تقرير ميداني في الإعلام الرسمي الإيراني: استهلاك الكحول في إيران يزداد بوتيرة عالية

أكدت وسائل إعلام حكومية إيرانية في تقرير ميداني أن استهلاك المشروبات الكحولية، خاصة بين الشباب والمراهقين، يتزايد يوماً بعد يوم في عموم البلاد.

ميدل ايست نيوز: أكد الإعلام الرسمي الإيراني في تقرير ميداني أن استهلاك المشروبات الكحولية، خاصة بين الشباب والمراهقين، يتزايد يوماً بعد يوم في عموم البلاد، مضيفاً أن بيع هذه المنتجات أصبح سهلاً للغاية بحيث يمكن الحصول على مشروب كحولي بمدة لا تتجاوز 15 إلى 20 دقيقة.

وبحسب تقرير لوكالة إرنا الإيرانية الرسمية، أجرى معد هذا التقرير اتصالاً هاتفياً ببائع مشروبات كحولية أرمني في العاصمة طهران يدعى مارتيك، ليقول: “لدينا فقط نوع يدوي خاص بنا ولا نثق بالأنواع الأخرى. إذ نقوم بتجهيز العرق بأنفسنا بسعر يصل إلى 400 ألف تومان لكل زجاجة سعة لتر ونصف”، ويردف: “كونوا هنا بعد 20 دقيقة لاستلامها”.

وخلال إشارته إلى عنوان متجره في شرق طهران، أضاف: “كان لدي خدمة توصيل بالدراجات النارية في السابق حيث أتقاضى عليها رسوم منفصلة عن السعر الأصلي، لكن اليوم يتوجب عليكم القدوم واستلامها باليد، خاصةً بعد هذه الحوادث التي حصلت في كرج ومدن أخرى وتسمم بعض الناس من المشروبات المغشوشة، ما جعل البائعين خائفون للغاية”.

وأكد هذا البائع أنه لا يقوم بتسليم أو بيع أي منتج كحولي دون أن يعرّف الزبون بنفسه بشكل كامل.

وبعد أن علم البائع أنه يتحدث إلى أحد الصحفيين، قال: “أولاً، أنا لست أرمنيًا واستخدم اسماً مستعاراً، لأن الجميع يفضل أن يشتري العرق من الأرمني لذلك اضطر أن أقول أنني أرمني علماً أنني أصنع المنتج بيدي. ثانياً، الزجاجات التي تملأ الأسواق هي خمور مغشوشة، حيث يقوم البائعون بإعداد الزجاجة ويضعون ملصق مشهور عليها ويعطونها للناس باسم الخمور الأصلية مستخدمين كمية معينة من الزيت العطري والكحول. إنه احتيال كامل”.

يجري معد التقرير اتصالاً آخر ببائع خمور في شيراز، ليقول: “الزجاجة المصنوعة يدوياً سعة لتر ونصف اللتر تكلف 400 ألف تومان والزجاجة المختومة من 800 إلى مليون و800 ألف تومان”.

وببحث بسيط على إنستغرام، يجد معد التقرير رقم بائع في بندر عباس، وبعد طرح بعض الأسئلة والأجوبة، استطاع الصحفي كسب ثقة البائع ليسأله الأول عن زجاجات الخمور المختومة، فيقول: “يتراوح سعر هذه الزجاجات ما بين مليون و2 مليون تومان، لكن في الحقيقة محتوى هذه الزجاجات يصنع محلياً وعن كونها أجنبية فهي مجرد كذبة. يتم تحضير هذه الزجاجات من نوع معين من الكحول والزيوت الأساسية ويتم تسويقها تحت اسم خمور مختومة”.

يضيف هذا البائع: “الزجاجة الأصلية تكلف أكثر من 5 ملايين تومان وهي قيمة لا يستطيع الزبون تحملها وهو ما أدى إلى رواج تلك المشروبات الخطيرة، حيث كان لنا في مدينة كرج خير مثال على خطرها”.

وأكد هذا البائع أن المشروبات الكحولية تصبح مضرة بهذا الشكل ومسممة عندما يتم إنتاج الميثانول بدلاً من الإيثانول الذي يصيب بالعمى وربما القتل أيضاً.

وتوصل هذا التقرير في نهاية المطاف إلى نتيجة مفادها أن استهلاك المشروبات الكحولية في إيران لم يزد فحسب، بل إن عدد الذين يستهلكونها يتزايد يومًا بعد يوم، كما أن سن المستهلكين أضحى يتناقص بمرور الوقت ويستهدف المراهقين. فكيف وصلت بنا الأوضاع إلى هذه المرحلة؟ يرى محللون أنه يجب على المتخصصون الإجابة على هذا.

وبالتوازي مع زيادة استهلاك المشروبات الكحولية، زادت المبيعات بكثرة في مختلف أرجاء البلاد لتصبح في متناول الجميع. كما تسببت هذه المبيعات المرتفعة في لجوء العديد من البائعين إلى إنتاج المشروبات المغشوشة وضخها في الأسواق، ما ينذر بالعديد من المخاطر على حياة المستهلكين الذين قد يصابون بالعمى أو الوفاة نتيجة استهلاك هذه المنتجات.

ولا يوجد إحصائيات دقيقة حول استهلاك الكحول في إيران، لكن في عام 2018، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن استهلاك الفرد من الكحول النقي في إيران يبلغ لترًا واحدًا لكل شخص فوق سن 15 عامًا. ووفقًا لهذا التقرير، يبلغ استهلاك الفرد من الكحول النقي للرجال الإيرانيين حوالي 1.9 لتر وللنساء حوالي 0.1 لتر. وبحسب التقرير، يستهلك كل إيراني فوق سن 15 عامًا لترًا واحدًا من الكحول النقي في المتوسط ​​سنويًا.

وبحسبة بسيطة لسكان إيران الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا وهو “67 مليون نسمة” فقد يصل استهلاكهم السنوي من الكحول إلى 67 مليون لتر تقريباً.

ونظراً إلى أن مستهلكي المشروبات الكحولية يستهلكون هذا المشروب غير القانوني بنسب مختلفة من النقاء، فإذا أخذنا ما معدله 25٪ من المشروبات الكحولية كأساس للحساب، فإنهم يستهلكون حوالي 268 مليون لتر من جميع أنواع المشروبات الكحولية المصنوعة يدويًا والأجنبية في إيران كل عام.

ويوم الخميس الماضي، توفي 14 إيرانياً وأصيب 88 آخرون بتسمم، جراء تناولهم مشروبات كحولية مغشوشة.

وأفادت وكالة إرنا، يوم الجمعة، بأن حادث التسمم وقع الليلة الماضية في منطقتي إسلام أباد وحصارك في قضاء كرج غربي العاصمة طهران.

وذكرت أن المتسممين قد نُقلوا إلى مستشفيات عدة في مدينة كرج، مشيرة إلى أنه توفي منهم حتى اللحظة 14 شخصاً، وفق مصادر غير رسمية.

ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله إن “السلطات الأمنية قبضت على موزع الكحول المغشوش”.

وأفاد موقع “انتخاب” عن نائب وزير الداخلية الإيراني قوله أن 9-10 بالمائة من الفئة العمرية 15-64 سنة في إيران يتعاطون المشروبات الكحولية ما يعادل حدود 5 ملايين نسمة.

ويتوفى في إيران سنوياً العشرات جراء تناول الكحول الفاسد، وزاد الرقم خلال العامين الماضيين خلال فترة تفشي جائحة كورونا حيث راجت شائعات أن تناول الكحول يقي من الإصابة بالفيروس.

وتجدر الإشارة إلى أنه لا يحق تناول أو شراء الكحول في إيران إلا للأقليات الدينية المعترف بها رسمياً.

ويمكن أن تصل عقوبة من يخرقون قانون الكحول دفع غرامة، أو الجلد أو السجن، ورغم ذلك، فإن المشروبات الكحولية المهربة منتشرة بشكل كبير من خلال التجار غير القانونيين.

 

قد يعجبك:

إيران: ارتفاع بعدد المتقدمين لتغيير الجنس وضحايا تعاطي الخمور

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى