من الصحافة الإيرانية: 3 انتكاسات في العلاقات الإيرانية السعودية منذ الاتفاق
بالتوازي مع دفء العلاقات بين إيران والسعودية بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية، ترتطم الآثار الجانبية بحدود هذه العلاقة لتؤثر على مضمونها وجوهرها.

ميدل ايست نيوز: بالتوازي مع دفء العلاقات بين إيران والسعودية بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية، ترتطم الآثار الجانبية بحدود هذه العلاقة لتؤثر على مضمونها وجوهرها.
من رائفي بور إلى رونالدو
في وقت متأخر من يوم الاثنين 10 يوليو، انتشرت أنباء متضاربة حول اعتقال المحلل الأصولي “علي أكبر رائفي بور” الذي توجه إلى مكة لأداء مناسك الحج ومنعه من مغادرة البلاد.
وسرعان ما فنّد المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني الأنباء المتداولة حول اعتقال رائفي بور وقال: “تعمل وزارة الخارجية والسفارة الإيرانية في السعودية بجدية على حل المشكلة القائمة وإعادته إلى البلاد. مضيفاً “بصفته مواطنًا إيرانيًا كان يؤدي فريضة الحج، وعقب انتهاء هذه المناسك وأثناء مغادرته مطار جدة واجه مشكلة في الخروج لسبب لم يتم تحديده لنا بعد”.
وتابع: “بناءً على ذلك، تواصلت القنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في جدة والسفارة الإيرانية في الرياض على الفور مع السلطات وتابعتا الأمر مع الأجهزة ذات الصلة في الحكومة السعودية، واتخذتا الإجراءات الداعمة لحل المشكلة”.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل بعد هذا الحدث مقطع فيديو يعود لهذا المحلل والذي تطرق من خلاله للحديث عن صفقة انتقال كريستيانو رونالدو إلى السعودية.
ووصف رائفي بور في هذا الفيديو السعودية بأنها من الدول التي تنتهك حقوق الإنسان، وأكد أن انتقال رونالدو إلى فريق النصر جاء لأغراض سياسية بعد أن وصف توجهه المعادي للصهيونية.
مبارزة آرش/الدرة
وفي وقت سابق من خبر رائفي بور، أوجد ملف حقل آرش/الدرة الغازي بعض الخلافات بين إيران والكويت والسعودية وخلق حساسيات في العلاقات المتجددة والناشئة بين طهران والرياض. دفعت الخلافات بين هذه الدول الثلاث حول حجم الحفر لاستخراج الموارد النفطية وترسيم الحدود البحرية ببعض وسائل الإعلام إلى النظر في كيفية حل هذا الخلاف على الغاز كاختبار كبير لتهدئة التوتر بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية.
يجب أن نرى كيف وإلى أي مدى يمكن للواقع الحالي للعلاقات المباشرة بين طهران والرياض أن يؤدي إلى تقدم ملموس في مثل هذه الحالات الفردية التي تحدت حل القضايا في الماضي. ومع ذلك، فإن المبارزة الحاصلة في آرش يمكن أن تمكّن دول الخليج من إظهار كيف يمكن أن تكون العلاقات الإقليمية الحميمة مفيدة.
قصر سعد آباد
ظهرت أولى الحساسيات بعد الاتفاق بين طهران والرياض في مبنى وزارة الخارجية الإيرانية. حيث تسبب تغيير قاعة المؤتمر الصحفي لوزيري خارجية البلدين، حسين أمير عبداللهيان وفيصل بن فرحان، في تهميش الحدث الرئيسي لزيارة الجانب السعودي التي كانت بادرة لرأب الصدوع في العلاقات الإيرانية السعودية بعد سبع سنوات من القطيعة.
هل تطغى الهوامش على الحدث الرئيسي؟
وفي زخم هذه الأحداث لم يأبه كبار المسؤولين في البلدين لهذه القضايا وركزوا بشكل كامل على تحسين العلاقات لا سيما بعد أن عانوا من تبعات القطيعة في السنوات الماضية ورأوا أن تعزيز هذه العلاقة لها منفعة أكثر من قطعها. ورغم هذا فقد تفرض هذه الملفات وخاصة التطورات المفاجأة بعض القيود على صانعي القرار والسلطات في البلدين والتي قد تطغى على المسار الدبلوماسي فيما بينهم.
وعلى الضفة الأخرى، تدخل متغيرات إقليمية ودولية ثانية على خط التوترات، ولعلّ أهمها إسرائيل، لتهيمن على الدوام حرب كلامية وتكثر التصريحات حول احتمال نشوب صراع إسرائيلي إيراني بشأن البرنامج النووي، كما يتضح من المعطيات إمكانية تطبيع قريبة بين السعودية وتل أبيب، فوفقًا لديناميكيات التطورات وسيولتها، فإن لهذا الأمر تأثير كبير على العلاقات التنافسية بين إيران والسعودية.
ومن منظور كلي، رغم أن هذه المسألة بدون أي شك لن تتسبب في أي انقطاع في العلاقات المستأنفة حديثاً، إلا أن إعطاء أهمية لهذه القضايا وإهمالها بشكل أو بآخر سيؤدي إلى تكرارها على الدوام بحيث تكتسب قدرة لتشكل خطراً على العلاقات الإيرانية السعودية.
لذلك، من الضروري أن تكون الأجهزة المسؤولة عن ملف العلاقات الإيرانية السعودية أكثر حساسية لدور هذه القضايا والمتغيرات المتداخلة وأن تقلل من تأثيرها ودورها “التخريبي”. في الواقع، يعتبر الاهتمام بمقياس حرارة العلاقة عنصرًا حيويًا في استكمال عملية إحياء العلاقات حتى تصبح علاقة طبيعية على المستوى الثنائي.
وعلى وجه أدق، بمجرد عدم حصول عمليات في تبادل السفراء بين الدولتين والوفود الدبلوماسية ورجال الأعمال والتجار والسياح، ولم تأخذ مسألة افتتاح السفارات والقنصليات العامة على محمل الجد، فهناك احتمال أن تتعرض العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية إلى نكسة مرة أخرى.
قد يعجبك: