تقرير دولي يحذر من ارتفاع معدل استهلاك المحروقات الضارة في إيران

ذكرت شركة بريطانية أن استهلاك المحروقات الضارة في إيران ازداد بشكل ملحوظ خلال العام الماضي عقب انخفاض استهلاك الغاز والطاقة الكهرومائية.

ميدل ايست نيوز: ذكرت شركة بريطانية في تقريرها السنوي الجديد لإحصاءات الطاقة العالمية، أن استهلاك المحروقات البترولية الضارة في إيران ازداد بشكل ملحوظ خلال العام الماضي عقب انخفاض استهلاك الغاز والطاقة الكهرومائية.

ووفقًا لتقرير شركة BP البريطانية، وهي إحدى عمالقة النفط في العالم، زاد استهلاك إيران من المنتجات البترولية بأكثر من 10٪ مقارنة بعام 2021. كما شهد استهلاك الغاز في نفس الفترة انخفاضاً بأكثر من ثلاثة في المائة فضلاً عن تراجع مستوى إنتاج الطاقة الكهرومائية في البلاد إلى النصف وحفاظ الطاقة المتجددة على معدل إنتاجها العادي.

وبحسب هذا التقرير المكون من 64 صفحة، والذي نشر في 27 يونيو الجاري، يأتي الانخفاض الكبير في استهلاك الغاز، باعتباره أنظف أنواع الوقود الأحفوري، في الوقت الذي كانت فيه إيران تواجه أزمة نقص الغاز في المواسم الباردة في السنوات الماضية. فمن أجل تعويض عجز الغاز، بدأت إيران باستخدام المازوت على نطاق واسع بغرض التدفئة ولتغطية احتياجات قطاعات الصناعة ومحطات الطاقة، مما أدى إلى تلوث الهواء وسيطرة الدخان الضبابي على سماء البلاد طيلة أيام الشتاء.

علي خضريان، المتحدث الرسمي باسم اللجنة الرئيسية التسعين للبرلمان الإيراني، قرأ تقرير اللجنة هذه وأشار إلى تلوث الهواء وزيادة استهلاك المازوت في إيران، وقال: “وفقًا لمركز المناخ التابع لمنظمة حماية البيئة، فإن 14 من أصل 16 محطة طاقة في البلاد تستخدم مادة المازوت النفطية”.

وصدّرت إيران في العام الماضي ما يقرب من 19 مليار متر مكعب من الغاز وقد رافق ذلك انخفاض في معدل استهلاك الغاز المحلي بنسبة 3.2%. من الجدير بالذكر أن إيران لأول مرة منذ عقد من الزمان تشهد هذا التناقص في استهلاك الغاز، حيث بلغ متوسط النمو السنوي لاستهلاك الغاز في إيران خلال العقد الماضي أكثر من أربعة بالمائة.

وتظهر إحصائيات “BP” أيضًا أن إيران استهلكت وأهدرت العام الماضي نحو 18.5 مليار متر مكعب من الغاز المنتج من حقول النفط بسبب عدم القدرة على تركيب معدات تجميع الغاز في نفس المرحلة من الإنتاج في المشاعل، وهذا الرقم يعادل أكثر من خمسة بالمائة من إجمالي إنتاج الغاز في إيران.

وتأتي إيران، بعد روسيا، كأكبر “مهدر” للغاز في العالم من خلال حرق الغاز في المصاحب للنفط.

وبلغت انبعاثات الغازات الدفيئة في إيران من حرق الوقود الأحفوري ما يقرب من 905 مليون طن العام الماضي، ما يعني زيادة بنحو 2٪ عن عام 2021 ونحو 25٪ أكثر من عقد مضى. حسبما أفادت الشركة البريطانية.

ومن حيث انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتي تعد أهم سبب لتلوث الهواء ولارتفاع درجات الحرارة، تحتل إيران المرتبة السادسة في العالم بعد الصين وأمريكا والهند وروسيا واليابان، علماً أن الناتج المحلي الإجمالي لإيران أقل بكثير من هذه البلدان.

وانخفض إنتاج الغازات الدفيئة في تركيا بنسبة 2.3٪ حتى العام الماضي بفضل الارتفاع السريع في إنتاج الطاقة المتجددة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والذي تجاوز 35 ضعف الإنتاج الإيراني في عام 2022.

وتظهر إحصائيات شركة بريتيش بتروليوم البريطانية أنه بسبب الانخفاض في استهلاك الطاقة الكهرومائية والغاز، فقد ارتفع استهلاك المحروقات في إيران خلال عام 2022 حوالي 12 ضعف متوسط ​​نمو استهلاك البلاد من النفط خلال العقد الماضي.

واستهلكت إيران في العام الماضي قرابة مليون و 912 ألف برميل من النفط يوميًا، بما في ذلك المازوت والديزل والبنزين ومنتجات أخرى.

وانخفض إنتاج الطاقة الكهرومائية في إيران إلى نصف مستوى عام 2022 وثلث مستوى عام 2019. وإلى جانب الحصة المنخفضة جدًا من إنتاج الطاقة النووية، أدى الانخفاض في استهلاك الغاز في البلاد إلى قفزة غير مسبوقة في استهلاك الوقود الأحفوري الضار في البلاد.

يضيف هذا التقرير في النهاية أن إجمالي إنتاج الكهرباء في إيران من جميع المصادر في العام الماضي بلغ حوالي 348 تيراواط / ساعة، وهو ما يمثل نموًا أقل من 1٪ مقارنة بالعام السابق؛ بينما بلغ النمو السنوي لإنتاج الكهرباء في إيران في العقد الماضي 3.4٪.

وأدى عدم تحقيق خطط نمو إنتاج الكهرباء على مدى السنوات القليلة الماضية في إيران إلى عجز حاد في المواسم الحارة من كل عام.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى