تقدير إسرائيلي: لا هجمات عسكرية على إيران طالما مفاوضات النووي مستمرة

تل أبيب لن تشن هجوما عسكريا على منشآت إيران النووية طالما المفاوضات مستمرة بين طهران والقوى الدولية الكبرى بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

ميدل ايست نيوز: رجح يونا جيريمي بوب، محلل الاستخبارات وكبير المراسلين العسكريين في صحيفة “جيروزاليم بوست”  الإسرائيلية، أن تل أبيب لن تشن هجوما عسكريا على منشآت إيران النووية طالما المفاوضات مستمرة بين طهران والقوى الدولية الكبرى بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وذلك خشية تحميلها مسؤولية انهيار فرص صفقة وشيكة محتملة.

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية، وتتهم طهران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول الأخيرة إن برنامجها النووي مصمم لأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

وقال بوب: “بغض النظر عما يقوله القادة السياسيون الإسرائيليون للاستهلاك العام، فهم أكثر استعدادا للهجوم عندما تتوقف المفاوضات (…) فتل أبيب لن تتخذ أي إجراء كبير طالما أن هناك زخما بين الغرب وإيران لإبرام صفقة وشيكة محتملة”.

وفي عام 2018 انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب بشكل أحادي من اتفاق 2015، إذ اعتبرت أنه غير فعال وأعادت فرض العقوبات على إيران، التي ردت لاحقا وتدريجيا بتجميد التزامها ببنود الاتفاق متعدد الأطراف مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا إلى جانب ألمانيا.

واعتبر بوب أنه “ربما لا يهم ما إذا كانت الصفقة المحتملة ستكون عودة كاملة إلى اتفاق 2015 أو إلى تجميد جزئي للانتهاكات النووية الإيرانية، فأي من الخيارين يلغي حجة إسرائيل للعالم بوجود تهديد وشيك”.

وفرض اتفاق 2015 قيودا على برنامج إيران النووي لمنعها من إنتاج أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها، ومنذ أشهر تفيد تقديرات مؤسسات معنية بأن طهران باتت أقرب من أي وقت مضى إلى صنع قنبلة نووية.

إجراءات هادئة

و”في أبريل/ نيسان الماضي، ألغى الرئيس الأمريكي جو بايدن رسميا فكرة رفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني كجزء من المفاوضات، وذلك بعد فترة وجيزة من تضاؤل التركيز على صفقة مع إيران، حيث حوّل الغرب تركيزه إلى (مواجهة) غزو روسيا لأوكرانيا في (24) فبراير/ شباط 2022″، وفقا لبوب.

وأردف: “كما أدى ذلك إلى قطع المفاوضات لفترة أشهر قليلة، وبين أواخر أبريل ومنتصف يونيو/ حزيران 2022، تم اغتيال عدد كبير من العلماء النوويين الإيرانيين ومسؤولي الحرس الثوري الإيراني، ونُسب الكثير من تلك الهجمات إلى إسرائيل”.

واستطرد: “وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أدان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران مرة أخرى، وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، نُسب إلى إسرائيل هجوم كبير آخر على إيران”.

وشدد بوب على أنه “بغض النظر عما يقوله القادة السياسيون الإسرائيليون للجمهور، إلا أنهم أكثر استعدادا للهجوم عندما تتوقف المفاوضات، بينما عندما تبدو المفاوضات قريبة من صفقة ما أو عندما يكون هناك اتفاق، فإنهم يكونون أكثر حرصا، خشية أن يتم إلقاء اللوم عليهم في التسبب بانهيار صفقة”.

ومضى قائلا إنه “يمكن للإسرائيليين مناقشة ما إذا كان أي اتفاق نووي وشيك بين طهران والقوى العالمية سيكون فعالا أو غير فعال، لكن في الحالتين طالما أنه يوجد تأييد (دولي) للصفقة، فمن المرجح أن تكون إجراءات تل أبيب أكثر هدوءا”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الخليج الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر + ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى