من الصحافة الإيرانية: سلطان عمان.. وسيط بين طهران وواشنطن أم ساعي بريد؟

أكد سلطان عمان في لقاء مع رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أنه سيزور إيران في القريب العاجل.

ميدل ايست نيوز: أكد سلطان عمان في لقاء مع رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أنه سيزور إيران في القريب العاجل.

تداولت وسائل إعلام عربية وفارسية نبأ الزيارة الوشيكة لسلطان عمان إلى طهران. كما أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال لقائه في مسقط الشهر الماضي مع وزير خارجية سلطنة عمان، بدر بن حمد البوسعيدي، أعرب عن تقديره لسياسة عمان في توطيد وتعزيز العلاقات بين البلدين، معتبرا زيارة الرئيس الايراني الى مسقط، وكذلك الزيارة المرتقبة لسلطان عمان إلى طهران، بانهما تشكلان منعطفا في العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تترقب فيه الرياض زيارة جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، يوم السبت القادم. رحلة قد تؤدي إلى تكثيف البعثات الدبلوماسية الهادفة إلى الوساطة في مسقط.

ومنذ أيام قليلة، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال مؤتمر لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن الولايات المتحدة ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي، مضيفاً أنها لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي للتحدي الذي تشكله طهران، وأكد أن أفضل طريقة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية هي اتفاق فعال لمنعها من امتلاك هذه الأسلحة.

فماذا تمثل زيارة هيثم بن طارق آل سعيد إلى طهران؟ وهل يجب أن نعتبر رحلة وزير الخارجية الإيراني الأخيرة إلى مسقط وزيارات المسؤولين والزيارة الوشيكة لسلطان هذا البلد بشرى سارة وعامل مساعد في إحياء الاتفاق النووي؟ ماذا تعني هذه الزيارة بالتوازي مع حضور مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض في الشرق الأوسط؟ هل تسعى مسقط إلى وساطة بين طهران وواشنطن لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، والإفراج عن سجناء البلدين وباقي القضايا الأخرى؟

سلطان عمان يطور علاقاته بإيران على خطى سلفه قابوس لهذه الأسباب

فرصة تفاوض؟

وفي مقابلة مع صحيفة شرق، يرى الخبير داود مرشدي، أنه في حال شهدنا زيارة لسلطان عمان لإيران خلال الأيام المقبلة، فيجب اعتبارها “فرصة تفاوض”. وشدد هذا الخبير أنه من الضروري ذكر عدة نقاط مهمة لتبيين ما نعنيه بـ “الفرصة الأخيرة للمفاوضات” بأكبر قدر ممكن من الدقة. لأنه وفقًا للتطورات الحالية وتزامناً مع أحداث الأشهر القليلة الماضية، فإن “الفرصة” لن تعني بالضرورة خلق منصة جديدة لإحياء المفاوضات النووية.

من ناحية أخرى، لا يقيِّم مرشدي “الفرصة” على أنها تهيئ الأرضية للحد من الظروف غير المواتية، بل يرى هذا الخبير إن سفر سلطان عمان إلى إيران غرضه الوحيد هو إيصال بلاغ نهائي من واشنطن بشأن قبول خطة العمل الشاملة المشتركة الجديدة.

وعلى غرار داود مرشدي، يرى محسن راوندي، أن العمانيين في الأساس ليس لديهم القدرة والإمكانيات للتوسط في الملف الساخن بين طهران وواشنطن والمتمحور حول الملف النووي، بل إنهم يتابعون فقط عملية نقل الرسائل كـ “ساعي بريد” بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية. لهذا السبب، يشير هذا الخبير أيضًا في تقييم مشابه إلى أنه إذا قام سلطان عمان بزيارة إيران، فمن المرجح أن يسلم حزمة من الرسائل من البيت الأبيض إلى طهران، والتي لن تكون بالضرورة في إطار إحياء الاتفاق النووي، بل لرسم مسار جديد لرأب الصدوع وكبح التوتر والأزمات.

وفي جانب تحليلي آخر، كشف راوندي عن دور الدول العربية في رسم الاتفاقية الجديدة واستدلل بالمقال المشترك لولي نصر وعلي واعظ في مجلة (Foreign Affairs).

وكتب واعظ (أستاذ مساعد بجامعة جورج تاون ومدير برنامج إيران في مجموعة الأزمات الدولية) ونصر (مستشار أول سابق للمبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان) في مقال مشترك: “إذا كانت الولايات المتحدة وأوروبا لا تريدان أن تصبح إيران دولة تمتلك أسلحة نووية، وإذا كانتا لا تريدان بدء حرب لدحر برنامج إيران النووي، فإنهما بحاجة إلى نهج دبلوماسي جديد”.

واستكمالاً لمقالهما، تجنب هذان الخبيران الحديث عن موضوع تحسين علاقات إيران الإقليمية في ظل إحياء العلاقات مع السعودية، وقالا: “لحسن الحظ، خلقت الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط فرصة لهذا النهج الجديد. قد لا يكون الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة ممكنًا، ولكن نظرًا لعلاقة طهران الجيدة مع البلدان الخليجية العربية، فإن ما كان مستحيلًا في يوم من الأيام أصبح ممكناً الآن. وعلى غرار الاتفاق النووي، ستتم الموافقة على مثل هذه الاتفاقية أيضًا من قبل الدول المجاورة لإيران، وبالتالي ستكون اتفاقية أكثر استقرارًا”.

وزعم نصر وواعظ في مقالتهما: “تمنح هذه الاتفاقية إيران سلامًا اقتصاديًا أكثر استقرارًا وفاعلية. وبإمكان الاتفاق أن يحد بشكل دائم وليس مؤقت من برنامج إيران النووي وقد يجبر طهران على تقليص دعمها لأتباعها في المنطقة. بالتالي، يمكن أن يؤدي مثل هذا الاتفاق إلى مزيد من الاستقرار في هذا الجزء من العالم الذي يحتاج بشدة إلى الاستقرار.

ومن هذا المنطلق، اعتبر محسن راوندي، سيناريو التحركات الدبلوماسية المتزايدة للدول العربية على طول منطقة الخليج، من السعودية إلى عمان وقطر وغيرها، أكثر جرأة كي يستغل الأمريكيون قدرة الدول العربية في الخليج في ترتيب ورسم اتفاقية جديدة مع إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى