إيران.. تحذير من خطر الاعتماد المطلق على الغاز في إنتاج الكهرباء

قال أستاذ في جامعة شريف للتكنولوجيا إنه بدءاً من عام 2025 ستخسر إيران ما يعادل مرحلة من حقل بارس الجنوبي في كل عام.

ميدل ايست نيوز: قال أستاذ في جامعة شريف للتكنولوجيا إنه بدءاً من عام 2025 ستخسر إيران ما يعادل مرحلة من حقل بارس الجنوبي (حقل غاز الشمال) في كل عام، مشيراً إلى أن تحقق هذا الأمر رغم كل الاستثمارات التي أنفقتها البلاد، علماً أن حقول بارس الجنوبي تعد بالغة الأهمية لأنها توفر 70٪ من استهلاك الغاز في البلاد.

وفي مقابلة مع وكالة ايلنا للأنباء، قال سيد هاشم أورعي أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة شريف ورئيس جمعية طاقة الرياح في إيران: “تقول جميع التوقعات إن عجز الغاز في إيران في عام 2031، سيصل إلى 300 مليون متر مكعب في اليوم، وما يمكن رؤيته بالإجماع في جميع هذه التوقعات هو أننا نواجه عجزاً متزايدًا واتساعاً في الفجوات بين الإنتاج والاستهلاك، فضلاً عن معدلات العجز التي تصل إلى 500 مليون متر مكعب”.

وأضاف: “واجهت عموم البلاد في الشتاء الماضي نقصًا في إمدادات الغاز، فعلى سبيل المثال، انقطع الغاز عن مدينة “تربت جام” لمدة 24 ساعة وتجمدت المدينة بأكملها على الرغم من قطع السلطات الحكومية الغاز عن قطاع الصناعات آنذاك لتوفير الغاز المنزلي”.

وأردف أورعي: “بالإضافة إلى ذلك، وبسبب قلة الاستثمار ونقص التكنولوجيا الحديثة، فإننا غير قادرين على الحفاظ على الضغط في حقول بارس الجنوبي، ما يعني أننا سنواجه على الدوام انخفاضاً في الضغط وعمليات الإنتاج”.

وحقل غاز الشمال أو حقل بارس الجنوبي هو حقل غاز طبيعي يقع في الخليج، وهذا الحقل تتقاسمه كل من قطر وإيران، وهو أكبر حقل غاز بالعالم حيث يضم 50.97 ترليون متر مكعب من الغاز، وتبلغ مساحة حقل غاز الشمال نحو 9,700 كيلومتر مربع منها 6,000 في مياه قطر الإقليمية و 3,700 في المياه الإيرانية

وقال الاستاذ في جامعة شريف للتكنولوجيا: “بدءاً من عام 2025 ستخسر إيران ما يعادل مرحلة من حقل بارس الجنوبي في كل عام، إذ سيحدث هذا الأمر رغم كل الاستثمارات التي أنفقتها البلاد، علماً أن حقول بارس الجنوبي تعد بالغة الأهمية لأنها توفر 70٪ من استهلاك الغاز في البلاد”.

وتابع: “هناك مسألة أخرى وهي أن الغاز يشكّل وقود 92٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد، مما يعني أنه بمجرد أن نواجه نقصًا في الغاز، سنواجه بالتالي نقصاً في التيار الكهربائي”.

وصرح أورعي: “في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، ولأول مرة وصل إجمالي الكهرباء التي تنتجها الرياح والطاقة الشمسية في البرتغال إلى 51%، وفي إسبانيا إلى 46٪، والدنمارك 55٪. أما في المملكة المتحدة فقد كان إنتاج الكهرباء بالرياح أكثر من طاقة الغاز في الربع الأول من هذا العام”.

وأضاف في نفس السياق: “إلى جانب ذلك، وضعت السعودية والإمارات خططاً ضخمة للاستغناء عن الغاز في إنتاج التيار الكهربائي، أما الحال يختلف في إيران، حيث يعتمد إنتاج حوالي 92٪ من كهرباء البلاد على الغاز، في حين لدى البلاد 1% فقط من الطاقة المتجددة و1% من الطاقة النووية”.

وأكد: “لقد أنفقنا 6 مليارات دولار في محطة بوشهر لتوليد الطاقة النووية، في المقابل تعتمد كهرباء البلاد على 1% فقط من محطة الطاقة النووية”.

ورأى هذا الاستاذ الجامعي أن كل هذه التحديات والعراقيل بالاعتماد على الغاز في إنتاج الكهرباء، تواجه بلداً لا يملك في الأساس كميات كافية من الغاز لتغطية احتياجاته المحلية.

وقال: “الحديث عن مسألة استيراد الغاز في بلد يمتلك 9% من احتياطيات النفط في العالم و17٪ من احتياطي الغاز أمر غريب للغاية. في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، كنا ثاني منتج للنفط في العالم، وقد تراجعنا اليوم إلى المركز العاشر وفقدنا حضورنا بشكل تقريبي في هذه الساحة”.

وأضاف: “هناك 50 مليون برميل من النفط الإيراني تنتظر الزبائن في المياه، والآن يفترض أن نستورد 10 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً من تركمانستان، الأمر الذي يثير استفهامات حول فعالية هذا الرقم الضئيل مقابل معدل الاستهلاك البالغ 750 مليون متر مكعب؟ فعندما يبلغ معدل ارتفاع الاستهلاك السنوي 10٪، فهذا يعني أنه يجب استيراد سُبع الزيادة في الاستهلاك من تركمانستان لا أقل”.

وأكمل أورعي: “طالما أن الحكومة تمنح الناس موارد الطاقة بشكل مجاني إلى حد كبير، فإنها ستستمر في الدوران في حلقة مفرغة. في عام 1978، كان سعر لتر البنزين الواحد 10 ريال، أي ما يعادل نصف لتر من الحليب في نفس العام. أما اليوم، سعر لتر الحليب 24 ألف تومان أي أن سعر البنزين الآن يجب أن يكون 12 ألف تومان”.

ورأى هذا الاستاذ الجامعي أن إحدى طرق التغلب على هذه المشاكل هو تقليص التدخل الحكومي في هذا القطاع وخصخصة توزيع البنزين من أجل تصحيح هذا الإجراء، أي تحديد الأسعار على أساس العرض والطلب.

 

قد يعجبك:

هل يشكل تطوير حقول الغاز شرق المتوسط تهديداً لصناعة الغاز الإيرانية؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى