نظراً لتصعيد التوترات.. مقارنة بين القوة العسكرية لإيران وأفغانستان
أثار تصاعد التوتر بين إيران وطالبان التساؤل عما ينتظرنا في حال اندلاع حرب بين إيران وأفغانستان، وعن الإمكانات والقوة العسكرية التي يمتلكانها.
ميدل ايست نيوز: أثار تصاعد التوتر بين إيران وطالبان التساؤل عما ينتظرنا في حال اندلاع حرب بين إيران وأفغانستان، وعن الإمكانات والقوة العسكرية التي يمتلكانها.
وبحسب موقع رويداد 24، قتل جنديان من حرس الحدود الإيراني إثر تبادل لإطلاق النار بين القوات الإيرانية وطالبان على الحدود مع أفغانستان. بعد هذا الحادث توجه قائد القوات البرية للجيش الإيراني إلى الحدود الشرقية للبلاد وهدد قوات طالبان قائلاً “سنحافظ على حسن الجوار، لكن إذا شعرنا أن الطرف الآخر لا يريد الامتثال للأنظمة، فسيواجه نهجًا مختلفًا”.
ولم يلتزم الجانب الطالباني الصمت حيال التصريح أعلاه، وقال عبد الحميد خراساني (أحد قادة طالبان): “لا تختبروا قوتنا، أنتم خلف الستار مع الغربيين، لكننا مسلمون حقيقيون”. وسرعان ما تمت إقالة هذا القيادي بسرعة، لكنه زعم مرة أخرى في بيان: “سنحارب إيران بحماس أكبر من محاربة أمريكا، فإذا سمح لنا قادة طالبان، فسنغزو إيران قريبًا”.
وعلى وقع هذه المعطيات، والخطوط الساخنة والرموز التي برزت للمشهد بين كلا الطرفين، يرى البعض أنه قد تكون هناك إمكانية لحرب قصيرة في المستقبل. في تقريرنا هذا قمنا بمقارنة القوة العسكرية لهاتين الدولتين لتحديد أيهما سيكون المنتصر في حالة نشوب حرب بين إيران وأفغانستان.
مقارنة القوة العسكرية لإيران وأفغانستان
وبحسب إحصائيات الموقع العسكري “جلوبال فاير باور”، وهو موقع متخصص في مجال مقارنة القوة العسكرية لدول العالم، فقد احتلت إيران المرتبة 17 بين 145 دولة في العالم من حيث القوة العسكرية في عام 2023. في المقابل احتلت أفغانستان في هذا الترتيب المرتبة 114.
ومن حيث التعداد السكاني، تمتلك إيران التي يبلغ عدد سكانها 87 مليون نسمة قوة وجيش أكثر من أفغانستان التي يبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة. يبلغ عدد القوات العسكرية المحتملة لإيران 48 مليون شخص، بينما تضمن نفس المؤشر لأفغانستان أقل من 15 مليون شخص.
ومن الجدير بالذكر أن المعلومات الموجودة على موقع “جلوبال فاير باور” حول عدد أفراد الجيش الأفغاني ليست متزامنة، أو أخذت بعد سقوط البلاد، إذ يعتبر حل الجيش الموالي للولايات المتحدة بمثابة حل كامل للقوات العسكرية الرسمية لهذا البلد وصنف الموقع من تبقى من السكان وقوات طالبان العسكرية تحت مسمى القوات شبه العسكرية.
ووفقًا لهذه الإحصاءات، تمتلك إيران 90 ألفًا من القوات شبه العسكرية (ميليشيا)، بينما تمتلك أفغانستان حاليًا 60 ألفًا، في حين أن لدى إيران 575 ألفًا من العناصر العسكرية النشطة و350 ألفًا من أفراد الاحتياط في نفس الوقت.
الميزانية العسكرية لإيران وأفغانستان
ومن حيث الميزانية العسكرية، فحدث ولا حرج. حيث تنفق إيران أكثر من 5.55 مليار دولار في الميزانية العسكرية سنويًا، بينما وصل هذا الرقم بالنسبة لأفغانستان إلى أقل بأضعاف كثيرة من إيران وبلغ 49.5 مليون دولار.
وفي عام 2022، نشر المركز الدولي لمكافحة الإرهاب تقريرًا عن الأسلحة المتبقية بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان. فوفقًا لهذا التقرير وتقارير إعلامية أخرى، تركت أمريكا بعض معداتها الحربية في أفغانستان بسبب التقدم السريع لطالبان.
وفي العامين الماضيين، زعمت الولايات المتحدة أنها تحاول الحصول على جرد للمعدات التي خلفتها في أفغانستان ووصلت إلى أيدي طالبان، لكن قائمة هذا الجرد لم تنشر بعد. في حين كان تقييم الكونجرس الأمريكي بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان هو أن معدات عسكرية تبلغ قيمتها نحو سبعة مليارات دولار بقيت في هذا البلد.
وفي الأيام والأسابيع الأولى التي تلت سيطرة طالبان على البلاد، تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لوحدة من القوات الخاصة لطالبان تحمل أسلحة ومعدات تكتيكية أمريكية بزي عسكري كامل.
وخلال السنوات التي أعقبت الغزو الأمريكي لأفغانستان، أنفقت الولايات المتحدة الكثير من الأموال على تطوير أفغانستان في المجال العسكري. ويقال إنه على مدى السنوات العشرين الماضية، أنفق البيت الأبيض ما يقرب من 88 مليار دولار لتجهيز القوات الأمنية والدفاع الوطني في أفغانستان.
وقام الأمريكيون قبل مغادرتهم للبلاد بنقل بعض الطائرات الأفغانية إلى الولايات المتحدة للإصلاح وأبقوا عليها هناك فيما بعد، ولكن وفقًا للتقارير، عمد قادة أمريكيون إلى تخريب أو إضفاء طابع مدني على 73 طائرة و70 مركبة قتالية مقاومة للألغام و27 عربة “هامفي” مدرعة، قبل مغادرة البلاد.
ويبقى المهم في مسألة الأسلحة المتبقية هذه والتي سقطت في أيدي طالبان هو آلية استخدامها التي تجهلها هذه الجماعة تماماً. حيث تتطلب بعض الأسلحة تخصصاً ومعرفة خاصة بالصيانة وطرق الاستخدام، في حين أن طالبان قادرة عادةً على استخدام الأسلحة السوفيتية القديمة.
مع تصاعد التوتر بين البلدين.. وفد أمني إيراني يزور أفغانستان لأول مرة منذ تولي طالبان الحكم