الاستخراج المفرط للمياه الجوفية يفاقم خطر الانخسافات الأرضية في إيران
تُظهر اللقطات التي نُشرت مؤخرًا عن حالات الإفراط في استنزاف طبقات المياه الجوفية في إيران بوضوح الضغط الكبير على هذه الطبقات الذي يفاقم خطر حدوث الانخسافات الأرضية.
ميدل ايست نيوز: تُظهر اللقطات التي نُشرت مؤخرًا عن حالات الإفراط في استنزاف طبقات المياه الجوفية في إيران بوضوح الضغط الكبير على هذه الطبقات الذي يفاقم خطر حدوث الانخسافات الأرضية. خطر، إذا لم تتم إدارته ومعالجته سيلقي بالبلاد في “قاع الانخسافات والتغورات الأرضية”.
وبحسب وكالة تسنيم للأنباء الإيرانية، تتزايد بمرور الوقت ظاهرة الانخسافات الأرضية في إيران حيث تطال المزيد من المحافظات والمدن يوما بعد يوم، ويخشى العديد من المراقبون أن تكون آثار هذه الظاهرة عاجلا أم آجلا، والتي يشار إليها باسم “الزلزال الصامت” آثار جانبية على الطبقات الدنيا من الأرض، والتي سرعان ما ستظهر على سطح الأرض وتعرض حياة وممتلكات الشعب الإيراني للخطر.
ويقول الخبراء إن السبب الأول والرئيسي لانتشار الانخسافات الأرضية في إيران هو الضغط على طبقات المياه الجوفية وإفراغ منسوب المياه الجوفية في سهول مختلفة من البلاد. في الواقع، يمكن اعتبار “أزمة طبقات المياه الجوفية” الأم بالنسبة للانخسافات الأرضية في البلاد.
وفي الآونة الأخيرة، نشرت شركة إدارة الموارد المائية في البلاد خريطة لمقدار الاستخراج الزائد من الآبار في محافظات مختلفة من إيران والتي توضح جيدا عمق الكارثة في طبقات المياه الجوفية في بلدنا.
ويظهر في هذه الصورة، كمية استنزاف الآبار (المرخصة وغير المصرح بها) في كل محافظة برقم محدد، وكما هو واضح في الصورة، لا توجد محافظة تلتزم بالكمية المحددة لها من المياه.
وتوضح هذه الصورة أيضا الضغط الكبير على طبقات المياه الجوفية الذي يفاقم خطر حدوث الانخسافات الأرضية.
وفي ظل هذا الاستخراج غير المصرح به، حثّ خبراء البيئة في البلاد على إشراف أكبر من قبل وزارة الطاقة بشأن عمليات استنزاف المياه من الآبار عن طريق تركيب عدادات وإغلاق الآبار غير المصرح بها.
وفي إيران، يتم استخراج مياه جوفية من الآبار سنويا بمقدار “سد أمير كبير في كرج”، ويُخشى خلال السنوات الخمس المقبلة ألا يتبقى أي ماء في طبقات المياه الجوفية يمكن استخراجها.
وفي وقت سابق، قال رئيس منظمة إدارة الأزمات في إيران، إن الانخسافات الأرضية تهدد قرابة 125 ألف كيلومتر مربع، أي ما يقرب من 8-9٪ من مساحة البلاد.
وبلغ عدد المدن المهددة بالانخساف في إيران 280 مدينة والقرى 9200. حيث تعد عمليات تنشيط التغورات الأرضية العامل الرئيسي لهذه الكارثة، ومن بعدها جفاف طبقات المياه الجوفية.”
المحافظات الإيرانية الأكثر تعرضاً للانخسافات الأرضية
وقالت معصومه آميغبي، رئيسة قسم التسوية الدقيقة وقياس التداخل بالرادار في منظمة الخرائط آميغبي،
إن محافظات “مشهد” و”جلستان” و”فارس” و”أصفهان” و”كرمان” هي أكثر المناطق المهددة بالتغوّر الأرضي، ومن بين هذه المحافظات، فإن أعلى معدل انخساف أرضي مرتبط بكرمان، لأن هذه المحافظة تعيش وضعاً غير موات وحرج بسبب الاستخراج المفرط للمياه الجوفية.
وفي إشارة منها إلى وضعية الانخسافات الأرضية في العاصمة طهران، أوضحت: “المناطق 9 و10 و16 و17 و18 و19 و21 في العاصمة طهران، هي الأكثر تعرضاً للتغوّر الأرضي.”
وقالت: “تتعرض بنى الطرق والسكك الحديدية والمباني للضرر الناتج عن حدوث هذه الظاهرة، بحيث تصيب التشققات المباني وتتعرض هياكل المطارات ومترو الأنفاق والمناطق السكنية للخطر.”