محللون: التطبيع السعودي الإيراني هش تقوّيه الثقة والانسجام والاستمرارية

اعتبر محللون أن اتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية والذي تم إعلانه في مارس/آذار بعد سنوات من المقاطعة، بمثابة اتفاق هش يحتاج إلى تقويته ببناء الثقة والانسجام والاستمرارية.

ميدل ايست نيوز: اعتبر محللون أن اتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية والذي تم إعلانه في مارس/آذار بعد سنوات من المقاطعة، بمثابة اتفاق هش يحتاج إلى تقويته ببناء الثقة والانسجام والاستمرارية.

ونقلت شبكة سي إن بي سي الأمريكية، عن المحللين قولهم إن كل من السعودية وإيران وهما قوتان إقليميتان لديهما أهداف جيوسياسية متباينة، ما يجعل الاتفاق عرضة للانهيار في أي وقت.

واستشهد المحللون برفض وزير الخارجية السعودية عقد مؤتمر صحفي كانت ستظهر في الخلفية صورة الجنرال الإيراني الراحل قاسم سليماني الذي أدار على مدى عقود حروب إيران بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وذكرت وسائل إعلام أن المضيفين الإيرانيين استجابوا لطلب الوزير السعودي بتغيير قاعة المؤتمر من أجل تفادي وقوع أزمة دبلوماسية.

اتفاق هش

وقالت سانام وكيل، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، إن ملابسات مؤتمر وزير الخارجية السعودي في إيران تظهر أن كلا الجانبين يعطي الأولوية لخفض التصعيد كجزء من استراتيجية إقليمية جديدة تهدف إلى الحد من التهديد التكتيكي.

لكن الوكيل ترى أن بالرغم من التقدم في العلاقات بين السعودية وإيران، لم يتم حل أي شيء بين الجانبين، معقبة “ما هو موجود (التطبيع) هو اتفاق هش لا يمكن تقويته إلا بمرور الوقت والانسجام وبناء الثقة”.

وعلى نفس المنوال، قال مايكل ستيفنز زميل المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن “أعتقد أن الجانبين جادان في التقارب وتحسين العلاقات، لكنني أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتا أطول بكثير مما يعطيه بعض المعلقين.

وتابع مستشهدا بالحرب في اليمن – تدعم طهران والرياض الأطراف المتصارعة – وكذلك استخدام إيران لميليشيات بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وهجمات الجماعات المدعومة من إيران على البنية التحتية السعودية.

مصالح متبادلة

وعلى مدار سنوات، تبادلت السعودية وإيران الاتهامات بزعزعة استقرار المنطقة واعتبرتا بعضهما البعض تهديدا أمنيا خطيرا، وغالبًا ما تكون الرياض وطهران على طرفي نقيض من الصراعات الإقليمية مثل تلك الموجودة في اليمن ولبنان وسوريا.

وتتهم كل من الرياض وواشنطن طهران بالوقوف وراء عدة هجمات على سفن سعودية وأراضي وبنية تحتية للطاقة في السنوات القليلة الماضية.

ومع ذلك، فإن طي هذه الصفحة من الخلافات وتوقيع اتفاق مارس/آذار يشير إلى أن كلا البلدين لديهما مصالح مشتركة لمتابعة وتحقيق استفادة أكبر في نهاية المطاف من استئناف العلاقات الدبلوماسية.

وقالت وكيل “كل من الرياض وطهران تدفعهما الضرورات الاقتصادية.”

وتابعت “كسر الجمود بينهما يمكن أن يقلل من تهديدات الصواريخ والطائرات بدون طيار على المملكة، ومساعدة رؤية 2030 في تحقيق أهدافها، بينما تحتاج طهران بعد شهور من الاحتجاجات إلى الخروج من العزلة الاقتصادية وخنق العقوبات.”

وقال ستيفنس إنه على الرغم من الخلافات والصراعات الإقليمية المستمرة، كانت زيارة وزير الخارجية السعودي لطهران “إشارة مهمة للغاية، وتم إجراؤها على المستوى الصحيح من حيث المجموعة الصحيحة من الوزراء”.

وأضاف “في رأيي، هذا هو بالضبط كيف يجب أن يتم بناء العملية، من خلال سلسلة من المبادرات الدبلوماسية التي تظهر حسن النية من كلا الجانبين.. بشكل عام، يجب قبول الأمور على أنها متوترة”

وتابع “أن أي تغييرات في الإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، يمكن أن يكون لها تداعيات كبيرة، بل وقد تؤدي إلى تمزق هذه العملية”.

ومضى قائلا “لكنك في النهاية تصنع السلام مع الأعداء، فأنت لا تصنع السلام مع الأصدقاء، لذلك سيتعين عليهم قبول أن ينظر الطرفان إلى الأمور بطريقة مختلفة تمامًا”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الخليج الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 20 =

زر الذهاب إلى الأعلى