إيران تبحث مع الهند التبادل التجاري بالريال والروبية وتفعيل “تشابهار”

تجري إيران مباحثات مع الهند تركز على إلغاء الدولار من عمليات التبادل التجاري الثنائية وإقرار الروبية الهندية والريال الإيراني بدلاً منه.

ميدل ايست نيوز: تجري إيران مباحثات مع الهند تركز على إلغاء الدولار من عمليات التبادل التجاري الثنائية وإقرار الروبية الهندية والريال الإيراني بدلاً منه، وتفعيل ممر “تشابهار” المطل على خليج عمان وبحر العرب، الذي سيشكل باكتماله دفعة قوية للتجارة في المنطقة.

وتعلق طهران آمالاً على تفعيل الممر المتعثر حالياً، ما سيعزز موقع البلاد في التحول إلى بوابة إقليمية للتجارة ومرور السلع في إطار ممر “الشمال ـ الجنوب”، الذي يربط أوروبا وروسيا وآسيا الوسطى بالمحيطات والخليج والشرق الأوسط.

وقال الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، لدى استقباله اليوم الاثنين مستشار الامن القومي الهندي “اجيت دوفال” إن ايران والهند باعتبارهما من البلدان الفاعلة في المنطقة، قادرتان عبر توسيع التعاون الثنائي، ان تتركا اكثر من اي وقت مضى، اثرا في مجال ارساء النظام العالمي الجديد.

كما اشار الى التطورات الدولية وتجلي معالم النظام العالمي الجديد، مبينا: ان في جوف هذه المستجدات الجارية على مستوى العالم، هناك منظمات اقليمية ودولية، بما في ذلك منظمتا شنغهاي وبريكس، اللتين من شانهما في ضوء القدرات والموارد الملفتة لديهما، ان تكونا مؤثرتين للغاية في هذه التغيرات.

بدوره، نوه مستشار الامن القومي الهندي الى التغيرات الكبيرة الجارية على صعيد العالم اليوم؛ واصفا التقدم التقني الحديث بانه ادى الى ربط اقتصادات الدول المختلفة ببعضها البعض.

كما استقبل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، اليوم الاثنين، نظيره الهندي أيجيت دوفال، وبحث معه مباحثات طغى عليها الاقتصاد.

ودعا شمخاني الهند إلى حذف الدولار في التجارة الثنائية وتفعيل آلية “الريال ـ الروبية”، عملتي البلدين.

وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن تفعيل هذه الآلية المالية “خطوة ضرورية ومهمة تلعب دوراً حاسماً في تحقيق الأهداف المشتركة على مختلف الأصعدة الاقتصادية”، مشيراً إلى “مشتركات حضارية وتاريخية وثقافية متجذرة بين البلدين”، قائلاً إنها “تشكل أرضية مهمة لتوسيع التعاون الثنائي، بما يشمل المجال الاقتصادي”.

وأضاف شمخاني، وفق ما أوردته وكالة “نور نيوز”، أن “التطورات العالمية والإقليمية خلقت ظروفاً مناسبة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين إيران والهند في مجالات النقل والطاقة والتقنيات والبنوك”، ودعا الهند إلى “التعاون الفعال” في منظمة “شنغهاي” ومجموعة “بريكس”.

ويشار إلى أن الهند من الاقتصادات الناشئة في آسيا التي انضمت أخيراً إلى قائمة الدول التي تخطط لإبعاد الدولار في تجارتها الخارجية، إذ أعلنت وزارة الخارجية الهندية، خلال الشهر الماضي، في بيان، إن الهند وماليزيا اتفقتا على استخدام الروبية الهندية للتسوية التجارية.

“تشابهار” بوابة التعاون

وبشأن مشروع تطوير ميناء “تشابهار”، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني إن “القرارات المتخذة (بين البلدين) لإزالة العقبات أمام استمرار التعاون في مشروع تشابهار، من شأنها أن تكون مؤثرة في تغيير الوضع غير المناسب الراهن”.

من جهته، أكد مستشار الأمن القومي الهندي أيجيت دوفال، خلال اللقاء، أن ميناء تشابهار الإيراني يشكل “بوابة الهند للدخول في التعاون الاقتصادي الشامل”، قائلاً إن بلاده على استعداد لزيادة التشاور لرفع المشاكل الراهنة، فيما يتصل بمشروع تشابهار مع إشادته بالاتفاق الإيراني السعودي لاستئناف العلاقات واعتباره خطوة مهمة ستترك “تأثيرات إقليمية ودولية عميقة وجادة”.

ويقع تشابهار في جنوب شرق إيران، ويمثل بوابتها المائية على المحيط الهندي، كما أنها تشكل بوابة الهند للوصول إلى أفغانستان وآسيا الوسطى.

وفي عام 2016، توصلت إيران والهند إلى اتفاق لتطوير ميناء تشابهار عبر استثمارات هندية، لكن الاتفاق لم ينفذ بعد كما ينبغي، وهو ظل عنواناً خلال السنوات الأخيرة للمباحثات بين الطرفين.

وعلى ضوء الاتفاق مع الهند لتطوير تشابهار، تسعى إيران إلى ربط الميناء بالبحر الأسود عن طريق سكك الحديد، حيث سيقلل من أهمية قناة السويس لصالح ممر جديد.

وتقوم الفكرة على وصل سفن الحاويات من آسيا إلى الميناء عبر المحيط الهندي، ثم تفرغ حمولتها في تشابهار، لحملها بعد ذلك إلى البحر الأسود عن طريق البر، وهو ما يقلل تكاليف ومدة النقل 15 يوماً عن مرورها عبر قناة السويس.

وحسب الاتفاق الذي أبرمته الحكومة الإيرانية في مايو/ أيار 2016 مع الهند، تعهدت الأخيرة تطوير مرفأين يضمان سبعة أرصفة في منطقة شهيد بهشتي في تشابهار.

تقاعس الحكومة أم تلاعب المستثمر الهندي.. ما الذي يمنع عن تطوير ميناء تشابهار؟

ويفترض أن تشيد الهند مرفأ شحن بطول 600 متر ومرفأ حاويات بطول 640 متراً. ولكن لم يتم الانتهاء إلا من جزء في المرفأين بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية المشددة على إيران.

ويأتي ذلك فيما أعلنت واشنطن، بعد فرض العقوبات على إيران، أنها استثنت ميناء تشابهار من العقوبات للسماح بتطوير الميناء ضمن مشروع تقوده الهند لإقامة ممر نقل جديد ينعش الاقتصاد الأفغاني.

وستزود الهند الميناء، بموجب الاتفاق مع إيران، بست رافعات ومعدات أخرى قيمتها 85 مليون دولار، لتهيئة رصيف شهيد بهشتي في ميناء تشابهار، حيث تطور الهند رصيفين في الميناء، بما يشمل مجمع شهيد بهشتي. وبموجب اتفاق وُقع مع إيران، ستدير المرفأ عشر سنوات.

وسبق أن أكد السفير الهندي في طهران غدام دارمندرا، في تصريحات، أنه بفضل التعاون الثنائي بين إيران والهند سيتحول ميناء تشابهار إلى مفترق طرق رئيسي يربط بين جميع دول المنطقة، وصولاً إلى شرق وغرب بحر قزوين عبر ممر شمال-جنوب، ما سيسهم بشكل ملحوظ في تنمية البلدان في هذه المنطقة.

إلى ذلك، طرح وزير الخارجية الهندي إس. جايشانكار، خلال مارس/آذار 2021، فكرة ضم ميناء تشابهار إلى مسار النقل الدولي “شمال –جنوب”، مؤكداً أن التغيير في نقطة ارتكاز نمو الاقتصاد العالمي نحو آسيا يوفر فرصاً غير مسبوقة للمواصلات في المنطقة.

وفيما كثفت إيران والهند في الآونة الأخيرة مباحثاتهما وجهودها لاستكمال مشروع ممر “تشابهار”، زادت التجارة الثنائية بين البلدين خلال العام الماضي بنسبة 48%، ليرتفع حجم المبادلات التجارية إلى 2.5 مليار دولار.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى