6 آلاف معلم تاريخي في خطر… محافظة أصفهان الإيرانية تعاني من “الموت الصامت للأرض”

قال مدير عام إدارة الأزمات بأصفهان إن 29 من أصل 35 سهلاً من السهول الخاضعة للدراسة في هذه المحافظة تواجه انخفاضًا كبيرًا في مستوى المياه الجوفية.

ميدل ايست نيوز: قال مدير عام إدارة الأزمات بأصفهان إن 29 من أصل 35 سهلاً من السهول الخاضعة للدراسة في هذه المحافظة تواجه انخفاضًا كبيرًا في مستوى المياه الجوفية، مؤكداً أن هذا الأمر يمكن أن يتسبب في أضرار لا يمكن تعويضها.

وبحسب صحيفة شرق، في الدراسات الجيولوجية، يُطلق على ظاهرة الانخساف الأرضي اسم “الموت الصامت للأرض”. فعواقب هذه الظاهرة خلق تصدعات لولبية وعميقة في السهول، مما يلحق الضرر بالبنى التحتية بالأماكن الحضرية والضواحي. بالتالي، لا يمكن تعويض ما يسببه الانخساف أو التغور الأرضي وخصوصاً بالنسبة للأضرار الجسيمة التي يلحقها بالطرق والبنية التحتية للنقل.

وأكد مسعود ترابي، عضو هيئة التدريس في مركز البحوث الزراعية في أصفهان، أن ظاهرة الانخساف الأرضي في أصفهان تشكل تهديدًا على مستوى البلاد، وقال: “تشير التقديرات إلى وجود حوالي 900 ألف بئر في البلاد، أكثر من 42٪ منها غير مرخصة”. مضيفاً “من أجل السيطرة على معدل الانخساف الأرضي في المدينة، يجب تغيير طرق إنتاج المنتجات الزراعية في إيران بشكل جذري، والتغيير هذا يجب أن يكون على المستوى الوطني والبنية التحتية”.

ويواجه نحو 409 سهلاً في إيران من إجمالي 609 خطر التعرض للانخسافات الأرضية، لكن ما يجعل أصفهان في فوهة الخطر هو وجود أكثر من ستة آلاف معلم تاريخي في سهل أصفهان-برخوار.

يوضح رضا مكنون، عضو هيئة التدريس في جامعة أمير كبير “أن أصفهان تحتل المرتبة الأولى في البلاد من حيث الانخسافات الأرضية. ويتابع “عندما تزداد شدة هذه الظاهرة تظهر آثارها على سطح الأرض على شكل طبقات وشقوق في السهول وتخلّف شقوقاً على أبواب وجدران المنازل وتدمر الهياكل الحضرية”.

وأكمل: “الطريقة الوحيدة لإنقاذ أصفهان من ظاهرة الانخساف الأرضي هي دبلوماسية المياه. بمعنى أنه يجب تقديم تعريف دقيق لتحديد حصة المياه وبالتالي إنهاء النزاع في المنابع. كذلك، يمكن لسكان أصفهان من خلال تعزيز ثقافة الاستهلاك الأمثل، تحقيق مؤشر الحفاظ على 700 مليون متر مكعب من المياه”.

من جانبه، قال منصور شيشه فروش، مدير عام إدارة الأزمات بأصفهان “إن 29 من أصل 35 سهلاً من السهول الخاضعة للدراسة في هذه المحافظة تواجه انخفاضًا كبيرًا في مستوى المياه الجوفية”، مؤكداً “أن هذا الأمر يمكن أن يتسبب في أضرار لا يمكن تعويضها”.

وشدد هذا المسؤول: “يجب تنفيذ برامج للوقاية من الانخسافات الأرضية ومكافحتها ودعمها على المستوى الوطني للمحافظة”.

وما هو مؤكد هو أن أصفهان أصبحت ملتقى كبير لهذه الظاهرة ولن يدرك أحد أهوال هذا الأمر، حتى يتدفق نهر “زاينده” بشكل مستمر من “سراب” إلى “باياب” وتصبح الأرض صلبة تحت أصفهان.

ويتطلب القرار الوطني أن يكون لنهر زاينده تدفق دائم وأن يتم إيقاف عمليات السحب من طبقة المياه الجوفية بحيث يتم إنقاذ أصفهان قبل فوات الأوان.

وفي إيران، يتم استخراج مياه جوفية من الآبار سنويا بمقدار “سد أمير كبير في كرج”، ويُخشى خلال السنوات الخمس المقبلة ألا يتبقى أي ماء في طبقات المياه الجوفية يمكن استخراجها.

وفي وقت سابق، قال رئيس منظمة إدارة الأزمات في إيران، إن الانخسافات الأرضية تهدد قرابة 125 ألف كيلومتر مربع، أي ما يقرب من 8-9٪ من مساحة البلاد.

وبلغ عدد المدن المهددة بالانخساف في إيران 280 مدينة والقرى 9200. حيث تعد عمليات تنشيط التغورات الأرضية العامل الرئيسي لهذه الكارثة، ومن بعدها جفاف طبقات المياه الجوفية.”

المحافظات الإيرانية الأكثر تعرضاً للانخسافات الأرضية

وقالت معصومه آميغبي، رئيسة قسم التسوية الدقيقة وقياس التداخل بالرادار في منظمة الخرائط آميغبي،

إن محافظات “مشهد” و”جلستان” و”فارس” و”أصفهان” و”كرمان” هي أكثر المناطق المهددة بالتغوّر الأرضي، ومن بين هذه المحافظات، فإن أعلى معدل انخساف أرضي مرتبط بكرمان، لأن هذه المحافظة تعيش وضعاً غير موات وحرج بسبب الاستخراج المفرط للمياه الجوفية.

وفي إشارة منها إلى وضعية الانخسافات الأرضية في العاصمة طهران، أوضحت: “المناطق 9 و10 و16 و17 و18 و19 و21 في العاصمة طهران، هي الأكثر تعرضاً للتغوّر الأرضي.”

وقالت: “تتعرض بنى الطرق والسكك الحديدية والمباني للضرر الناتج عن حدوث هذه الظاهرة، بحيث تصيب التشققات المباني وتتعرض هياكل المطارات ومترو الأنفاق والمناطق السكنية للخطر.”

 

قد يعجبك:

خبراء البيئة يحذرون من انقراض الحياة في أصفهان في غضون سنوات

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى