أكثر من 100 سد… مشروع “داب” التركي يهدد بتصحر شمال غرب إيران

حذر عضو الجمعية المائية الإيرانية من حلول أزمة مياه في محافظات أذربيجان الغربية والشرقية وأردبيل في حال تم الانتهاء من مشروع داب التركي.

ميدل ايست نيوز: قال عضو الجمعية المائية الإيرانية إن مشروع “داب” التركي يهدف إلى بناء 90 إلى 120 سد على نهر أراس المشترك، محذراً من حلول أزمة مياه في محافظات أذربيجان الغربية والشرقية وأردبيل في حال تم الانتهاء من تشييد هذه السدود.

وبحسب وكالة تسنيم للأنباء، يوم أمس الاثنين، عُقد اجتماع علمي حمل عنوان “دراسة خطط تركيا لمشروع DAP و GAP من منظور القانون الدولي” في جامعة آزاد في العاصمة الإيرانية طهران.

وفي بداية انعقاد هذا المؤتمر، قال مراد دلالت، الاستاذ الجامعي وعضو الجمعية المائية الإيرانية: “أثارت تركيا قلقنا تجاه حوضي أراس ودجلة والفرات. إذ أحدث مشروع “جاب” في حوض دجلة والفرات العديد من المشاكل البيئية في العراق وسوريا. فتركيا ليست عضوًا في أي اتفاقية دولية للمياه في العالم وترفض على الدوام الاستجابة لانتقادات الآخرين بحق سياستها المائية”.

وأضاف: “في الوقت الذي تسبب فيه السدود التركية التي لا حصر لها على نهري دجلة والفرات أزمات جفاف وشح في المياه في العراق، تعمد وسائل إعلامها على فبركة أجواء تجعل العراقيين يلومون إيران على كارثة الجفاف في بلادهم”.

وأكد دلالت، أن تشييد هذه السدود له تأثير مباشر على محافظة خوزستان الإيرانية، التي تزود بلادنا بالمياه والخبز، حيث عانت من عواصف ترابية وجعلت من احتمالية الهجرة المناخية لسكان خوزستان ممكنة.

وبخصوص مشروع “داب” على نهر أراس المشترك، قال: “يستهدف هذا المشروع بلادنا في المقام الأول إذ سيبنى بالضبط على الفرع الرئيسي لنهر أراس. فيما يعود الإهمال الرئيسي في هذا الصدد إلى فترة بهلوي، وذلك عندما وهبت حكومة الشاه الفرع الرئيسي لهذا النهر لتركيا وتركت البلاد ليبقى في مصب النهر. الغرض من مشروع داب هو الضغط بشدة على دول المصب وتغذية المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في هذه البلدان”.

ولفت هذا الاستاذ الجامعي إلى أن هذا المشروع، يهدف إلى بناء 90 إلى 120 سداً على أراس، وقد شيدت تركيا مؤخراً سد “كاراكورت”، الذي يعد من أكبر السدود المخطط لها في هذا المشروع ما أدى إلى تقليص نسبة إيران إلى 30%، علماً أن هناك سد كبير آخر يسمى “سورميز” قيد الإنشاء، والذي سيقلل بشكل أكبر من هذه النسبة.

وأردف دلالت: “وفقًا للاتفاقية التي أبرمناها قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، تبلغ حصتنا من نهر أراس ما نسبته 50٪، وهي نسبة تقلصت بشكل ملحوظ منذ توقيع تلك المعاهدة وألقت بتداعياتها على شمال غرب البلاد منذرةً بأزمة جفاف وخيمة”.

من جهة أخرى، أكد هذا الاستاذ الجامعي: “يجب أن تكون قضية المياه وخاصة المياه الحدودية هي القضية الأبرز ذات الأولوية في البلاد. وفي حال تم إهمالها، فإن البلاد ستتجه نحو هاوية الهجرة المناخية التي بدورها ستسبب مشاكل أمنية.

وحذر عضو الجمعية المائية الإيرانية من حلول أزمة مياه في محافظات أذربيجان الغربية والشرقية وأردبيل في حال تم الانتهاء من تشييد هذه السدود.

وقال: “تجاهلت وسائل الإعلام التركية بشكل تام مشروع داب الحكومي، وقد زاد الطين بلة هو امتناع العديد من أصحاب المصالح في الداخل الإيراني عن مناقشة هذه المواضيع، رغم معرفة الجميع بما سيجلبه لنا مشروع داب التركي من تهديدات بيئية وأمنية واقتصادية وصحية وما إلى ذلك. لذا، يتوجب على مسؤولينا متابعة هذه القضية بجدية في أقرب وقت ممكن قبل فوات الأوان”.

وفيما يتعلق بسبل الخروج من هذا المأزق، أوضح دلالت: “يجب استبدال الدبلوماسية التفاعلية بالدبلوماسية الهجينة والعمل بشكل متعدد الأطراف مع تركيا وأرمينيا وأذربيجان. بل ويجب أن تكون معاهداتنا مع الدول المجاورة متعددة الأطراف ولتشكيل اتحاد قاعدة مائية إقليمية في حوضي نهري أراس وكورا. فهذا الاتحاد يجعل الدول تعتمد على بعضها البعض ويجب أخذ قضية القيادة هذه في الاعتبار، وتفعيل الدبلوماسية الزرقاء للبلاد في أسرع وقت ممكن”.

وفي الختام قال عضو الجمعية الإيرانية المائية: إن وضع البلاد في نهر هيرماند سيء للغاية، لكن إذا تجاهل صناع القرار قضية أراس، فإن حالة شمال غرب البلاد ستكون أسوأ بعشر مرات من هيرماند”.

ووجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تحذيراً شديد اللهجة لحكومة «طالبان»، منذ أيام، بشأن مطالب بلاده المتعلقة بحق المياه في نهر هيرماند، مطالباً حكام أفغانستان بأخذ تحذيره «على محمل الجد وألا يعتبروه كلاماً عادياً».

وفي وقت سابق، حذر نائب المساحة الطبيعية بالإدارة العامة لحماية البيئة في خوزستان من وضعية المستنقعات والأراضي الرطبة في الصيف مشيراً إلى “الحالة الحرجة” لهور العظيم.

وسبق أن أعلنت وزارة الطاقة الإيرانية أن 24 محافظة إيرانية من أصل 31 محافظة تعاني من نقص المياه، 13 منها تتعرض لنقص حاد، والـ11 الأخرى تواجه نقصا متوسطا.

ويوضح تقرير لشركة إدارة المصادر المائية الإيرانية، نشرته وكالة “مهر” الإيرانية، أن مخزون مياه السدود الإيرانية تراجع إلى 49 في المائة من قدرتها الاستيعابية، ليصل هذا المخزون في الوقت الراهن إلى 24 ملياراً و950 متراً مكعباً، بينما كان الرقم خلال هذه الفترة في العام الماضي 35 ملياراً و180 مليون متر مكعب.

لكن الأزمة لا تعود إلى الجفاف فحسب، بل هناك عوامل أخرى فاقمت الوضع وزادت من مفاعيل الجفاف، في مقدمتها، بناء السدود التي يقول الخبراء إنها تؤثر على مسار الأنهار التي تمر في إيران وكمية المياه فيها وتعمق الجفاف في البلاد. وخلال العقود الثلاثة الماضية، كثفت إيران عملية بناء السدود، ليصل عددها اليوم إلى 188 سدا بأحجام مختلفة، 44 منها بنيت خلال السنوات الثماني الأخيرة في عهد حكومتي روحاني.

 

قد يعجبك:

الجفاف في إيران.. هور العظيم في حالة “حرجة للغاية”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى