هجرة الرياضيين المشهورين تهدد مستقبل الرياضة في إيران

لم تكن قضية هجرة الرياضيين الإيرانيين ولجوءهم إلى دول أخرى بالأمر المستجد الذي يجب أن يثير الدهشة ولا أيضاً أمراً يفترض أن يكون له نهاية.

ميدل ايست نيوز: لم تكن قضية هجرة الرياضيين الإيرانيين ولجوءهم إلى دول أخرى بالأمر المستجد الذي يجب أن يثير الدهشة ولا أيضاً أمراً يفترض أن يكون له نهاية.

وبحسب صحيفة شرق، لفترة طويلة، كان لدى الرياضيين الإيرانيين الرغبة في الهجرة إلى بلد آخر لأسباب عديدة، والتي كانت في الماضي مالية أو لعدم الرغبة في المشاركة في المنتخب الوطني.

وقد ازداد انحدار هذا الاتجاه في العام أو العامين الماضيين، إلا أن القضايا السياسية والاجتماعية في يومنا الحالي كانت حاضرة هذه المرة في رغبات هؤلاء الرياضيين. وهي مسألة يجب على مسؤولي البلاد دق ناقوس الخطر من أجلها لانعكاساتها على مستقبل الرياضة الإيرانية.

وفي السنوات الماضية، غادر رياضيون مشهورون إيران، حيث كان من الممكن أن تكون إقامتهم في إيران ضمانة أكيدة للفوز بميداليات في دورة الألعاب الآسيوية، والأهم من ذلك، الأولمبياد. وعلى وقع هذا الحدث الذي لم يتم العثور على مخرج مناسب له، تضاءلت فرص وجود حوافز للرياضيين للبقاء في إيران، بل وزاد من الطين بلة، الاستفزازات المزعجة والسياسات الغريبة التي زادت دوافعهم تجاه الهجرة.

ومنذ أيام قليلة، أفادت وسائل إعلام بوجود ثلاثة رياضيين إيرانيين ضمن فريق اللاجئين الأوروبي، وقيل أنهم سيشاركون في الألعاب الأوروبية اعتبارًا من نهاية شهر يونيو المقبل. جدير بالذكر أن الفريق المذكور يتكون من خمسة أعضاء، ثلاثة منهم إيرانيون وواحد منهم لديه تجربة التواجد في إيران. وبمرور بسيط على الأمر، يمكن ملاحظة أن نسبة عالية من هذا الفريق تتكون من رياضيين إيرانيين مهاجرين، قرر كل منهم مغادرة إيران لسبب ما.

هذا، وأشارت اللجنة الأولمبية الأوروبية، إلى جانب المعهد الأولمبي للاجئين، إلى أن فريق اللاجئين الأوروبي للألعاب القادمة يتكون من ثلاثة رياضيين تايكوندو، وملاكمين اثنين. وقالت إن جميع لاعبي التايكوندو الثلاثة في هذا الفريق إيرانيون: كيميا علي زاده ودينا بوريونس وكسري مهدي بورنجاد.

وفيما يتعلق بهؤلاء الإيرانيين، كانت كيميا علي زاده، الوجه الأشهر في التايكوندو في فريق اللاجئين. إذ استطاعت الفوز بالميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية عندما كانت تمثل إيران. لكن بعد مغادرتها البلاد، هاجرت علي زاده إلى ألمانيا وأصبحت لاجئة في هذا البلد، إلا أنها منذ ذلك الحين، وبسبب بعض المعاملات الإدارية لم تتمكن من تمثيل ألمانيا رسمياً في البطولات. بل شاركت في أولمبياد طوكيو تحت ظل علم فريق اللاجئين علماً أنها فشلت في الوصول إلى الميدالية البرونزية.

دينا بوريونس، هي وجه شهير آخر للتايكواندو الإيراني التي غادرت إيران منذ فترة طويلة متوجهة إلى هولندا. وعلى غرار كيميا، فقد حظيت دينا بعدة تجارب وخاضت بطولات كثيرة مع فريق اللاجئين، فضلاً عن الجوائز التي حصدتها لهولندا.

وأثناء تداول أنباء هؤلاء الإيرانيين، ذكرت وكالات أخرى أن اثنين آخرين من رافعي الأثقال الإيرانيين قد التحقا بفريق رفع الأثقال للاجئين. إذ من المقرر أن يشارك بريسا جهان فكريان ورضا روحي، اللذان هاجرا إلى ألمانيا وإنجلترا على التوالي، مع فريق رفع الأثقال للاجئين.

وبالتزامن مع الأنباء عن انضمام ثلاثة إيرانيين إلى فريق اللاجئين الأوروبي، أثارت قضية هجرة جديدة لثلاثة رياضيين إيرانيين الجدل لدى الأوساط الإيرانية، إذ كانوا جميعهم من بين اللاعبين المستقبليين في مجالات تخصصهم.

وأحدثت قضية هجرة اللاعبتين في رفع الأثقال (غزالة و غزل حسيني) صدمة في ساحة رفع الأثقال في إيران. حيث كانتا من أعضاء المنتخب الوطني الإيراني في بطولة العالم للناشئين 2021 بالسعودية، حيث احتلت غزالة المركز الرابع، واستطاعت الفوز بميدالية برونزية مزدوجة، فيما جاءت غزل في المركز الثامن.

وذكرت وكالة ايسنا للأنباء، أن هاتين الأختين في رفع الأثقال واللائي كن أعضاء في فريق الناشئين الوطني قررتا الهجرة مع العائلة إلى نيوزيلندا.

وفي الآونة الأخيرة، تمت دعوتهم إلى مسابقة فريق رفع الأثقال الوطني النسائي الإيراني، إلا أنهم رفضوا المشاركة، والذي بدا فيما بعد أنه بسبب قرارهم بالهجرة.

وأما بخصوص الصدمة الأخيرة التي تلقتها الرياضة الإيرانية، فقد كانت تتعلق بهجرة عرفان كاظمي إلى كندا. إذ من الواضح أن عائلة التايكوندو في البلاد على وشك فقدان نخبها الواحد تلو الأخرى. هاجر هذا الرياضي إلى كندا في الأيام الماضية وقيل إنه يخطط لمواصلة مسيرته في البطولات العالمية ممثلاً هذا البلد.

ولعرفان ناظمي 24 عامًا، تاريخ وسوابق عديدة مع فرق الشباب والفرق الوطنية في إيران فضلاً عن فوزه بالميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو 2020 والميدالية الذهبية لكأس الأندية الآسيوية عام 2019، والميدالية الذهبية لكأس الفجر عام 2019، والميدالية البرونزية لكأس رئيس الاتحاد العالمي لعام 2019، والميدالية الذهبية لكأس العالم عامي 2017 و 2019، والميدالية الذهبية لفريق أولمبياد الطلاب العالمي لعام 2019 والميدالية الذهبية لمسابقة فنون الدفاع عن النفس عام 2017.

الهجرة تتحول إلى جائحة في إيران وتنذر بمستقبل خطير على البلاد

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى