يجنون الملايين.. مسؤول إيراني يروي تفاصيل تهريب الوقود باستخدام أنابيب تحت البحر

أكد نائب المقر الرئيسي لمكافحة البضائع المهربة في إيران أن حل هذه المعضلة ليس بجعل الوقود أكثر تكلفة في البلاد، بل بالتحكم في معدلات الاستهلاك.

ميدل ايست نيوز: صرح نائب المقر الرئيسي لمكافحة البضائع المهربة في إيران أن المهربين يشترون منازل على طول الشريط الحدودي المشرف على الساحل وينشئون خزانات تحت أرضيتها، ليقوموا ليلاً بنقل خط الأنابيب من تحت الشاطئ إلى بضع مئات من الأمتار تحت الماء، وفي غضون ساعة يضخون المحروقات عبرها من تلك الخزانات.

وفي مقابلة مع وكالة ايلنا للأنباء، أكد أمير محمد برهام فر، على اكتشاف أنابيب لتهريب الوقود والمحروقات الأخرى وآلية هذا التهريب الممنهج، وقال: “بادئ ذي بدء، يجب أن نضع في الحسبان بأن تهريب الوقود حاليًا هو الأكثر ربحية من بين السلع الأخرى، وعندما يكون العمل مربحًا للغاية، يقبل المهرب العديد من المخاطر سواء أراد ذلك أم لا”.

وأضاف: “على سبيل المثال، في المناطق الجنوبية الغربية من البلاد مثل سيستان وبلوشستان، يزيل شخص ما جميع مقاعد سيارته ويحولها لمخزن وقود وديزل وينطلق بسرعة انتحارية نحو المخارج غير الرسمية والذي قد يؤدي إلى وقوع حادث يعرض حياة العديد من الأشخاص إلى الوفاة، ورغم هذا، يعرض هذا الشخص حياته للمخاطر نظراً للمرابح الهائلة التي سيجنيها من عملية التهريب هذه”.

وصرح المسؤول الإيراني، أن المهرب يجني في الوقت الحالي أكثر من 50 ألف تومان لكل لتر من الوقود خلف حدود إيران، وقال: “تتراوح أرباح الليتر الواحد التي يحصل عليها المهربون من 300 و 600 تومان إلى 50 ألف تومان. ولنضع في اعتبارنا احتمال أن يتمكن هؤلاء الأفراد من تهريب 1000 ليتر من المحروقات في عملية واحدة، بالتالي، يكسب المهرب ما لا يقل عن 20 مليون تومان في نصف يوم، وهذا الربح الهائل يجعل المهربين يقبلون أي نوع من المخاطر”.

وحول آلية تهريب الوقود بإنشاء عدة كيلومترات من الأنابيب، قال برهام فر: “يشتري المهربون منازل على طول الشريط الحدودي المشرف على الساحل وينشئون خزانات تحت أرضيتها، ليقوموا ليلاً بنقل خط الأنابيب من تحت الشاطئ إلى بضع مئات من الأمتار تحت الماء، وفي غضون ساعة يضخون المحروقات عبرها من تلك الخزانات”.

وأردف: “من ناحية أخرى، يقوم هؤلاء بملء الخزانات وتسليمها للسفن، أو قد تكون كمية الوقود المهرَّب ضئيلة بحيث يتم تعبأتها في قوارب الصيد بالقرب من هذه المصادر وأنابيب التهريب، وبعد تفريغ وتحميل سفن الصيد يتم تسليم الوقود المهرب إلى السفن الأجنبية”.

وفيما يتعلق بهوية وخلفية الأشخاص الذين يمكنهم الوصول إلى هذه التجهيزات للقيام بأعمال التهريب على هذه الشاكلة، قال: “الربح المرتفع لهذه العصابات يسهل لهم كل شيء، فشبكة تهريب الوقود ليست بالشبكة التي تشتري منازل حدودية وتدير خطوط أنابيب تحت البحر وتنسق مع السفن الأجنبية فحسب، بل هي حلقة تجمع وتزود الوقود من الاستهلاك المتنوع، ومن محطات الطاقة والمعدنين وقطاع النقل لتوصله إلى هذه الأنفاق. وخلافاً ذلك، فإن شراء المنازل في المناطق الحدودية وإنشاء خط أنابيب تحت البحر هو أسهل جزء من تهريب الوقود”.

وأكد نائب المقر الرئيسي لمكافحة البضائع المهربة في إيران أن حل هذه المعضلة ليس بجعل الوقود أكثر تكلفة في البلاد، بل بالتحكم في معدلات الاستهلاك.

ونقلت وكالة تسنيم مؤخراً، عن لجنة مكافحة تهريب السلع والعملات، أنه “في عام 2022 ازداد تهريب البنزين في البلاد بنسبة 250٪ وتهريب الديزل بنسبة 69٪، أي أن 50 مليون لتر من الوقود يتم تهريبه خارج إيران كل يوم “.

ويبلغ الإنتاج اليومي من البنزين حوالي 100 مليون لتر وإنتاج الديزل حوالي 110 مليون لتر، ما يعني أن ربع الوقود الإيراني يتم تهريبه خارج البلاد.

وفي أكتوبر 2018، نقل موقع ميزان، عن محمد رضا موسوي خواه، الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لتوزيع المنتجات البترولية المهربة، قوله: “مما لا شك فيه أن المحروقات لا يتم توفيرها من محطات الإمداد والبوابات، والمعدل اليومي أي 40 مليون لتر من تهريب الوقود الذي طرحته بعض وسائل الإعلام وهمي ومن وحي الخيال، لأن تهريب 10 ملايين لتر من الوقود، يتطلب ما يقرب من ثلاثة آلاف صهريج بسعة 20 ألف لتر”.

وسط تضارب التصريحات الحكومية… هل يتم تهريب رُبع الوقود الإيراني خارج البلاد؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى