ما هي عواقب التطبيع المحتمل بين مصر وإيران على الخليج؟

سلط أستاذ العلاقات الدولية محمد سلامي، الضوء على تداعيات التطبيع المحتمل بين مصر وإيران، اللتان تعتبران من ألد الخصوم في الشرق الأوسط، على منطقة الخليج.

ميدل ايست نيوز: سلط أستاذ العلاقات الدولية محمد سلامي، الضوء على تداعيات التطبيع المحتمل بين مصر وإيران، اللتان تعتبران من ألد الخصوم في الشرق الأوسط، على منطقة الخليج.

ورأى سلامي، في تحليل نشره موقع منتدى الخليج الدولي أن أي استعادة للعلاقات بين طهران والقاهرة سيكون له عواقب على دول مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف سلامي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وخاصة سوريا وإيران واليمن ومنطقة الخليج، أن الأنباء الواردة عن تحسن العلاقات بين القاهرة وطهران تتزامن مع اتجاه المنطقة نحو حقبة جديدة من التوافق الإقليمي.

واستشهد سلامي بتطبيع السعودية وإيران وعودة سوريا لجامعة الدول العربية، وتحسن العلاقات بين السعودية وقطر والإمارات وتركيا ومصر، مشيرا إلى ذلك يترتب عليه عواقب إيجابية على الأمن والاقتصاد في الشرق الأوسط.

تأثير مباشر

بحسب سلامي سيكون للتطبيع بين مصر وإيران تأثير مباشر على أمن دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى دول منطقة الخليج تحتاج إلى خفض التصعيد واستقرار الأمن أكثر من أي شيء آخر في هذا الوقت.

وتتطلع رؤية 2030 الطموحة التي وضعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلي تمكين المملكة من جذب الاستثمار الأجنبي وضمان الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.

في الوقت نفسه، تسعى الرياض إلى معالجة انعدام الأمن والتهديدات التي تهدد الاستقرار الإقليمي، مثل الهجوم الصاروخي على منشآت بقيق النفطية في عام 2019.

بدورها، تتطلع الإمارات إلى تأمين التجارة البحرية والممر الآمن والحر لعمليات الشحن في المياه المحيطة.

تخدم إيران

بعد تولي إبراهيم رئيسي منصب الرئاسة في إيران، فإن بلاده تسعى إلى مواصلة سياساتها ذات الشقين الأول التطلع نحو الشرق، والثاني تحسين العلاقات مع دول الجوار مع تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة والغرب.

تواجه إيران حاليًا ظروفًا اقتصادية صعبة، وتضخمًا يبلغ حوالي 60٪، وعدم استقرار اجتماعي شديد بسبب الاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة.

كجزء من استراتيجيتها للشؤون الخارجية، تسعى إيران أيضًا إلى إصلاح صورتها حول العالم، وتصوير نفسها كدولة مسالمة وذات عقلية دبلوماسية بدلاً من كونها مثيري مشاكل إقليمي.

لهذا السبب، فإنها تكمل استراتيجية خفض التصعيد مع السعودية والإمارات ومصر.

ومن شأن التطبيع بين القاهرة وطهران أن يكمل هذه الاستراتيجية، كما يمكن للعلاقات الجيدة مع مصر أن تحسن آفاق طهران في أماكن أخرى من المنطقة، بسبب نفوذ مصر في العالم العربي.

عواقب بعيدة المدى

من المرجح أن يكون للتقارب السعودي الإيراني الأخير عواقب بعيدة المدى على منطقة الخليج – بما في ذلك مصر، التي تلعب دورًا رئيسيًا في التجارة الإقليمية؛ بسبب عدد سكانها الكبير وقاعدتها الزراعية والصناعية وملكيتها لقناة السويس.

ووصف وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مقابلة مع محطة تليفزيونية مصرية، المصالحة بين إيران والسعودية بأنها نقطة تحول في التطورات الإقليمية، قائلا إن مصر “ستتخذ خطوات بناء على تقييم هذه التطورات”.

وتأتي تلك التصريحات بعد 5 سنوات من تحذير الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بأن الجيش المصري لن يتردد في التدخل عسكريًا في حالة تسببت إيران في زعزعة أمن دول مجلس التعاون الخليجي.

قطاع غزة

الوضع في قطاع غزة عامل آخر سوف يثار خلال الاتفاق على التطبيع المحتمل بين إيران ومصر، إذ تتمتع طهران بعلاقات جيدة مع كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهما أكثر الحركات نشاطا في قطاع غزة.

في عهد السيسي، أخذت مصر مسافة من حماس والجهاد، وأعربت القاهرة مرارا عن مخاوفها بشأن الاتصال الوثيق بين حماس والمسؤولين الإيرانيين.

تعتبر القاهرة نفسها أكبر وسيط سلام في المنطقة، وقد لعبت دورًا رئيسيًا في العديد من عمليات وقف إطلاق النار الأخيرة، بما في ذلك تلك التي أنهت الاشتباكات التي استمرت أسبوعًا بين إسرائيل والجهاد الإسلامي في مايو/ أيار.

من أجل تحقيق المصالحة مع مصر، من المرجح أن تحتاج طهران إلى إعطاء ضمانات للقاهرة بأنها ستدعم دورها في هذا الصدد.

ما يعتقد الخليج

وفق سلامي فإن قطاع غزة وحماس وأمن المنطقة مهمان أيضًا لدول مجلس التعاون الخليجي، وفي أبريل/نيسان الماضي، استضافة المملكة وفدا من حماس للمرة الأولي منذ 2015

ورأي أن الرياض استهدفت من وراء تلك الخطوة إظهار قدرتها على الوساطة وامتلاكها للقوة الناعمة وتفعيل دورها في الوساطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وخلال زيارة وفد حماس للسعودية، أعلن مسؤول حماس البارز موسى أبو مرزوق استقلال الحركة عن أي تحالف إقليمي، معلنا أن الحركة “ليست جزءًا من أي محور عسكري أو سياسي … وليس هناك علاقة مع أي طرف على حساب طرف آخر “.

ورأت صحيفة الشرق الأوسط الممولة من السعودية، أن تصريحات مرزوق بمثابة توبيخ لرئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، الذي وضع الحركة مؤخرًا في محور تقوده إيران يضم حزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد في سوريا، والمتمردون الحوثيون في اليمن.

بالنسبة لقطر، التي تصور نفسها باعتبارها الداعم الخليجي الأول للقضية الفلسطينية، فإن قطاع غزة أمر بالغ الأهمية لها. ولعبت كل من مصر وقطر مرارًا وتكرارًا دورًا رئيسيًا في المفاوضات بين حماس وإسرائيل، وقدمت الدوحة مساعدات مالية كبيرة لقطاع غزة.

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في 10 فبراير/ شباط 2019، أن قطر حولت أكثر من 1.1 مليار دولار إلى غزة بين عامي 2012 و2018، بموافقة إسرائيل.

وبحسب سلامي فإن العلاقات الإيرانية المصرية تنطوي على مزايا أخرى لدول مجلس التعاون الخليجي من أبرزها زيادة الأمن في البحر الأحمر، وهو ما يمكن أن تحققه إيران من خلال الضغط على الحوثيين لوقف النشاط العدواني بالقرب من باب المندب عند نهايته الجنوبية.

ومع ذلك، يجب مراقبة العلاقات الحديثة بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر في ضوء التقارب المتزايد، وكذلك فيما يتعلق بعلاقات كلا الجانبين في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك مع كل من إسرائيل (التي لعبت دورًا أمنيًا متزايدًا) ومع إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى