الهجرة الداخلية “من المدن إلى المدن” تهدد التوزيع السكاني في إيران

تظهر نتائج أحد البحوث أن استمرار مؤشر "الهجرة الداخلية" في إيران على هذا النحو سيكثف من التوزيع غير المتكافئ للسكان على مدى العقود القليلة القادمة.

ميدل ايست نيوز: تظهر نتائج إحدى بحوث مركز أبحاث البرلمان الإيراني أن استمرار مؤشر “الهجرة الداخلية” في إيران على هذا النحو سيكثف من التوزيع غير المتكافئ للسكان على مدى العقود القليلة القادمة ويخلق عواقب اجتماعية واقتصادية وخيمة.

وبحسب صحيفة اعتماد، يفيد هذا التقرير الذي أعده القسم البحثي للسلطة التشريعية في البرلمان الإيراني، بأن استمرار عملية الهجرة الحالية داخل البلاد سيؤدي إلى تبدد الموارد الأساسية للتنمية ويحرم الجيل القادم من الموارد الوطنية.

الهجرة الداخلية في إيران

أشار مركز أبحاث البرلمان في تقريره إلى حدوث تغييرات كبيرة في مؤشرات الهجرة الداخلية خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث تغيرت أنماط الهجرة من “القرية إلى المدينة” إلى هجرات “المدينة إلى المدينة”، وزادت نسب كبيرة من عمليات الترحال بين السكان بين نقطتين حضريتين.

ووفقًا لهذا التقرير، لم تعد أنماط الهجرة الداخلية المألوفة الشكل السائد هذه الأيام، فبعد أن كانت “من القرى إلى المدن”، تحولت لتصبح “من المدن إلى المدن”، والتي تحدث بشكل أساسي من المناطق الحضرية الأصغر إلى المدن الكبرى.

ويحمل هذا النوع من الهجرات العديد من الآثار السلبية على المحيط الذي ينشط فيه. وتعد الزيادة في عدد سكان المدن الكبرى، وزيادة مستوى التلوث في هذه المناطق، وانتشار التهميش بحق الناس، وزيادة أسعار المساكن والأراضي من بين أهم عواقب نمط الهجرة هذا في إيران.

تأثير العوامل الاقتصادية على نمط الهجرة الجديد

تطرقت العديد من الدراسات لهذا النمط من الهجرة، وكشفت عن دور التنمية في معدل الهجرة على مستوى المحافظة والمدينة وأثر العوامل الاقتصادية على دفع السكان لإيجاد نوع الهجرة الجديد هذا.

وينتشر هذا النمط بكثافة في المناطق المتقدمة ويعمل على تكثيف مستوى التفاوتات الإقليمية واستمرار دورة الهجرة.

تغيير نمط العمر والجنس

برزت ظاهرة التغيير في نمط العمر والجنس للهجرة في العقود الثلاثة الماضية، حيث تُظهر نتائج تقرير البرلمان الإيراني أن “المهاجرين ليسوا مجموعة عشوائية من المجتمع، بل أشخاص لديهم خصائص مختلفة عن السكان الذين لا يهاجرون”. ويمكن أن توفر هذه الخصائص الأساس للتغييرات الهيكلية للسكان في كل من محطة الانطلاق والوجهة المقصودة.

ذروة الهجرة بين سن 20 و 34 عامًا

تظهر الدراسة العمرية للمهاجرين أن هناك نمطًا عمريًا معينًا بين المهاجرين. فالفئة العمرية أقل من 5 سنوات لا يزال معدلها منخفضاً، لكنها سرعان ما تزداد مع تقدم العمر، حيث تبلغ الهجرة ذروتها بين سن 20 و 34 سنة وتخوض أعلى مستوى لها، ومع تقدم العمر تتناقص شدتها ومداها وتصل إلى أدنى مستوى لها في الشيخوخة.

ونظراً إلى هيمنة الفئات العمرية الصغيرة على الهجرة، تجدر الإشارة إلى أن السكان من الفئات العمرية المذكورة هم أشخاص نشيطون اقتصاديًا ومن المحتمل أن يكونوا على عتبة تكوين الأسرة والزواج وإنجاب الأطفال.

لذلك، بالإضافة إلى التأثير المباشر على السكان في كل من المنطقتين، يمكن أن تؤثر هجرة هؤلاء الأشخاص أيضًا على السكان في المستقبل من خلال التأثير على نمط العمر ونتيجة لذلك على معدلات الزواج والإنجاب.

حضور أنثوي غالب

من بين الأنماط الأخرى المتغيرة للهجرة الإيرانية، زيادة هجرة النساء. حيث هيمن هذا التغيير بشكل قوي في العقود الأخيرة، وزاد عدد النساء بين المهاجرين لدرجة أن الحضور الأنثوي بين مواكب المهاجرين أصبح الغالب والأكثر.

وساهم ارتفاع مستوى التعليم وتوفر أرضية خصبة لتوظيف المرأة، فضلاً عن وجود المزيد من الحريات الاجتماعية والثقافية للسيدات، لا سيما في نمط الهجرة إلى العاصمة طهران إلى ارتفاع أعداد النساء بين المهاجرين.

وخلال السنوات من 2011 إلى 2016، وصلت هجرة النساء إلى مستوى 48.4٪، حيث زادت بنسبة 1٪ تقريبًا مقارنة بالخمس سنوات السابقة (2006 إلى 2011)، واستهدفت الفئات العمرية من 20 إلى 24 سنة ومن 25 إلى 29 سنة.

الأثر المدمر لهجرة الذكور

تسبب الهجرة الكثير من التغييرات في العمر والجنس نظراً لكونها اختيارية. إن هجرة الرجال وخاصة الشباب وتقليص أعداد القوى العاملة عند المبادئ، تخلق أعداد تراكمية لهذه القوى في الوجهات المقصودة، والنتيجة ليست سوى زيادة في معدل البطالة في الوجهة وانتشار كبير لفرص العمل غير الرسمية وقضايا من هذا القبيل. فضلاً عن توسع فجوة الشيخوخة وتطويق زواج الفتيات (نظراً للتفوق الطفيف للرجال في الهجرة).

 

قد يعجبك

موجة هجرة جديدة في إيران تستهدف شركات الأدوية

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر + 20 =

زر الذهاب إلى الأعلى