من الصحافة الإيرانية: أنقرة تسعى لتطويق إيران على الصعيد الجيوسياسي

تسعى تركيا في الوقت الراهن لتعريض جميع مصالح إيران للخطر، وتحاول الهيمنة على الممر العابر لبحر قزوين أو الممر الأوسط كطريق لنقل البضائع والطاقة.

ميدل ايست نيوز: قال خبير إيراني في مجال الطاقة إنه من أجل الحفاظ على الممر الشمالي الجنوبي عبر إيران ومنع تجزئة أرمينيا واحتلال جنوبها من قبل باكو وتركيا علينا أن نسير في اتجاه استخدام القدرات المتاحة لنا لتحديد المنافسة العقلانية القائمة على التفاعل والتعاون أثناء التنافس مع هذه البلدان.

وفي مقابلة مع وكالة ايلنا للأنباء، أشار احسان موحديان، إلى تبعات وضع اللمسات الأخيرة على ممر زنغزور بشأن مبادلات الطاقة الإيرانية: “لم يتم الانتهاء من المشروع بعد، إذ يعتمد تأثير تنفيذه على مدى نشاطنا وقدرتنا على الخروج من هذا الوضع السلبي الحالي وعدم سماحنا لتعرض المصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية للبلد للخطر. الاستمرار على هذه الوتيرة الحساسة سيعرض البلاد لا محال للخطر في المستقبل القريب”.

وقال: “رغم تطرق أردوغان للحديث عن هذا الموضوع عدة مرات، إلا أن الخارجية الإيرانية التزمت الصمت ولم تبدِ أي ردة فعل. فعندما تتعرض مصالح بلادنا للتلاعب من قبل الخارج وتلتزم إيران بالصمت حيال ذلك، فهذا يعني جهلنا التام لما وراء هذه القضايا”.

وأضاف: “تسعى تركيا الآن لتعريض جميع مصالحنا للخطر، وتحاول الهيمنة على الممر العابر لبحر قزوين أو الممر الأوسط كطريق لنقل البضائع والطاقة، والمثير للاهتمام هنا أن مسار هذا الممر هو مسار محدد، فلدى تركيا طريق موازٍ من الصين إلى أوروبا يعبر بحر قزوين وجورجيا ويصل إلى تركيا عبر خط سكة حديد تفليس – باكو، إلا أنها تصر على إنشاء خط سكة حديد وخطوط أنابيب موازية من الجنوب وعلى حافة حدود إيران وأرمينيا بالضبط، بحيث لا تمنح سيادتها لأرمينيا بذاتها، بل تقرر هي، أي أنقرة، نوع البضائع وزمان عبورها والإجراءات التي يجب اتخاذها في حال حدوث طارئ ما، علماً أن هذه السكة تمر عبر أراضي أرمينيا”.

وأردف موحديان: “يعد هذا بلا شك انتهاكًا للسيادة الوطنية لهذه الدولة، ما سيؤدي على المدى الطويل على فقدان أرمينيا سيادتها على الجزء الجنوبي لأراضيها”.

ويرى هذا الخبير أن خطوة تركيا هذه لا تسعى فقط لتحقيق أهداف ومكاسب اقتصادية، بل تنوي أيضاً خنق إيران جيوسياسيًا.

وتابع: “خططت تركيا للتنافس مع ممرنا شمال – جنوب، حيث زار المسؤولون الأترك العراق في الأسابيع الأخيرة وأبدوا رغبتهم في إقامة ممر موازي من مدينة الفاو إلى الأراضي التركية يتضمن خط أنابيب وسكك حديدية وطريقاً لنقل البضائع ومنتجات الطاقة، وهي خطوة تنافسية يمكن أن تعطل دور ممر إيران شمال – جنوب وتضر بمصالحه”.

وأكمل: لو لم تكن لتركيا نية في تعريض إيران لخطر جيوسياسي، لما أصرت كثيراً على تمرير خط الغاز لتركمانستان عبر بحر قزوين، بل لسعت في تمريره عبر أراضي إيران لينطلق إلى تركيا ثم أوروبا، فلماذا يصر الأتراك على عدم إشراك إيران بهذا المشروع ومنحه لباكو، وهل ستسمى هذه منافسة أم ستتحول إلى عداوة في الأيام القادمة؟

وذكر هذا الخبير الاقتصادي: “تعتقد تركيا أن إيران لم تستفد من ميزتها الجيوسياسية وموقعها الجغرافي بالشكل المناسب، لذا قررت أن تنشأ مسارًا موازيًا من شأنه أن يؤدي إلى اختناق إيران على الصعيد الجيوسياسي، فقد يكون قسم من خطوتها هذه يخدم المصالح الاقتصادية، إلا أن القسم الرئيسي يستهدف هوية وحضارة وثقافة الشعب الإيراني”.

وأكد موحديان: “نظراً لتراجع الهيمنة الأمريكية في المنطقة كان لا بد لأنقرة أن تفرض دوراً أكبر لها. بالتالي، يتوجب عليها أن تفرض خناقاً على إيران يستهدف المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية، ولعلّ زعزعة الأوضاع في الحدود بين إيران وأرمينيا والسيطرة على جنوب الأخيرة هي مقدمات للحد من قوة النفوذ الإيراني في المنطقة”.

ولفت في الختام إلى “تستخدم أنقرة وباكو كل أدوات الضغط ضد إيران، في المقابل تقف بلادنا مكتوفة اليدين رغم أدوات الضغط العديدة التي في حوزتها. لقد فشلت خطط تركيا في معظم مناطق العالم، بما في ذلك سوريا والعراق ولبنان واليمن، وهذا ما دفع السعودية إلى تغيير سلوكها من خلال فهم قوة إيران والسعي وراء رسم خطط للتعاون والتنسيق معها بهدف ضمان مصالح الطرفين”.

وأضاف: “أدى تقاعس الساسة في بلادنا إلى خلق هذه الأوهام لدى الأتراك، فلو تعاملوا مع تركيا بنفس الطريقة التي تم التعامل بها مع السعودية، فما كان الوضع ليصبح على هذا النحو. إن اللوبي القوي والمرتزقة التابعين لتركيا سيقيدوننا من السعي وراء مصالحنا الوطنية”.

قد يعجبك

ماذا يعني فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية بالنسبة لإيران؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة + واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى