سخط إيراني ومطالبات بطرد ممثلي طالبان من السفارة الأفغانية بطهران
شهدت الحدود الإيرانية الأفغانية في الساعات الماضية توترات انتهت بمقتل اثنين من حرس الحدود الإيراني وجرح مواطنين مدنيين إيرانيين وإغلاق حدود البلدين حتى إشعار آخر.
ميدل ايست نيوز: شهدت الحدود الإيرانية الأفغانية في الساعات الماضية توترات انتهت بمقتل اثنين من حرس الحدود الإيراني وجرح مواطنين مدنيين إيرانيين وإغلاق حدود البلدين حتى إشعار آخر.
وأكد حرس الحدود الإيراني بمحافظة سيستان وبلوشستان الحدودية في وقت سابق، وقوع اشتباكات مع قوات طالبان أسفرت عن مقتل عدد من المسلحين بعد محاولة اقتحام الأراضي الإيرانية.
ووفقا لوكالة “إرنا”، بدأت عناصر طالبان صباح السبت، بإطلاق النار على مركز ساسولي الحدودي في منطقة زابل، ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر حرس الحدود الإيراني، وإصابة مواطنين آخرين.
وقال قائد قوى الأمن الداخلي قاسم رضائي إن “القوات طالبان استخدمت أنواع السلاح عند استهداف مقر الشرطة في ساسولي، وقد واجهت ردًا حاسمًا من قبل قوات حرس الحدود الإيراني البواسل والشجعان”.
في المقابل، ردت القوات الحدودية الايرانية باطلاق وابل من النار على الجانب المعتدي؛ مما كبده اضرارا كبيرة، والتي سيتم الافصاح عن تفاصيلها لاحقا.
ياتي ذلك، عقب استشهاد قائد قوى الامن الداخي في مخفر ساسولي الحدودي، قبل اسبوع، على ايدي عناصر طالبان ايضا.
وأوضح “العميد رضائي” انه، “عند الساعة العاشرة من صباح يوم السبت اقدمت عناصر طالبان الى اطلاق النار من داخل افغانستان نحو مخفر ساسولي الحدودي التابع لقوات حرس الحدود الايرانية في منطقة زابل (محافظة سيستان وبلوجستان) منتهكين القوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار، واستخدموا انواعا مختلفة من الاسلحة، لكنهم جوبهوا برد حاسم من حرس الحدود الايرانيين البواسل التابعين لقوى الامن الداخلي”.
وصرح، ان القائد العام لقوى الامن الداخلي “العميد رضا رادان”، اصدر تعليات حازمة الى قوات حرس الحدود عقب هذا التطور؛ مؤكدا على الرد بكل قوة وشجاعة وصون ثغور البلاد وعدم السماح لأي اعتداء او اقتراب اي معتد من الحدود الايرانية.
وجاء في الامر الصادر عن قائد قوى الامن الداخلي الايراني ايضا، ان القوات الحدودية سترد على أي تعد وتطاول حدودي بحزم، وعلى السلطة الحاكمة في افغانستان حاليا، ان تتحمل المسؤولية حيال خطوتها الطائشة التي تخالف المبادئ الدولية.
من الجانب الآخر، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة طالبان مقتل أحد عناصرها إثر الاشتباك بين قوات طالبان وحرس الحدود الإيراني.
وكتب عبد النافع تكور على تويتر حول الحادث الذي وقع في ولاية نمروز في جنوب غرب البلاد “في الاشتباك، قتل شخص من كل جانب وأصيب كثر”.
وأضاف: “عرض الأمر على القادة من الجانبين والآن أصبح الوضع تحت السيطرة. الإمارة الإسلامية لا تريد حربا مع جارتها”.
سخط إيراني ومطابات بإعادة النظر في العلاقات مع طالبان
وتسبب الحادث بسخط كبير في الشارع الإيراني وتعليقات وانتقادات للسياسة الإيرانية تجاه حكم طالبان منذ إعادة حكمها في أفغانستان، خاصة بعد أن جاء الحادث بعد أسبوع من التوترات بين البلدين بشأن المياه المشتركة.
وكتبت صحيفة “جمهوري إسلامي” في مقال نشر اليوم الأحد أن طالبان لاتنوي، منح إيران حقوقها المائية من نهر هيرمند، إلا أن الأخيرة لديها نفوذ يمكنها استخدامها لإجبار هذه الجماعة المستبدة على الامتثال لها.
وأضافت الصحفية: تعد أفغانستان دولة حبيسة أو غير ساحلية ذات سيادة محاطة باليابسة بالكامل وتعتمد بشكل كبير على إيران لاستيراد وتصدير منتجاتها وسلعها الأساسية، بما في ذلك الوقود. النقطة المهمة التي يمكن أن تساعد إيران في إجبار طالبان على الامتثال للقانون هي أنه من وجهة نظر العلاقات الدولية، فإن حكومة طالبان الحالية معزولة بطريقة لا تعترف بها حتى الأمم المتحدة.
وتابعت: ووفقًا لهذا الإجماع العالمي، لا تعترف إيران أيضًا بحكومة طالبان، إلا أنها تعد واحدة من الدول القليلة التي لديها علاقات مع هذه الجماعة أكثر من غيرها. بالتالي، من خلال قطع هذه العلاقة واتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية معينة، يمكن لإيران إجبار طالبان على الخضوع والاعتراف بحقوق المواطنين الإيرانيين في سيستان وبلوشستان المائية.
واقترت قصدها من الأجراءات المعينة وهي:
- طرد ممثلين لطالبان من السفارة الأفغانية بطهران وعودة الموظفين السابقين.
- تخفيض مستوى سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كابول.
- وقف التصدير اليومي للوقود (بما في ذلك البنزين والديزل) إلى أفغانستان. يذكر أن أفغانستان حالياً تستورد أكثر من 70٪ وفي بعض الحالات حوالي 90٪ من وقودها من إيران. سيؤدي قطع هذه الصادرات إلى شل حركة طالبان بالكامل.
- ترحيل التجار الأفغان من ميناء تشابهار ووقف وصول البضائع الأساسية المتجهة إلى أفغانستان إلى هذا الميناء والعبور اليومي لـ 100 إلى 200 شاحنة إلى أفغانستان.
- حظر تصدير البضائع الأفغانية عبر ميناء تشابهار.
- منع تصدير البضائع الإيرانية أو غير الإيرانية إلى أفغانستان التي تمر عبر إيران.
- يمكن لإيران رفع دعوى قضائية ضد أفغانستان لدى السلطات الدولية ومحكمة العدل الدولية لانتهاكها المعاهدة الدولية لعام 1972 وطلب التعويض للخسائر التي لحقت بالمتضررين.
- بالنسبة للرعايا والمهاجرين الأفغان في إيران، يجب تنفيذ برنامج رقابة صارمة لمنع دخول الأشخاص المشبوه بأمرهم. علاوة على ذلك، يجب إقرار لائحة وتشريعات معينة للتواجد الأفغاني في إيران بحيث لا يتمكن سوى الأشخاص الموثوق بهم من الحصول على تصاريح إقامة ويخضعون بانتظام وبشكل دائم للمراقبة الاستخباراتية والأمنية. يجب أن تكون الحكومة الإيرانية قادرة على منع التسبب بأي مشكلة من قبل الرعايا الأفغان في البلاد بمثل هذه المراقبة الدقيقة.
يشار إلى أنّ العلاقات بين طهران وحركة طالبان المسيطرة على أفغانستان تشهد توتراً متزايداً، على خلفية مطالبة إيران المستمرة بحصتها من مياه نهر هيرمند.
من جهتها، أصدرت “طالبان” بياناً انتقدت فيه تصريحات رئيسي، مؤكدة أنها تحترم الاتفاقية، لكنها قالت في الوقت ذاته إنّ المياه غير كافية لتسييرها إلى داخل الأراضي الإيرانية في محافظة سيستان وبلوشستان المهددة بالجفاف.
من جهتها، نشرت وسائل إعلام إيرانية صوراً جوية عن امتلاء السدود داخل الأراضي الأفغانية من نهر هيرمند (هلمند). ومن جهتها، تطالب السلطات الإيرانية بإرسال فريق فني إلى أفغانستان للتحقق من تصريحات سلطات كابول بشأن عدم وجود مياه كافية، لكن الطلب رفضته تلك السلطات بالقول إنّ الاتفاقية المبرمة عام 1972 لا تنصّ على ذلك.