الرئيس الأذربيجاني لأمير عبداللهيان: لن نسمح باستخدام أراضينا لتهديد إيران
في خضمّ التوتر في العلاقات الثنائية، التقى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اليوم الأربعاء، الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، على هامش مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز، المنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو.
ميدل ايست نيوز: في خضمّ التوتر في العلاقات الثنائية، التقى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اليوم الأربعاء، الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، على هامش مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز، المنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وفيما تصوب إيران على العلاقات الأذربيجانية الإسرائيلية وتعتبرها تهديداً لأمنها القومي، أكد الرئيس الأذربيجاني خلال لقائه أمير عبداللهيان أن بلاده “لن تسمح باستخدام أراضيها لتشكيل تهديد ضد المنطقة وإيران”، وفق ما جاء في بيان للخارجية الإيرانية بشأن هذا اللقاء.
وبشأن اتهامات إيرانية لباكو بالسعي لقطع حدودها مع أرمينيا عبر إنشاء ممرات، قال علييف إن أذربيجان تسعى لفتح الممرات التواصلية في المنطقة، وأنها “تحترم الطرقات التاريخية الإيرانية في المنطقة”.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني إرادة بلاده لـ”تجاوز سوء الفهم” في العلاقات الثنائية، معلناً “استعداد طهران لمتابعة وتنفيذ جميع الاتفاقيات السابقة مع أذربيجان”، مضيفاً أن البلدين الجارين “قد أثبتا بشكل جيد إرادتهما وقدرتهما على تجاوز المراحل الصعبة والظروف الراهنة”.
وفيما سحبت باكو العاملين في سفارتها في طهران بعد تعرضها لهجوم مسلح خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، أكد أمير عبداللهيان، خلال اللقاء مع علييف، ترحيب بلاده بنشاط الدبلوماسيين الأذربيجانيين في إيران، مضيفاً أن بلاده تنظر باهتمام إلى موقع أذربيجان في المنطقة وفي إطار سياسة الجوار.
وتعرضت السفارة الأذربيجانية في طهران لهجوم مسلح أدى إلى مقتل حارس أمن أذربيجاني وإصابة آخرين، الأمر الذي عمّق الأزمة بين البلدين، وعلى إثر الهجوم طردت باكو أربعة دبلوماسيين إيرانيين، لتردّ طهران أيضاً بخطوة مماثلة.
وأعلنت طهران أنّ الهجوم كان بدافع شخصي، واعتقلت المهاجم الإيراني الذي قال في تصريحات إنه هاجم السفارة ظناً منه أنّ زوجته الأذربيجانية موجودة في السفارة.
وخلال مؤتمر صحافي اليوم في باكو، أكد وزير الخارجية الإيراني أن “أشد العقوبات” بانتظار المتورط في الهجوم على السفارة الأذربيجانية، و”كل من تورط في هذه الجريمة”.
وتشوب العلاقات الإيرانية الأذربيجانية توتراتٌ قديمة منذ تسعينيات القرن الماضي، وانخفض مستواها مع مرور الوقت خلال العقدين الماضيين، غير أنها تجددت منذ أكثر من عامين على خلفية تطورات القوقاز الجنوبي والحرب التي جرت في هذه المنطقة عام 2020 بين أرمينيا وأذربيجان، حيث تتهم الأخيرة طهران بأنها تدعم يريفان التي تربطها علاقات جيدة بطهران، رغم أن إيران تعتبر إقليم كاراباخ منطقة أذربيجانية محتلة.
وعكفت طهران على نفي الاتهامات الأذربيجانية، متهمة باكو بأنها تسعى لتغيير حدود القوقاز وإلغاء حدود إيران مع أرمينيا، البالغة نحو 44 كيلومتراً، لربط جمهورية نخجوان بأراضيها.
وتقرأ إيران التطورات في منطقة القوقاز خلال العامين الأخيرين باعتبارها مؤشرات على مخطط أذربيجاني تركي بدعم إسرائيلي، لإحداث تغييرات جيوـ سياسية في منطقة القوقاز عبر إغلاق حدودها مع أرمينيا، وذلك من خلال السيطرة على الشريط الحدودي الممتد من جمهورية نخجوان إلى الأراضي الأذربيجانية، الذي يشكل الحدود الإيرانية الأرمينية في محافظة سيونيك الأرمينية، وذلك بغية ربط تركيا بالجمهوريات التركية في آسيا الوسطى.
والأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مباحثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، لبحث تطورات جنوب القوقاز.
وخلال الاتصال مع بوتين، قال رئيسي إن “حضور القوات من خارج المنطقة يشكل تهديداً لجميع دول المنطقة” في القوقاز، قائلاً: “نتابع بحساسية وجدية التطورات في منطقة القوقاز، ونرى أن النزاعات فيه يجب أن تحل عبر قيام دول المنطقة بدورها”.