركاء آخرين، كما وجدوا دورًا أكثر استقلالية واستقلالًا نسبيًا مقارنة بالنظام المهيمن.
وفي مقابلة مع وكالة ايلنا للأنباء، قال جواد حيران نيا: “أدركت السعودية على هذا الأساس أن مفتاح القضايا اليمن وسوريا ولبنان وحتى العراق هو من خلال الدبلوماسية مع إيران، وهذه ليست قضايا يمكن لأمريكا أن تحلها. لذلك، تسعى الجهات الفاعلة الإقليمية إلى لعب دور أكثر استقلالية من أجل حل هذه القضايا.”
وأضاف: “النقطة المهمة هي أن المستجدات التي تحدث يجب أن يُنظر إليها بشكل واقعي. هذا يعني أن الجهات الفاعلة الإقليمية، بما في ذلك السعودية، تتطلع إلى وقف التصعيد وليس الصداقة. فالانتقال إلى مرحلة الصداقة يتطلب عملية تدريجية لبناء الثقة وإقامة نظام أمني في المنطقة، الأمر الذي سيقود الدول على المدى الطويل إلى تعريف واحد للأمن والتهديدات الأمنية وكيفية التعامل مع التهديدات. يمكن أن تكون هذه بداية لعملية بناء الثقة لنموذج مستدام على المدى الطويل.”
وقال مدير مجموعة دراسات الخليج في مركز دراسات الشرق الأوسط: “إن أفضل وصف لطبيعة مبادرات اللاعبين الإقليميين هو الكلمات الأخيرة لنائبة وزيرة الخارجية الأمريكية باربرا ليف، التي قالت إننا نرحب بخفض التصعيد في المنطقة وأن تحسين علاقات إيران مع السعودية ينبغي تفسيره في شكل من أشكال التهدئة، وليس العلاقة الحميمة والصداقة. وهذا يعني أن السعوديين بحاجة إلى الاستقرار في المنطقة للأهداف التي حددوها في وثيقة رؤية 2030، والاستثمار الأجنبي وتعزيز التجارة الخارجية، وخفض التوتر مع محور المقاومة (أنصار الله، حماس، الجهاد الإسلامي، حزب الله، سوريا، إيران) حتى لا يتعرض السعوديون لتهديد مباشر في أي حرب محتملة ويتبعون استراتيجية متعددة الأبعاد. في المقابل، لا يعني هذا أن السعودية تقربت من محور المقاومة. زيارة وفد حماس للسعودية لها عدة أسباب، أحدها أن الرياض تريد تخفيف حدة التوتر مع هذه الحركة، لكن هذا لا يعني أن خطها واتجاهها يدعم هذا المحور.”
وحول الدور الإسرائيلي في المنطقة وموقفها من التقارب الإيراني السعودي، قال حيران نيا: “مصلحة إسرائيل دائما في تصعيد الصراع بين إيران ودول منطقة الخليج، خاصة في عهد ترامب، فقد نالت السعودية وإسرائيل حرية التصرف وتكثفت هذه السلوكيات. بطبيعة الحال، بغض النظر عن مقدار التوتر والمصالحة والتسوية التي تحدث بين هذه الدول والعلاقات بين دول المنطقة أقل توتراً، فإن إسرائيل ستعاني ولم يعد بإمكانها أن تروج على أن إيران تهديد يواجه هذه الدول.”
وأضاف: “على أقل تقدير، سترفع السعودية ثمن عملية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. ولهذا قدم السعوديون مطلبين لتطبيع علاقاتهم مع إسرائيل. أحدهما هو أن يكون لها الحق في تخصيب اليورانيوم محليًا (نفس الحق الذي تتمتع به إيران) والآخر هو الحصول على ضمانات أمنية أقوى مثل المادة 5 من حلف شمال الأطلسي، والتي أثاروها في عهد أوباما وفي اجتماع شرم الشيخ.”
وأردف: “بطبيعة الحال، كلما كان التوتر والصراع أقل في العلاقة بين إيران والسعودية، زادت قدرة السعوديين على رفع ثمن تطبيع علاقتهم مع إسرائيل. لكن هذا لا يعني أنهم سيتركون مناقشة تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل خارج جدول الأعمال، بل سيبحثون عن وقف التصعيد، وعن الوحدة وتعزيز تحالفاتهم حتى يتمكنوا من الحفاظ على ميزان قوى أعلى ضد إيران وحلفائها.
قد يعجبك: