من مليار دولار إلى الصفر.. التبادل التجاري بين إيران والسعودية خلال 3 عقود

للتبادل التجاري بين إيران والسعودية تاريخ طويل وواسع، وإلقاء نظرة على تاريخ 30 عامًا من هذه التجارة يظهر أنه على الرغم من العديد من اتجاهات الصعود والهبوط إلا أن هناك قدرات كبيرة للبلدين في هذا القطاع.

ميدل ايست نيوز: للتبادل التجاري بين إيران والسعودية تاريخ طويل وواسع، وإلقاء نظرة على تاريخ 30 عامًا من هذه التجارة يظهر أنه على الرغم من العديد من اتجاهات الصعود والهبوط إلا أن هناك قدرات كبيرة للبلدين في هذا القطاع، وقد يكون استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض أمل وطيد للوصول إلى هذه القدرات بل وتجاوزها.

وبحسب وكالة ايسنا للأنباء، بعد الاتفاق بين إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية، أظهرت زيارة وزير الاقتصاد الإيراني إلى جدة ترحيب البلدين بتعزيز العلاقات الاقتصادية. من ناحية أخرى، يمكن لمفاوضات البلدين في إطار تطوير ثلاث اتفاقيات استثمارية وجمركية وتجارية أن تبشر بإحياء هذه العلاقات أيضاً، لأن نظرة على العلاقات التجارية بين البلدين تظهر أن السعودية كانت على الدوام أحد الشركاء التجاريين المهمين لإيران، والتي اتسمت بسعة عالية وصلت في بعض الأحيان إلى حوالي مليار دولار.

وأظهرت التقارير الجمركية الخاصة بتصدير واستيراد البضائع المختلفة (من عام 1992 حتى اليوم) أنه تم تصدير حوالي أربعة ملايين دولار من البضائع المختلفة إلى السعودية في عام 1992، وإجمالي التجارة بين البلدين، بما في ذلك الواردات 74.8 مليون دولار بلغت ما مجموعه 78.7 مليون دولار.

في ذلك العام، شهد هذا المبلغ التجاري العديد من اتجاهات الصعود والهبوط، وفي عام 1997 وصل إلى أكثر من 92 مليون دولار. أما في عام 2000، ارتفعت قيمة الصادرات والواردات بين إيران والسعودية إلى أكثر من 150 مليون دولار.

تجارة قياسية بين إيران والسعودية

بدأ الاتجاه المتزايد للتجارة بين هذين البلدين يظهر في عام 2002، إذ صدرت إيران خلاله أكثر من 93 مليون دولار من البضائع المختلفة إلى السعودية واشترت منتجات منها بأكثر من 334 مليون دولار، ليصل إجمالي تجارتها مع هذا البلد إلى نحو 440 مليون دولار. لكن في عام 2005، تجاوز هذا الرقم عتبة الـ 500 مليون دولار، حتى وصلت التجارة بين البلدين إلى أعلى نقطة خلال تلك الفترة.

وبلغ إجمالي التبادل التجاري بين إيران والسعودية نحو مليار دولار منها 351 مليون دولار صادرات و596 مليون دولار واردات. كما وصل هذا الرقم إلى أكثر من 810 ملايين دولار في عام 2007 مع انخفاض نسبي، وبدءًا من هذا العام فصاعدًا، بدأ الاتجاه النزولي والانخفاض الحاد في المبادلات التجارية بين هذين البلدين.

تراجع قياسي في التبادلات التجارية

في عام 2014، أي قبل عام من قطع العلاقات الدبلوماسية، بلغت قيمة الصادرات والواردات بين إيران والسعودية نحو 205 ملايين دولار، وفي 2015 بلغ هذا الرقم 212 مليون دولار بزيادة طفيفة. ومن يناير من ذلك العام، أي عندما توسعت فجوة العلاقات بين البلدين، حتى الأشهر الأخيرة الماضية، شهدنا اتجاهًا هبوطيًا في العلاقات التجارية بين إيران والسعودية، بحيث وصل حجم الصادرات والواردات في عام 2020 بين البلدين إلى الصفر، وفي عامي 2021 و 2022 بلغ إجمالي التبادل التجاري بين البلدين أقل من 60 مليون دولار.

بطبيعة الحال، يترقب الجميع الآن نتائج استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين واستقبال وزيري الاقتصاد الإيراني والسعودي في اجتماعهما الأخير في جدة، فهل يمكن أن يفتح الطريق أمام هذه التجارة العميقة والواسعة، والعودة إلى التبادل التجاري البالغ مليار دولار كما في السابق؟

ووصل وزير الاقتصاد الايراني على رأس وفد اقتصادي الى مطار جدة للمشاركة في اجتماعات البنك الاسلامي للتنمية حيث كان في استقباله مسؤولين سعوديين ومدراء البنك الاسلامي للتنمية واعضاء القنصلية الايرانية.

وعقد لقاءات مع المسؤولين السعوديين والحضور في اجتماع البنك الإسلامي للتنمية والقاء كلمة فيه تعد من بين أهم أهداف هذه الزيارة.

وهذه هي الزيارة الأولى لمسؤول في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى المملكة بعد الاتفاق الأخير مع هذا البلد.

وفي مارس الماضي، أعلنت السعودية وإيران أنهما اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما.

كما سيعمل البلدان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني وإجراء محادثات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية.

 

قد يعجبك:

ملف “فاتف” عائق أمام استئناف العلاقات التجارية بين إيران والسعودية

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى