من الصحافة الإيرانية: 3000 إيراني يتقدمون بطلبات الهجرة إلى قطر

إن قطر ليست على استعداد تام لمنح تأشيرات العمل للإيرانيين، مع العلم أن 77% من سكان قطر هم من المهاجرين.

ميدل ايست نيوز: بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين إيران وقطر، سيتم إيفاد العمالة الإيرانية الماهرة، بما في ذلك في مجال الطب، إلى الدوحة، حيث تقدم منذ أربعة أشهر إلى الآن حوالي 3000 إيراني بطلبات للحصول على تأشيرات للهجرة إلى قطر.

وبحسب موقع تجارت نيوز، يفرز نقص العمالة المتخصصة العديد من المخاوف لدى أصحاب الصناعات والأعمال في إيران، وقد ازدادت هذه المخاوف مع هجرة جحافل العمال الإيرانيين المهرة للعمل في البلدان المجاورة لا سيما إلى قطر.

ومنذ أيام قليلة، وقع وزير التعاون والعمل والرخاء الاجتماعي الإيراني، صولت مرتضوي، ووزير العمل القطري، علي بن سعيد المري، على مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مجال إرسال العمالة الماهرة إلى قطر والتعاون في مجالات النقل. ووفقاً لما أشار إليه الوزير القطري “يعمل حالياً 30 ألف إيراني في قطر وهم بحاجة ماسة إلى قوى عاملة في مجالات الطب والهندسة والنقل وما إلى ذلك”.

ورغم علم المسؤولين الإيرانيين وتصريحهم الدائم بشأن مخاطر ارتفاع معدل هجرة الأطباء ونقص الأخصائيين الطبييين في بعض مناطق البلاد، إلا أن هذا الأمر لم يمنعهم عن الحديث عن إيفاد عمالة إلى قطر لتغطية القطاع الطبي هناك.

لم يكن هذا الملف وليد اللحظة، بل جرت لأعوام محادثات إيرانية قطرية عديدة حول استقطاب عمالة من إيران إلى الدوحة، لتقوم سلطات هذين البلدين بتنفيذ هذه المحادثات اليوم على أرض الواقع وتوقع مذكرة تفاهم وتجري عدة لقاءات في هذا الصدد.

استعراض سياسي

محمد ميراني، عضو مجلس إدارة غرفة إيران وقطر، يقول خلال مقابلة مع “تجارت نيوز” إن هذه الخطوة مجرد “استعراض للسياسيين” موضحاً أنه للعديد من المرات تم التطرق إلى ملف إرسال العمالة الإيرانية، إلا أن هذه المسألة تبقى مجرد حبر على ورق، علماً أن الأطراف وقعت اتفاقية ثنائية هذه المرة بعكس ما كان يجري في السابق.

يضيف ميراني: “لا توجد تفاصيل دقيقة عن نص مذكرة التفاهم بشأن إيفاد العمالة إلى قطر، بل وتابعت شخصياً عدة مرات لمعرفة التفاصيل وسألت من الذي سيتم إرساله؟ وعن المجالات التي سترسل القوى العاملة إليها؟ وآلية نقل القوى العاملة؟ لكن للأسف لم تطلعني السفارة على أي تفصيل. وبذا، عندما لا يتم الإعلان عن تفاصيل لمثل هذه المذكرات المهمة، فهذا يعني أنها مجرد حبر على ورق”.

وأكد عضو مجلس إدارة غرفة إيران وقطر أن إرسال العمالة المهرة إلى قطر له عواقب وخيمة على إيران لا سيما وأنها تعاني من نقص في القوى العاملة في بعض المجالات.

لا توجد إحصاءات دقيقة للإيرانيين المتقدمين للحصول على تأشيرات عمل في قطر. وبحسب نائب التوظيف في وزارة العمل الإيرانية، تقدم 2000 إيراني العام الماضي بطلبات لإرسالهم إلى قطر وتمكن 500 شخص منهم من الهجرة.

وقال أيضًا إنه وفقًا للجانب القطري، تقدم 5000 عامل إيراني في الأشهر الستة الماضية للحصول على تأشيرات، وتمت الموافقة على 500 طلب منها. بالتالي، تقدم منذ أربعة أشهر إلى الآن حوالي 3000 إيراني بطلبات للحصول على تأشيرات للهجرة إلى قطر وهي إحصائية غير معهودة لطلبات الهجرة.

وبغض النظر عن الظروف الحالية لإيران، والتي أدت إلى موجة الهجرة هذه، فإن قطر ليست على استعداد تام لمنح تأشيرات العمل للإيرانيين، مع العلم أن 77% من سكان قطر هم من المهاجرين، حسب إحصاءات مرصد الهجرة الإيراني. وعلى وجه أدق، يتحكم المهاجرون من دول أخرى بشكل أو بآخر في سوق العمل في قطر.

وفي هذا الصدد لفت ميراني إلى أن قطر بالكاد تمنح تأشيرات عمل للإيرانيين، ولا يذكروا السبب وراء ذلك. قائلاً: “استحوذ الهنود على سوق العمل التكنولوجي في قطر، حيث لا تعطي مستعمراتهم فرصة للإيرانيين بالحضور في هذا السوق. كما يتحكم التونسيون والمصريون في سوق السياحة هناك. فحتى لو سمحت الحكومة بذلك، فإن هذه المستعمرات ستغير المعادلة لصالحها بحيث يتم رفض طلبات الإيرانيين”.

وذكر هذا المسؤول أن مجالات النفط والغاز في هذا البلد توفر مئات الشواغر ويمكن للعمالة الإيرانية الاستفادة منها، إلا أن قطر تأبى قبول طلبات الهجرة وتستعيض بها باستقطاب الهنود.

يختتم ميراني حديثه ويقول: “خلال السنوات الخمس الماضية، ربما لم يحصل سوى خمسة آلاف إيراني على تأشيرة عمل. بعض أولئك الذين يزعمون أنهم هاجروا إلى هذا البلد العام الماضي استخدموا في الواقع تأشيرات هيا. فعند انتهاء صلاحية هذه التأشيرة التي حصلوا عليها من أجل المشاركة في كأس العالم يتوجب عليهم مغادرة قطر”.

وفقًا لبيانات تقويم الهجرة الإيراني لعام 2022، فإن قطر مدرجة في قائمة الدول التي تستقبل المهاجرين. فقد احتلت هذه الدولة المرتبة 31 من بين 232 دولة حول العالم في هذا المجال، حيث يتكون معظم سكانها من المهاجرين كما أشرنا في الأعلى، وتعد من بين الدول التي تستقبل أكبر نسبة مهاجرين في المنطقة بعد الإمارات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان + ثمانية عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى