الإيجارات في طهران تخلق ظاهرة “الشقق المشتركة” وتزيد من معاناة سكّان العاصمة

تُظهر الإعلانات العقارية على المواقع الإيرانية أن الضغط الناجم عن ارتفاع أسعار الإيجارات في طهران قد خلق ظاهرة تأجير الشقق المشتركة.

ميدل ايست نيوز: تُظهر الإعلانات العقارية على المواقع الإيرانية أن الضغط الناجم عن ارتفاع أسعار الإيجارات في طهران قد خلق ظاهرة تأجير الشقق المشتركة.

وبحسب موقع تجارت نيوز، بالتزامن مع الزيادة الضخمة في أسعار الشقق في إيران خلال السنوات القليلة الماضية، ارتفع تضخم الإيجارات بأرقام غير معهودة، خاصة في العاصمة.

ووصف الخبراء عام 1401 الإيراني (المنتهي في 20 مارس 2022) بأنه العام الأصعب بالنسبة للمستأجرين، حيث ازدادت أزمة دفع الإيجارات إلى حد أن المستأجرين على استعداد لمشاركة منزلهم مع شخص آخر أو أشخاص آخرين لسداد الإيجار الشهري والرهن العقاري.

إيجارات الشقق المشتركة

تتمتع بعض الوحدات المشتركة في طهران بالقدرة على استيعاب عدة أشخاص، لكن بعضها لا يحتوي حتى على مساحة كافية لعيش “شخص واحد”. يقوم مستأجر شقة بطول 35 مترًا في طابق تحت الأرض في جنوب العاصمة بتأجير حصته لشخص آخر بمبلغ قدره سبعة ملايين تومان رهن عقاري، ومليوني تومان للإيجار. قبل هذا، كانت الشقة نفسها لا تستوعب أكثر من شخص واحد، لكن اليوم لم يعد بإمكان المستأجر تحمل الإيجار بالكامل لوحده.

ألقت القضية هذه أيضاً بظلالها على الموظفين الحكوميين في إيران، فبعد أن زاد إيجار شقة أحد الموظفين بعدة أضعاف بعد توقيع عقد العام الجديد، بدأ رحلته في البحث عن رفيق لهذا المأوى عن طريق نشر الإعلانات عبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل. يبلغ عمر هذه الشقة الذي يبلغ طولها 48 مترًا حوالي 12 عامًا، برهن عقاري لا يقل عن 20 مليون تومان وإيجار يصل إلى 5 مليون تومان.

ووفقًا لدراسات الخبراء، فإن متوسط ​​المساحة القياسية التي يشغلها الشخص في مدينة ما ويؤدي أنشطته اليومية فيها هو 70 إلى 136 مترًا. وبالنظر للواقع، فإن اقتراح وزارة الداخلية يتراوح بين 40 و 50 مترا، فيما تظهر أحدث الإحصائيات الآن مساحة تتراوح بين 20 و 50 مترًا، وهي إحصائية لا زالت تتناقص على الرغم من هذا القدر من الزيادة في الأسعار في سوق الإيجارات.

ويتضح من عمليات البحث في الإعلانات عبر الإنترنت بالرغم من وجود هذه الظاهرة بين المستأجرين منذ الماضي، إلا أنه مع تصاعد الاتجاه التضخمي نحو الأعلى، فقد أضحت الإيجارات المشتركة أحد الحلول المصيرية التي يتخذها الأفراد، خاصة العزّاب، خوفاً من التشرد.

تشرد المستأجر الأعزب

طهران هي إحدى المدن التي يقصدها الشباب/ات العزاب ويحلمون بالوصول إلى العمل المراد والمزيد من الازدهار والرفاهية، إلا أن هذه الفئة السكانية تواجه اليوم إحدى أكبر المشاكل بعد ارتفاع أسعار الإيجار بسبب التضخم الاقتصادي في البلاد.

تقول إحدى المتضررات، وهي فتاة شابة تسكن العاصمة طهران: “عندما أنهيت دراستي في طهران في عام 2018، وجدت وظيفة جيدة وقررت البقاء هنا مدى الحياة. أستأجرت شقة صغيرة بالقرب من ساحة انقلاب وأعاني بشكل كبير من دفع الرهن العقاري الإضافي والإيجار، ليأتي مالك الشقة هذا العام ويفرض علي دفع 150 مليون تومان مقدماً للرهن”.

تكمل هذا الفتاة: “هذا المبلغ الكبير هو فوق طاقتي بكثير، وسأضطر على الأرجح إلى استقبال شخص أو شخصين في الشقة، رغم أنها لا تسعني لوحدي، كي أخفف أعباء الإيجار عن كاهلي. خلافاً ذلك، سوف أجبر على العودة إلى مدينتي، حيث لا يوجد وظيفة مناسبة لي”.

مساكن سيئة

احتلت قضية “المساكن السيئة” في طهران عناوين الأخبار لعدة سنوات. وكان فحواه لجوء شريحة كبيرة من الناس إلى طرق مختلفة للحفاظ على عملهم وحياتهم في هذه المدينة الضخمة، بما في ذلك العيش في الأكواخ، والعيش في مساكن ذاتية الحكم، والنوم على الأسطح، والعيش مع عدة أشخاص أو حتى عدة عائلات في منزل صغير.

تظهر البيانات الإحصائية أنه خلال العامين الأولين لتولي حكومة رئيسي سدة الحكم في إيران، حطم تضخم الإيجارات أرقاماً قياسية غير طبيعية وتجاوز مستوى “التضخم العام” في البلاد.

في خريف عام 2021، وصل معدل تضخم الإيجار إلى 53.6٪، ما يعني أن الأسر في المناطق الحضرية أنفقت 53.6٪ أكثر على الإيجارات مقارنة بخريف عام 2020. وفي خريف 2022، بلغ معدل تضخم الإيجارات في المناطق الحضرية 46٪ والتضخم الموسمي 16.8٪.

لكن الأكثر إثارة للاهتمام هي إحصائيات شتاء عام 2021، حيث يتضح من التغيرات في إيجارات المساكن التي نشرها البنك المركزي الإيراني أنه على الرغم من أن نمو إيجارات المساكن في عام 2021 بلغ حوالي 47٪ في المتوسط، إلا أن هذه النسبة بشكل خاص في فبراير من هذا العام، وصلت إلى أكثر من 50٪ وتمكنت من كسر الرقم القياسي البالغ 32 عامًا لتضخم الإيجارات في المناطق الحضرية من البلاد.

 

(سعر الدولار في إيران: حدود 50.000 تومان، الحد الأدني للأجور: حدود 7.000.000 تومان)

قد يعجبك

أرقام صادمة… سعر “بنتهاوس” في طهران يعادل جزيرة في اسكتلندا

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى