هل من علاقة بين زيارة “رئيسي” إلى دول أمريكا اللاتينية والمفاوضات مع واشنطن؟
بدأ الرئيس الإيراني زيارته إلى دول أمريكا اللاتينية أمس الاثنين، حيث وصل إلى العاصمة الفنزويلية كاراكاس، في المرحلة الأولى من زيارته.
ميدل ايست نيوز: بدأ الرئيس الإيراني زيارته إلى دول أمريكا اللاتينية الاثنين، حيث وصل إلى العاصمة الفنزويلية كاراكاس، في المرحلة الأولى من زيارته.
وبحسب موقع فرارو، أثارت هذه الزيارة انتباه وسائل الإعلام والمراقبين السياسيين على مستوى واسع، لدرجة دفعت جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، للتعليق على هذه الزيارة، ليقول: “يجب على طهران أن تطلع أمريكا على أهداف زيارة رئيس بلادها إلى أمريكا اللاتينية”.
وتأتي زيارة إبراهيم رئيسي إلى المنطقة المعروفة بـ “حديقة واشنطن الخلفية” في وقت نشهد فيه في الأشهر الأخيرة نبضات إيجابية في ساحة المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
وعلى وقع المعطيات الراهنة، ما المعاني الرمزية والسياسية التي ستلوح بها زيارة رئيسي إلى تلك الدول؟ هل يمكن أن تكون هذه الزيارة رسالة مباشرة لأمريكا أم أن يكون لها تأثير مباشر على المفاوضات بين طهران وواشنطن؟ يستعرض عبد الرضا فرجي راد، السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا وهنغاريا، أبعاد هذه الزيارة ويجيب على بعض الاستفهامات المطروحة.
وحول أسباب زيارة رئيسي لدول أمريكا اللاتينية، يقول فرجي راد: “تحاول جميع الدول تطوير علاقاتها مع الدول الأخرى، لهذا تسعى إيران أيضاً لتوسيع جغرافيتها السياسية خلال فترة العقوبات”.
وأضاف: “تريد إيران الخروج من شبح العزلة الذي تسببه العقوبات التي فرضتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة. والدول الثلاث (فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا)، التي زارها رئيس إيران كانت على تواصل دائم مع طهران منذ أكثر من 4 عقود”.
وأردف: “يرى بعض المحللين السياسيين أن هذه الدول تتماشى معنا، والحجة الرئيسية لهذا الادعاء هي عدم وجود علاقات بين هذه الدول والولايات المتحدة”.
واستطرد هذا الدبلوماسي: “عبر التدقيق في الغرض من هذه الزيارة يتضح لنا أنه إذا كانت الأخيرة بهدف تنمية العلاقات السياسية فسيتم تقييمها كخيار إيجابي. وإذا كان وراءها أجندة اقتصادية، نظراً لحدة العقوبات، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف ستساهم نيكاراغوا وكوبا مثلاً في قطاعنا الاقتصادي؟”
وعن أهمية زيارة رئيس إيران إلى أمريكا اللاتينية، أوضح: “من وجهة نظري، لم يحدث شيء غير مألوف، فالحكومات الأربع السابقة لإيران كان لها زيارات متبادلة مع الدول المذكورة، كما قام مسؤولون من دول أمريكا اللاتينية بزيارة طهران”.
وأشار فرجي راد إلى تصريح جون كيربي الأخير، وقال: “لا يبدو أن الغرض من زيارة الجانب الإيراني هو خلق حساسية قبال الولايات المتحدة. فأنا أرى أن تصريحات كيربي رداً على هذه الزيارة، هي أكثر ليونة وحدة مقارنة بوجهات نظره ومواقفه السابقة”.
وأكد: “أشار منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لديها مخاوف بشأن استقرار المنطقة، إلا أن الدول يمكن أن تكون لها أي علاقة تريدها مع بعضها البعض”.
وتابع: “تظهر هذه التصريحات أن الولايات المتحدة حساسة تجاه التعاون بين إيران والدول الثلاث المذكورة في ظل العقوبات التي فرضتها على إيران، وتخشى من حدوث أفعال من شأنها الإضرار بمصالح الولايات المتحدة”.
وذكر السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا وهنغاريا “أن هذه الدول الثلاث عانت ما عانته من عقوبات على غرار إيران، حيث تسببت الولايات المتحدة في السنوات الماضية في تعطيل حركة سفن البنزين والبترول الإيرانية المتجهة إلى فنزويلا”. موضحاً “أن الحساسيات الأمريكية تجاه هذه الزيارة ليست بالأمر المستجد”.
وقال: “مع هذا، فإن موقف جون كيربي مختلف تمامًا عن مواقفه الأخرى تجاه إيران والدول الثلاث المذكورة. حيث يُظهر هذا النوع من التصريحات أن إيران والولايات المتحدة تتفاوضان سراً بالتأكيد، وإذا لم يكن الأمر كذلك، لكان كيربي قد اتخذ موقفًا أكثر صرامة وبدلاً من القول إن هذه الدول الثلاث لها الحق في إقامة علاقات مع إيران، لكان قد قال إننا ضد أي نوع من العلاقات بين هذه الدول”.
ويرى فرجي راد أن موقف البيت الأبيض هذه المرة حذر جدا بحيث لا يعكر صفوة المحادثات بين إيران والولايات المتحدة.
قد يعجبك:
رئيسي في أميركا اللاتينية لأول مرة.. ماذا تريد طهران من حديقة واشنطن الخلفية؟