وسط مخاوف من أزمة مائية حادة.. طالبان تستمر بتجاهل مطالب إيران
قال ممثل مشروع إمداد المياه التابع لوزارة الطاقة في محافظة سيستان وبلوتشستان إنه إذا لم تمتثل أفغانستان لالتزاماتها فيما يتعلق بحقوق إيران المائية، فإن أزمة مائية حادة ستواجه زاهدان وسيستان.

ميدل ايست نيوز: قال ممثل مشروع إمداد المياه التابع لوزارة الطاقة في محافظة سيستان وبلوتشستان إنه إذا استمرت الحكومة الأفغانية بتجاهل التزاماتها فيما يتعلق بحقوق إيران المائية، فإن أزمة مائية حادة ستواجه زاهدان وسيستان.
وفي مقابلة مع وكالة ايلنا للأنباء، قال مصطفى سياسر: “حق المياه هو من الحقوق المشروعة للشعب الإيراني، والذي تم إبرام معاهدة بخصوصه في عام 1972 للاستفادة من مياه سد كجكي”.
وأضاف: “افترضت إيران حينها أنه قد لا يتم إعطاؤها الماء بعد الآن، ولهذا سعت إلى توقيع معاهدة بينها وبين أفغانستان، حتى يطمئن مسؤولو البلاد من هذه القضية”.
واستطرد: “الحقوق المائية المنصوص عليها تشمل سد كجكي، أما المياه التي قد تأتي من تجمع الفيضانات فهي غير مشمولة. والمثير بالأمر أن إيران لم تحصل على أي قطرة مياه من هذا السد خلال السنوات الأخيرة”.
وأردف سياسر: “كما أسلفت، حددت إيران حقوقها المشروعة من سد كجكي نفسه الذي يقع عند مدخل نهر هيرمند المنصوص عليه في المعاهدة، أي أن أفغانستان تلتزم سنوياً بتسليم بلادنا نحو 850 مليون متر مكعب من مياه هذا السد في غضون 12 شهر”.
وأكد ممثل مشروع إمداد المياه التابع لوزارة الطاقة في محافظة سيستان وبلوتشستان أنه نظراً لتغير مستويات المياه طالب مسؤولو البلاد لاحقاً بإعطاء إيران حقوقها المائية على مرحلتين أو موسمين بحيث يكون حجم المياه الواردة كبيرًا، إلا أن أفغانستان لم تلتزم بوعودها”.
وقال هذا المسؤول: “إن آخر دفعة مياه ملحوظة دخلت إيران في 2018، والتي كانت من الفيضانات خلف سد كجكي، حيث تدفقت في بئر نيمه وبحيرة هامون بين إيران وهذا السد”.
وذكر سياسر: “إلى الآن ترفض أفغانستان الالتزام بمعاهدتها ومنح إيران حقوقها المائية. ويذكر أنه منذ عامين، عندما دخل سد كمال خان حيز التشغيل، قامت الجهات ذات الصلة هناك بتحويل مسار نهر هيرمند، والذي كان ربما نتاج فيضان سد كجكي أو سهل مال، إلى حفرة بعيداً عن إيران مفتعلين بذلك كارثة مائية وأزمة بيئية في منطقتنا”.
وتابع: “تعاني منطقة سيستان وجزء من زاهدان من الإجهاد المائي، وإذا لم تصل إليهم الحقوق المائية بأسرع وقت ستزداد وتيرة المعاناة إلى درجات كبيرة.”
وشدد “إذا قالت طالبان إنه لا توجد مياه خلف السد، فلندعوا الخبراء في هذا المجال يبدون رأيهم ويطّلعون على الواقع، وفي حال لم يسمحوا لخبراء بلادنا بذلك، فعليهم إحضار خبراء دوليين لمعرفة وفحص الوضع المائي خلف هذا السد”.
وأكد هذا المسؤول أنه يجب على الأمم المتحدة واليونيسف وجميع المنظمات الإنسانية إرسال خبرائهم المعنيين إلى أفغانستان للتحقق من المياه خلف سد كجكي، الذي يحتوي على كميات كبيرة من المياه، بحيث يرون بأم أعينهم أنه على الرغم من هذه الموارد المائية يعاني مواطنونا على الحدود مع أفغانستان من ظروف صعبة في توفير المياه”.
ويرى سياسر، أنه إذا تسارعت مسألة نقل المياه من بحر عمان، فسيتم حل جزء من مشاكل ندرة المياه في هذه المناطق، وقال: “للأسف، نظراً لجدول الخمس سنوات المحدد لهذا المشروع وانخفاض احتياطيات المياه، لا يمكن وضع خطط قصيرة الأجل لإمدادات المياه وحل مشاكل المياه في هذه الخطة”.
وفي الختام قال: “الطريقة الوحيدة في الوقت الراهن لحل أزمة المياه هي الحقوق المائية التي نأمل أن تلتزم الحكومة الأفغانية بشأنها وفقاً لما جاء في المعاهدة المشتركة والسماح للخبراء والمتخصصين بفحص المياه خلف سد كجكي”.
ومنذ أيام، قال النائب عن محافظة سيستان وبلوشستان في البرلمان الإيراني إن الجانب الأفغاني منع زيارة سدي كجكي ودهراود والاطلاع على الموقف المائي فيها.
يشار إلى أنّ العلاقات بين طهران وحركة طالبان المسيطرة على أفغانستان تشهد توتراً متزايداً، على خلفية مطالبة إيران المستمرة بحصتها من مياه نهر هيرمند الأفغاني.