الاختلال في استهلاك البنزين في إيران يدق ناقوس الخطر وينذر بضرورة الاستيراد
حذر الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المنتجات النفطية في إيران، من خطورة الاختلال في معدلات مادة البنزين في الأيام الأخيرة.
ميدل ايست نيوز: حذر الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المنتجات النفطية في إيران، من خطورة الاختلال في معدلات مادة البنزين في الأيام الأخيرة، معلناً أن الاستهلاك اليومي للبلاد من البنزين البالغ 110 مليون لتر قد عادل معدل الإنتاج.
ونقلت وكالة ايرنا للأنباء عن وزارة النفط الإيرانية قولها، حذر جواد أوجي (وزير النفط) في مطلع العام الإيراني الحالي من الاتجاه الصعودي لاستهلاك البنزين في البلاد وأكد “تقترب سعة التكرير في قطاع إنتاج البنزين والغاز من حجم الاستهلاك في البلاد”، واستطرد “أن الدعم الحكومي للمحروقات سنوياً يلامس 80 مليار دولار في البلاد”.
ولفت أوجي إلى زيادة سنوية بنسبة 10-12٪ في استهلاك الوقود السائل في البلاد وقال: “في الوقت الذي يجب أن نفكر فيه في زيادة الطاقة التكريرية للبلاد، من الضروري عدم إهمال تنفيذ خطط تحسين الاستهلاك في الدولة، وخاصة في القطاعين المحلي والصناعي”.
وأدى الاتجاه الصعودي لاستهلاك البنزين في إيران لا سيما مع الارتفاع المتزايد لتعداد المركبات، وانخفاض كفاءة محطات الطاقة، والاستهلاك اليومي غير المعهود للغاز خاصة في المواسم الباردة، فضلاً عن الزيادة في استهلاك المازوت إلى إيجاد هذا الاختلال في مادة البنزين بين الإنتاج والتوزيع والذي أدخل عملية تنفيذ خطط إدارة استهلاك الوقود في البلاد مرحلة الطوارئ.
إنتاج البنزين وتوزيعه على شفا حفرة من الاختلال
حذر جليل سالاري، الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المنتجات النفطية في إيران، من “خطورة الاختلال في معدلات مادة البنزين في الأيام الأخيرة”، معلناً أن “الاستهلاك اليومي للبلاد من البنزين البالغ 110 مليون لتر قد عادل معدل الإنتاج”.
وأضاف: “يتم بيع أكثر من مليون سيارة كل عام ولا يتم إعادة تدوير أو إزالة أي سيارة بالية من خط المرور، وإذا استمر هذا الاتجاه على نفس الوتيرة، سيرتفع معدل الاستهلاك ونضطر إلى استيراد هذه المادة”.
وأردف سالاري: “لا يمكن إدارة الاتجاه الحالي لاستهلاك البنزين من خلال إنشاء المصافي النفط وزيادة إنتاج البنزين، مؤشر الاستهلاك هذا سيجعل إيران مستوردة للبنزين بسبب الاختلال بين الإنتاج والتوزيع”.
استهلاك 22 مليار لتر من الوقود السائل في محطات توليد الكهرباء
كما أشار سالاري إلى نقص الديزل بعد الاختلال في الغاز، وقال عن إمدادات المحروقات في شتاء عام 2023: “تسبب الاختلال في معدلات الغاز في تزويد جزء كبير من محطات الطاقة بالديزل. فيما بلغ استهلاك الوقود السائل في محطات توليد الكهرباء 18 مليار لتر العام الماضي وبحسب توقعات هذا العام سيصل إلى 22-23 مليار لتر”.
دخل تحسين الاستهلاك يعادل تصدير النفط
إن النمو المتزايد لاستهلاك الوقود في إيران، خاصة بعد تراجع وباء فيروس كورونا، قد حدث في وضع يتم فيه خفض استهلاك البنزين من 110 إلى 105 ملايين لتر بتوفير 5 ملايين لتر ومراعاة سعر البنزين عند 30 ألف تومان في الأسواق العالمية، بحيث يكون الدخل من هذا القطاع وحده أكثر من 54 ألف مليار تومان. يحدث هذا في وقت ينبغي فيه استثمار حوالي 10 مليارات دولار لبناء مصفاة نفطية.
ووفقا للتحليلات، يتسبب الاستهلاك غير المنظم للغاز والبنزين في فقدان إيران أكثر من 30 مليار دولار كل عام، وبناءً على الإحصاءات، سيكون دخل إيران النفطي في عام 2023 حوالي 36 مليار دولار، ويمكن أن يؤدي تحسين معدلات استهلاك المحروقات إلى خلق دخل يعادل صادرات النفط لإيران.
وأدى اختلال التوازن بين إنتاج واستهلاك البنزين، الذي أثارته الحكومة الإيرانية منذ شهور، إلى استيراد البنزين والديزل من روسيا. وقد ذكرت رويترز مؤخراً في تقرير أنه تم إرسال 30 ألف طن من البنزين والديزل إلى إيران في فبراير ومارس من هذا العام.
ومنذ عدة أيام، قال الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل في قطاع تكرير النفط “إننا أبلغنا الحكومة ولجنة الطاقة بالبرلمان بأن سعة المصافي ممتلئة ولا يجب أن يتوقعوا المزيد من الإنتاج”.
وذكر هذا المسؤول أن لدى إيران إنتاج بسعة كاملة وفي ثلاث ورديات وأن جميع المصافي ضمن دائرة الإنتاج، مؤكداً “على حتمية استيراد البنزين” وقال: “الاستهلاك في البلاد مرتفع للغاية، بحيث وصل خلال العطلة الماضية إلى 145 مليون لتر في اليوم، فعندما يزيد الاستهلاك عن 100 مليون لتر فإن ذلك سيؤدي إلى اختلال في المعادلات، فالبنزين في نهاية المطاف، مادة ضرورية وحيوية لاستهلاك عامة الناس”.
وسط تضارب التصريحات الحكومية… هل يتم تهريب رُبع الوقود الإيراني خارج البلاد؟