تقرير: مزايا استراتيجيّة للقاهرة من التقارب مع إيران

التقارب الأخير بين مصر وإيران "ليس سوى جانب واحد من مجموعة أوسع من التحركات المحسوبة والمنسقة جيوسياسياً بقيادة المملكة العربية السعودية".

ميدل ايست نيوز: كشف موقع “جيوبوليتكل مونيتور” الكندي، أنّ التقارب الأخير بين مصر وإيران “ليس سوى جانب واحد من مجموعة أوسع من التحركات المحسوبة والمنسقة جيوسياسياً بقيادة المملكة العربية السعودية”.

وذكر الموقع أنّ مسؤولين دبلوماسيين واستخباراتيين من مصر وإيران “اجتمعوا في بغداد بالعراق خلال الأيام الأولى من شهر آذار (مارس)، للتداول بشأن إمكانية تطبيع العلاقات واستكشاف جدوى عقد قمة بين قادة البلدين… ويبدو أن المفاوضات الدبلوماسية تحرز تقدماً بالفعل”.

ونقل الموقع عن تقارير صدرت أخيراً تفيد بأنّ مصر وإيران “ستقيمان قريباً علاقات على مستوى سفراء خلال الأشهر المقبلة”، خصوصاً بعد التصريحات التي أدلى بها متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، والتي أكدت أنّ “الشرق الأوسط يحتاج إلى إيران ومصر”، وهي بحسب الموقع “بمثابة شهادة على تطلع إيران إلى إقامة علاقات ودّية مع الدول العربية تتجاوز مجرد اتفاق مع السعودية فقط”.

وكان مسؤولون مصريون قد أفادوا قبل أيام موقع “ذا ناشونال” الإماراتي الذي يصدر باللغة الانكليزية، بأنّه من المتوقع أن تتبادل مصر وإيران السفراء في غضون أشهر، في إطار عملية توسطت فيها سلطنة عمان لتطبيع العلاقات بين القوتين الإقليميتين.

وقال مسؤولان لـ”ذا ناشيونال” إنّه تم الاتفاق من حيث المبدأ على لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي.

الموقع الكندي اعتبر أنّ المصالحة المصرية مع إيران “تحمل مزايا استراتيجية مهمة للقاهرة”، لأنّ إيران تمارس نفوذاً سياسياً وعسكرياً كبيراً على مختلف الفصائل المسلحة داخل قطاع غزة (أبرزها حماس)، وذلك في النظر إلى أنّ حدود قطاع غزة الأساسية مشتركة مع مصر وإسرائيل، ولهذا “من الضروري أن تلعب مصر دوراً محورياً في تسهيل حلّ النزاع بين حماس وإسرائيل”.

كما أنّ تعزيز العلاقات مع إيران “يمكن أن يمنح مصر نفوذاً وسلطة أكبر على مختلف الفصائل المسلحة العاملة داخل غزة، وبالتالي تعزيز الأهداف الاستراتيجية لمصر على جبهات متعددة”.

أمّا على الصعيد الداخلي، فاعتبر الموقع أنّ الأمن القومي المصري في منطقة شمال سيناء “يتطلّب اهتماماً عاجلاً، بالنظر إلى التعاون بين الفصائل الإرهابية في سيناء والجماعات المسلحة المتحدرة من غزة على مدار العقد الماضي”.

كما أن المصالحة مع طهران “ستمكن مصر من إعادة تنظيم سياستها الخارجية الإقليمية تنظيماً استراتيجياً، بما يتوافق مع المملكة العربية السعودية، ما يسهل التشكيل البنّاء لجبهة سياسية موحدة بين الرياض والقاهرة”.

يُذكر أنّ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أكد اليوم أنّ سياسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تجاه المنطقة خلال الأعوام الماضية كانت “منطقية وصحيحة”، وأن “لا مشكلة ثنائية بين طهران والقاهرة”، في إشارة واضحة إلى التقارب المستجدّ مع القاهرة.

وكان عبد اللهيان قد أعرب، منذ أسبوعين، عن أمله أن تشهد العلاقات الإيرانية – المصرية تطوراً وانفتاحاً جديَّين ومتبادلَين، في إطار سياسة حكومة رئيسي ورؤيته، واللتين تُوليان أهمية بالغة لتطوير العلاقات بدول المنطقة، مشيراً إلى ارتقاء مستوى العلاقات بين طهران والقاهرة، ولافتاً إلى أنّ “مكتب رعاية المصالح ينشط في البلدين، وهناك قناة رسمية للاتصال المباشر”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد + 19 =

زر الذهاب إلى الأعلى