أردوغان أم کلیجدار أوغلو: أيهما أفضل خيار لإيران؟

وصلت المنافسة بين حزبي "الشعب الجمهوري" و "الأمة" إلى أعلى مستوياتها مع اقتراب شروع الانتخابات البرلمانية والرئاسية الحاسمة في تركيا في 14 مايو القادم.

ميدل ايست نيوز: وصلت المنافسة بين حزبي “الشعب الجمهوري” و “الأمة” إلى أعلى مستوياتها مع اقتراب شروع الانتخابات البرلمانية والرئاسية الحاسمة في تركيا في 14 مايو القادم. فيما بدت أسس سلطة رجب طيب أردوغان متزعزعة بعد عقدين من حكم حزب العدالة والتنمية.

وتأمل أحزاب المعارضة في إنهاء سلطة حزب العدالة والتنمية بقيادة كمال قليجدار أوغلو بالفوز في الانتخابات وطي صفحات حقبة جديدة من السياسة في تاريخ تركيا.

وبحسب موقع فرارو، لم يكن الداخل التركي الوحيد الذي يترقب انتخابات 14 مايو، بل كان لجيران هذا البلد نصيب أيضاً. في غضون ذلك، تساءل الرأي العام والأوساط الإعلامية الإيرانية عن الخيار الأنسب بالنسبة لإيران من بين أردوغان أو قليجدار أوغلو في حال انتصر أحدهما في الانتخابات؟

أردوغان أم أوغلو؟ 

وحول تبعات ورسائل انتخاب رجب طيب أردوغان أو کلیجدار أوغلو رئيساً لتركيا، خاصة بالنسبة لإيران، قال رحمن قهرمان بور، أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون التركية: “من وجهة نظر السياسة الخارجية، فقد سعى أردوغان إلى توسيع دور تركيا ووجودها في المنطقة، وبالطبع حاول عسكرة مجال السياسة الخارجية والتدخل العسكري في سوريا والعراق فضلاً  عن منطقة القوقاز والبحر الأبيض المتوسط. عموماً، أدت إجراءات أردوغان وحكومته إلى خلق تبعات سلبية على إيران وزيادة حدة المنافسة الإقليمية مع طهران”.

وأضاف: “وعلى الضفة الأخرى، كان توجه حزب الأمة أو الأحزاب التي اصطفت ضد أردوغان عمومًا في مجال السياسة الخارجية بأن تتوقف تركيا عن مغامرتها السياسية والعسكرية وتركز معظم اهتمامها على الداخل وتعمل على تقليل التوترات مع جيرانها. أما حزب الشعب الجمهوري الذي يؤمن بالحفاظ على تقاليد أتاتورك في السياسة الخارجية، التي تؤكد على السلام في الخارج والسلام في الداخل، ويدعم داود أوغلو، بصفته شخصية فاعلة في جبهة خصوم أردوغان، والذي يدعم فكرة انعدام التوتر مع الدول الجارة”.

وصرح قهرمان بور: “من وجهة نظر إقليمية، يريد أردوغان استمرار الوجود الإقليمي لتركيا، كما أن معارضته ومنتقديه (الأحزاب المعارضة) ليسوا على استعداد تام لزيادة وجود تركيا في المناطق الحدودية من هذا البلد”.

وأردف: “من منظور العلاقات مع الغرب، يواجه أردوغان بعض التحديات مع القوى الغربية. إذ يمكنه مساعدة إيران في تجاوز العقوبات أو زيادة التعاون مع طهران في الشأن السوري وفي محور أستانا. في المقابل، فإن معارضة أردوغان في تركيا أكثر تبعية للغرب وأكثر تفضيلًا لتقارب تركيا مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وهي ترفض تماماً الوضع الحالي للعلاقات بين تركيا والغرب”.

وقال هذا الخبير في الشؤون التركية: “إذا كان هذا الحزب، الذي اختار الآن كمال قليجدار أوغلو مرشحًا رئيسيًا ومدعومًا له في الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة، قادرًا على الفوز خلال الانتخابات، فمن المتوقع أن يحسن علاقات تركيا مع الغرب بشكل أسرع. قضية قد لا ترضي إيران ولا تصب في مصلحتها أيضاً”.

ويرى هذا الخبير أنه تم انتخاب كل من المرشحين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية التركية، فلن نرى تغييرًا كبيرًا في العلاقات الإيرانية التركية في مجالات أخرى وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي.

وفي نهاية حواره، قال رحمن قهرمان بور: “نستنتج مما سلف أنه من المحتمل أن الحزب المعارض لأردوغان، أي الأمة والأحزاب المعارضة العلمانية التركية، قد تقلل من علاقاتها مع إيران تحت ضغط الغرب. لذلك في الختام لا بد لي من القول إن فوز رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية في بعض الحالات يعود بالفائدة على إيران، وفي حالات أخرى يعتبر انتصار أحزاب المعارضة مفيدًا أيضاً لإيران. ومع هذا، فلن يخلق انتصار أردوغان أو قليجدار أوغلو فرقًا كبيرًا لإيران وعلاقاتها مع تركيا”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
میدل ایست نیوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى