زيارة غالانت إلى أذربيجان: إسرائيل تحاول تضيق الخناق على إيران

تواصل إسرائيل حربها السرية والعلنية ضد إيران، الدبلوماسية منها والعسكرية، كما تحاول تضييق الخناق عليها ومحاصرتها عبر توطيد علاقاتها بالدول التي تحيط بطهران.

ميدل ايست نيوز: تواصل إسرائيل حربها السرية والعلنية ضد إيران، الدبلوماسية منها والعسكرية، كما تحاول تضييق الخناق عليها ومحاصرتها عبر توطيد علاقاتها بالدول التي تحيط بطهران، على غرار الزيارة التي يقوم بها وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أذربيجان.

والتقى غالانت الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لبحث التعاون الاستراتيجي بين تل أبيب وباكو. وتحدث في مؤتمر صحافي عُقد في باكو، أمس الخميس، عن التعاون الأمني بين البلدين والتعاون في مجالات أخرى، كما تحدث عن إحباط إسرائيل أكثر من 50 عملية “إرهابية”، زعم أنّ إيران كانت تنوي تنفيذها في عدة مناطق في العالم، مع التركيز على أهداف إسرائيلية ويهودية.

لكن الهدف غير المعلن من زيارة غالانت، التي بدأت الأربعاء وتستمر ثلاثة أيام، هو حاجة إسرائيل لمساعدة دول المنطقة، ليس فقط على صعيد الدفاع، وإنما أيضاً لفتح أجوائها أمام إسرائيل وتمكينها من الوصول بأمان مستقبلاً، لضرب أهداف في إيران، بحسب ما كتب المراسل العسكري للقناة “12” الإسرائيلية نير دفوري، اليوم الجمعة.

وتحتاج إسرائيل أيضاً إلى الولايات المتحدة وتأثيرها على دول المنطقة، بما يخدم القدرات العملياتية لسلاح الجو الإسرائيلي. وهذا هو السبب المركزي للتقارب السريع بين تل ابيب وباكو.

واستُقبل غالانت في مقر وزارة الدفاع في باكو، على بعد 100 كيلومتراً من إيران، في زيارة يعتبرها مهمة للغاية، على صعيد التعاون الاستخباراتي والعسكري والعملياتي.

ونقل دفوري عن مصادر أذربيجانية لم يسمّها، قولها إنّ لقاء غالانت وعلييف كان أطول لقاء يعقده الرئيس مع مسؤول أجنبي كبير في السنوات الأخيرة، وقد ناقشا تعزيز العمليات أمام ايران، فيما طلبت أذربيجان المزيد من منظومات الأسلحة وأنظمة الاستخبارات.

ويثير توطّد العلاقات وتعزيز التعاون بين تل ابيب وباكو قلق طهران.

ويعتقد المراسل العسكري للقناة “12” أنّ هنالك عدة أسباب دفعت لتقوية العلاقات بين تل ابيب وباكو، وخروجها للعلن أكثر من السابق، من بينها “نجاح أذربيجان في حرب ناغورنو كاراباخ الثانية، وكذلك الانفتاح المتزايد في العالم الإسلامي تجاه إسرائيل بعد اتفاقيات التطبيع، وأيضاً على خلفية التوترات المتزايدة بين البلدين تجاه إيران”.

وأشار الصحافي الإسرائيلي إلى أنّ التحالف بين تل أبيب وباكو بات يحظى بأهمية أكثر من أي وقت مضى، على خلفية القرب الجغرافي لأذربيجان من إيران، والتسلّح الكبير لجيش أذربيجان، والذي يضخ الأموال إلى الصناعات الأمنية الإسرائيلية، بالإضافة إلى تصدير الطاقة من أذربيجان إلى إسرائيل، بحيث إنّ نحو 30% من النفط المستهلك في إسرائيل يصل من آبار أذربيجان.

وأوضح المراسل العسكري أنّ أذربيجان ليست الوحيدة التي تحرص إسرائيل على تعزيز العلاقات معها، وهناك مؤشرات على تعزز العلاقات مع دولة تركمانستان، التي لها حدود من إيران أيضاً. وتشعر طهران بالقلق إزاء ذلك، وبأن إسرائيل تحاول أن تلف (طوقاً خانقاً) حولها.

يُذكر أنّ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، التقى في وقت سابق من الشهر الجاري، الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، على هامش مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز، الذي عُقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، وذلك في خضمّ التوتر في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وفيما تصوب إيران على العلاقات الأذربيجانية الإسرائيلية وتعتبرها تهديداً لأمنها القومي، أكد الرئيس الأذربيجاني خلال لقائه أمير عبد اللهيان أنّ بلاده “لن تسمح باستخدام أراضيها لتشكيل تهديد ضد المنطقة وإيران”، وفق ما جاء في حينه، في بيان للخارجية الإيرانية بشأن هذا اللقاء.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − 17 =

زر الذهاب إلى الأعلى