مسؤول إيراني يلقي باللوم على “منتجي السيارات” في استنزاف محروقات البلاد

تغير اتجاه مؤشر استهلاك البنزين في إيران خلال العامين الماضيين مقارنة بالعقود المنصرمة، حيث كان يمكن في الماضي توقع اتجاهات هذا المؤشر بعكس ما يحصل اليوم.

ميدل ايست نيوز: تحدث المدير التنفيذي لشركة خطوط الأنابيب والاتصالات في قطاع النفط الإيراني حول عجز البنزين بين الإنتاج والاستهلاك، موضحاً أن إيران لم تشهد بعد عجزاً سلبياً في مادة البنزين لتماشي معدلات الإنتاج والاستهلاك مع بعضهما البعض، ولكن نظراً لبدء الرحلات الصيفية والإجازات فمن المتوقع أن تزداد احتمالية حدوث هذا العجز.

وفي مقابلة مع وكالة إيلنا للأنباء، قال علي زيار: “تغير اتجاه مؤشر استهلاك البنزين في البلاد خلال العامين الماضيين مقارنة بالعقود المنصرمة، حيث كان يمكن في الماضي توقع اتجاهات هذا المؤشر بعكس ما يحصل اليوم”.

وذكر المسؤول الإيراني “أن إحصائيات السنوات الماضية توضح أن لدى إيران زيادة في الاستهلاك تراوحت بين 3-5٪، أي أنه كان بالإمكان توقع مقدار الاستهلاك من قبل الجهات المعنية، لكن بعد جائحة كورونا ارتفع هذا المعدل بنسبة 8-10% ما جعل إجراء التنبؤ والإنتاج معقداً للغاية، لدرجة دفعنا لنوجه كل قدراتنا نحو طريق الإنتاج”.

وتابع المدير التنفيذي لشركة خطوط الأنابيب والاتصالات في قطاع النفط: “يستهلك المواطنون في البلاد نحو 110 ملايين لتر من البنزين يومياً، في المقابل لا تنتج مصافينا سوى 98-104 مليون لتر في اليوم، ومن خلال زيادة الوحدات قدر الإمكان استطعنا الوصول بالإنتاج إلى 110 مليون لتر وقد يصل أحياناً إلى 117 مليون لتر”.

وخلال تأكيده على المساعي لتغطية احتياجات السوق المحلي، شدد زيار على اتخاذ تدابير وإجراءات لتقليل الاستهلاك من خلال طرق بديلة أخرى، مثل الواردات أو المقايضات أو التبادلات.

وصرّح: “عندما نضخ سيارات لا تطابق المعايير الدولية في أسواق البلاد، من البديهي أن يصل استهلاك الوقود لكل 100 كيلو متر إلى 12 لترا (3 أضعاف المعيار العالمي)، وعليه، لن نمتلك خياراً سوى الطلب والاستهلاك”.

ويرى المسؤول الإيراني أن اللوم لا يقع على المواطن لأنه لا دور له في صنع محرك السيارة، بل على مصنعي السيارات الذين يهدرون موارد البلاد بمحركات ذات جودة رديئة. مؤكداً “أن محركات السيارات الجديدة الآن أصبحت أكثر هدراً للوقود مقارنةً بالسيارات القديمة”.

واعتبر زيار أن الشركات المصنعة للسيارات في إيران تستنزف ثروات البلاد وتتجاهل تماماً الحجم الاستهلاكي الهائل من المحروقات التي تحرقها مركباتهم.

وأكد: “مثلما يقع على عاتقنا واجب مراقبة المعايير الكمية والنوعية في إنتاج المحروقات، يجب على الشركات المصنعة للسيارات تحسين الإنتاج الكمي لتغطية احتياجات السوق ومنع اضطراب الأسعار، وكذلك تلبية توقعات المستهلك من حيث جودة السيارة”.

وأردف: “جميع مشاريع الإنتاج وإجراءات تحسين الجودة والتطوير لدينا شفافة وغير قابلة للمناقشة، ويقتصر حجم كبير من إنتاجنا على بنزين يورو 4 و5، فضلاً عن متابعتنا الحثيثة لقضية تقليل زيت الوقود. لكن في المقابل لم نر أي علامات وإشارات لتحسين جودة إنتاج المركبات نظراً لضرورتها الهامة في ظل ارتفاع استهلاك البنزين”.

وذكر هذا المسؤول أن انخفاض استهلاك البنزين إلى النصف يعني عودة إيران للتصدير مرة أخرى وتحقيق عائدات كبيرة للبلاد، وأضاف: “يركز العالم اليوم على السيارات الكهربائية وعدم استهلاك الوقود الأحفوري، لكننا ما زلنا كل عام نضخ محركات إلى السوق تستنزف مقداراً هائلاً من المحروقات أعلى من المحركات القديمة”.

وقال إنه إذا اضطرت إيران إلى الاستيراد، فإن الوجهة ليست مهمة بقدر المعيار والجودة العالية، منوهاً “وضعنا خططاً لجميع الخيارات، بما في ذلك الاستيراد والمبادلة وزيادة قدرة المصافي وتشغيل المصافي الجديدة. ومع هذا، ليس لدينا خطة للاستيراد حتى الآن”.

وأدى اختلال التوازن بين إنتاج واستهلاك البنزين، الذي أثارته الحكومة الإيرانية منذ شهور، إلى استيراد البنزين والديزل من روسيا. وقد ذكرت رويترز مؤخراً في تقرير أنه تم إرسال 30 ألف طن من البنزين والديزل إلى إيران في فبراير ومارس من هذا العام.

ومنذ عدة أيام، قال الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل في قطاع تكرير النفط “إننا أبلغنا الحكومة ولجنة الطاقة بالبرلمان بأن سعة المصافي ممتلئة ولا يجب أن يتوقعوا المزيد من الإنتاج”.

وذكر هذا المسؤول أن لدى إيران إنتاج بسعة كاملة وفي ثلاث ورديات وأن جميع المصافي ضمن دائرة الإنتاج، مؤكداً “على حتمية استيراد البنزين” وقال: “الاستهلاك في البلاد مرتفع للغاية، بحيث وصل خلال العطلة الماضية إلى 145 مليون لتر في اليوم، فعندما يزيد الاستهلاك عن 100 مليون لتر فإن ذلك سيؤدي إلى اختلال في المعادلات، فالبنزين في نهاية المطاف، مادة ضرورية وحيوية لاستهلاك عامة الناس”.

 

قد يعجبك:

رغم كونها منتج کبیر للبنزين.. إيران تستورد 30 ألف طن من البنزين خلال شهرين

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + سبعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى