أسعار المدارس الخاصة في طهران تتجاوز الخيال وتثير الاستياء
حولت الرسوم الدراسية الخيالية والفلكية المدارس الخاصة في طهران أكثر من أي وقت مضى إلى سلعة فاخرة باهظة الثمن لا يمكن الوصول إليها إلا من قبل فئات معينة من المجتمع.
ميدل ايست نيوز: في الوقت الذي يشارف فيه موسم التسجيل المدرسي في إيران على البدء، شرعت المدارس غير الحكومية منذ أسابيع عملية التسجيل المسبق للطلاب حيث تتلقى المبالغ اللازمة من العائلات حتى يتم الإعلان بشكل رسمي عن الرسوم الدراسية المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم.
وبحسب وكالة ايسنا للأنباء، صرح نائب منظمة المدارس والمراكز غير الحكومية بوزارة التربية والتعليم: التسجيل المسبق للطلاب مسموح به وممكن القيام به في سبيل تقليل قلق ومخاوف الأسر. مع هذا الشرط المسبق، يجب أن يكون الدفع مساويًا للرسوم الدراسية للعام السابق ويجب ألا يقترن بزيادة في الرسوم الدراسية.
وأكد أن “المدارس التي تفرض رسومًا دراسية غير عادية سيتم النظر بأمرها بالتأكيد”، وقال إن “الآباء يمكنهم مشاهدة الرسوم الدراسية الدقيقة عن طريق إدخال رمز المدرسة في المنصة الحكومية، وبعدها دفع نفس المبلغ من الرسوم الدراسية، وفي حال ارتكبوا أي مخالفة يتم إرسال لجنة مشرفة خلال أسبوع للتعامل معهم”.
وبينما لم تمضِ فترة قصيرة على نشر تصريحات نائب وزارة التربية والتعليم، كشفت عدد من المدارس غير الحكومية عن المبالغ التي تتقاضاها من الأسر كرسوم للتسجيل المسبق، والتي لا تتناسب مع معدلات الرسوم الدراسية المعتمدة للعام الدراسي الحالي.
أكثر من 100 مليون
يقول أحد أولياء الأمور الذي لديه خبرة في التدريس في مدارس خاصة غير حكومية في طهران: “قررت السماح لابنتي وابني بالدراسة في مدارس خاصة بسبب المناخ الثقافي والتعليمي السائد في المدارس الحكومية. ابني في الصف الثامن هذا العام، دفعنا له في العام الماضي 30 مليون تومان، إلا أنهم طلبوا للصف التاسع هذا العام 48 مليون تومان”.
وأضاف: “ابنتي أيضًا في الصف السادس وتذهب إلى المدرسة الابتدائية في المنطقة 2 بطهران، في العام الماضي دفعنا 20 مليون تومان والتي أصبحت 32 مليون تومان لهذا العام”. وأكد “تنفق العائلات الكثير من المال لدفع الرسوم المدرسية لأطفالهم، وأحد أسباب ذلك هو ضعف التعليم في المدارس الحكومية”.
وقالت والدة طالبة في الصف الثاني عشر، ستتخرج ابنتها من مدرسة خاصة هذا العام، حول الرسوم الدراسية المعلنة للعام الدراسي المقبل: “في العام الماضي، دفعنا 70 مليون تومان، والتي تصل إلى 80 مليون تومان إذا أردنا حساب التكاليف والمصاريف الجانبية”.
وأكدت: “وصلنا مؤخراً أن الرسوم الدراسية في المدرسة نفسها في المنطقة 3 بطهران لهذا العام قد وصلت إلى عتبة الـ 110 مليون تومان وقد شرعت بالفعل بالتسجيل المسبق”. وأردفت “التحق ابن أخي بالمرحلة الثانية من المدرسة الثانوية في منطقة ده ونك، بمبلغ 60 مليون تومان”.
وتقول أم أخرى، والتي سجلت ابنتها للعام الثاني عشر في مدرسة بالمنطقة 2 بطهران (شهرك غرب): “بلغت الرسوم الدراسية لهذا العام الدراسي بدون خدمات ورحلات ما مجموعه 94 مليون و900 ألف تومان. درست ابنتي الصفين العاشر والحادي عشر في نفس المدرسة، وفي العام الماضي دفعنا في البداية 49 مليون تومان ووصل فيما بعد إلى 57 مليون تومان، فضلا عن 18 مليون تومان مقابل الخدمات. وستكون تكلفة المدرسة هذه العام (تشمل خدمات التنقل والرحلات الترفيهية وما إلى ذلك) أكثر من 100 مليون تومان، والتي نسددها على شكل أقساط على مدار العام”.
والدة طالبة في المرحلة الابتدائية تقول في هذا الصدد أيضًا: “في العام الماضي عندما كانت ابنتي في الصف الأول، دفعت 18 مليون و800 ألف تومان مقابل الرسوم المدرسية، وبلغ إجمالي التكاليف، بما في ذلك تكلفة الزي المدرسي والنفقات الجانية الأخرى، أكثر من 20 مليون”.
وأردفت: “في منطقتنا، المنطقة 8 بطهران، تراوحت الرسوم الدراسية في العام الماضي من 20 إلى 30 مليون تومان، لكن هذا العام، عندما تقدمت للتسجيل في نفس المدرسة، قالوا إنه يتعين علينا دفع 44 مليون تومان. بالطبع، سألت أيضًا المدارس القريبة، كانت الرسوم الدراسية تتراوح بين 56 مليونًا و 60 مليونًا. نسبة الزيادة هذه لهذا العام غير معقولة ومرتفعة للغاية”.
وبينما يقدّم العديد من أولياء الأمور هذه الشكاوى والتصريحات لوسائل الإعلام والصحف، حولت الرسوم الدراسية الخيالية والفلكية المدارس الخاصة في طهران أكثر من أي وقت مضى إلى سلعة فاخرة باهظة الثمن لا يمكن الوصول إليها إلا من قبل فئات معينة من المجتمع.
وتسببت الفجوة الطبقية التي أوجدتها هذه المدارس، في خيبة أمل واستياء العائلات التي تنوي لأي سبب تسجيل أو مواصلة تعليم أطفالها في هذه المدارس.
(سعر الدولار في إيران: 52.000 تومان)
