إيران تعرض على طالبان تدريب قواتها على بروتوكولات أمن الحدود
قال نائب قائد قوة شرطة في إيران إن الحدود الشرقية للبلاد هادئة تماماً ولا توجد مشاكل وعمليات التبادل الإنساني والتجاري تجري بشكل طبيعي.
ميدل ايست نيوز: قال نائب قائد قوة شرطة في إيران إن الحدود الشرقية للبلاد هادئة تماماً ولا توجد مشاكل وعمليات التبادل الإنساني والتجاري تجري بشكل طبيعي.
وبحسب صحيفة شرق، قال قاسم رضائي، بخصوص أمن الحدود الشرقية الإيرانية: “تلتقي حدود إيران في الشرق مع الدول الإسلامية الصديقة باكستان وأفغانستان، ولدينا حدود مشتركة معهم على مدى ألفي كيلومتر تقريبًا”.
وفي إشارة إلى قضية المخدرات في الحدود الشرقية لإيران، قال رضائي: “العقبة الكبرى في الحدود الشرقية هي قضية المخدرات. فزراعة المخدرات وإنتاجها على ذاك الجانب من حدود بلادنا تلقي بظلالها على هذه الحدود وتجعلها مستهدفة دوماً”.
وأكد: “هذه القضية كانت موجودة قبل الثورة الإسلامية وهي موجودة اليوم منذ ذلك الحين”.
وصرح نائب قائد قوة الشرطة، في إشارة إلى الظروف الحدودية المواتية بين إيران وباكستان، قائلاً: “لدينا علاقات جيدة مع الجيش وحرس الحدود على الحدود مع باكستان، لكننا نواجه العديد من المشاكل في الحدود المشتركة مع أفغانستان”.
وأضاف: “قبل وصول طالبان إلى السلطة، كان لدينا اتصالات مع حرس الحدود في النظام السابق، وقمنا بإدارة الحدود بشكل مشترك تقريبًا، وعلى الرغم من وجود بعض المشاكل حينها، إلا أنهم كانوا متجاوبين معنا. أما اليوم، بعد استلام طالبان لسدة الحكم، عقدنا اجتماعات معهم في طهران وكابول وعلى الحدود، إلا أننا ما زلنا نواجه العديد من العقبات لرفض قوات طالبان الاستجابة لنا”.
وأردف: “تتغير عناصرهم على الدوام على تلك الحدود، وهم يفتقرون الخبرة إلى حد كبير ويرتكبون إجراءات غير تقليدية ويطلقون النار بشكل عشوائي”.
وقال رضائي: “في اللقاءات التي أجريناها مع مسؤوليهم، اعترفوا بأن قواتهم أخطأت ولن تكرر هذه الأعمال، لكن سرعان ما سيحدث نفس الشيء لاحقًا في نقطة أخرى من الحدود”.
اهتمام طالبان في ترسيخ الأمن في الحدود
وفي إشارة إلى اهتمام طالبان بإرساء الأمن على الحدود، قال: على غرارنا، تسعى طالبان لإرساء الأمن على الحدود وتنشيط حركة المسافرين وعمليات تبادل المنتجات والسلع التجارية، لكن ما يحدث يرجع إلى عدم اهتمام بعض الأفراد المتواجدين على الحدود. من ناحية أخرى، نواجه بعض المهربين المسلحين الذين يطلقون النار عبر الحدود”.
وشدد رضائي، من خلال تحديد جذور المشاكل الحدودية مع قوات حرس الحدود الأفغانية، على أن طالبان نفسها مستاءة من الأوضاع القائمة على الحدود، وقال: تأكدت من قيادة هذه الجماعة على عدم تكرار هذه الحادثة مرة أخرى. وأرى أنه من الضروري الرجوع لتنفيذ اتفاقياتنا السابقة”.
وأضاف: ” لذلك، من الضروري أن يرتدي حرس الحدود التابعين لطالبان الزي الرسمي وأن يلتزموا بالقوانين الدولية. حتى أننا أعلنا عن استعدادنا لتدريبهم على اتباع بروتوكولات الحدود في المعابر والمناطق المزدحمة وكذلك في المناطق غير الحدودية، حتى يكونوا سادة البروتوكولات، إلا أنهم لم يحضروا بعد للخضوع للتدريبات اللازمة”.
وصرح رضائي بأنه في حصول أي انتهاك للحدود فسوف نتعامل معه بشكل حاسم، وقال: قد تكون طالبان منتظمة أكثر في الرتب الوسطى لجماعتها، لكن أداؤهم وتنظيمهم ليس مألوفاً بالنسبة لنا، لأن حرس الحدود من الجانبين يتعين عليهم عقد اجتماعات مع بعضهم البعض وإجراء مفاوضات، وحتى إنشاء دوريات متزامنة ومشتركة”.
وتم إغلاق المعبر الحدودي بين البلدين، في 27 مايو، بسبب الاشتباكات بين حرس الحدود الإيراني وقوات طالبان، ونظرا لاستقرار الأوضاع على الحدود، استؤنفت بعد ساعة التبادلات الاقتصادية في معبر ميلك الحدودي.
وعقب الاشتباكات الحدودية بين إيران وأفغانستان، توصل البلدان إلى تفاهم حول إرسال فريق تقصي حقائق مشترك إلى المناطق الحدودية.
ووقعت هذه الاشتباكات بعد ظهر السبت على حدود سيستان وبلوشستان الإيرانية وولاية نيمروز الأفغانية وفي قرى ساسولي وحاتم وماككي.
وتم استخدام الأسلحة الخفيفة وشبه الخفيفة والمدفعية في هذه الاشتباكات، فيما لا صحة للأنباء التي تتحدث عن استخدام القوات الإيرانية للصواريخ.
وبعد بدء الاشتباك، بدأت مراسلات واتصالات بين السفارة الإيرانية في أفغانستان ووزارة الدفاع التابعة لحكومة طالبان.
وأعلن المركز الإعلامي لقيادة حرس الحدود استشهاد أحد عناصر حرس الحدود وإصابة اثنين آخرين إثر الاشتباك الحدودي بين قوات طالبان وحرس الحدود الإيراني في منطقة ساسولي.
ووصل صباح الأحد 28 مايو، نائب قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني العميد قاسم رضائي، وقائد القوات البرية الإيرانية العميد كيومورث حيدري، إلى منطقة سيستان.
وقال العميد كيومرث حيدري خلال زيارته إلى منطقة سيستان وتفقد الحدود المشتركة مع أفغانستان: إن الحدود المشتركة مع أفغانستان تخضع بالكامل لسيطرة القوات البرية ويقف إلى جانبنا حرس الحدود، والأمن مستتب بالكامل.