طهران تواجه العقوبات على صناعة المسيّرات باستنساخ قطع يابانية

كشف تحليل جديد عن جهود إيران لتصنيع طائراتها من دون طيار، أنها تمكنت من استنساخ أجزاء من المكونات الإلكترونية، كانت تستوردها في السابق من الخارج.

ميدل ايست نيوز: كشف تحليل جديد عن جهود إيران لتصنيع طائراتها من دون طيار، أنها تمكنت من استنساخ أجزاء من المكونات الإلكترونية، كانت تستوردها في السابق من الخارج، لاستخدامها في طائراتها الفتاكة، والمرسلة إلى روسيا في حربها ضد أوكرانيا، الأمر الذي مكنها من الالتفاف على العقوبات الدولية، باستخدام مكونات محلية الصنع.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن شركة إيرانية صغيرة متخصصة في صناعة الإلكترونيات، تمكنت على ما يبدو من تطوير قدراتها على نسخ جزأين مستخدمين في الطائرات المسيّرة الانتحارية، كانا يأتيان من شركات تصنيع الإلكترونيات اليابانية، وذلك وفقاً لتحقيقات جديدة، أجرتها مجموعة استقصائية تدعى «كونفليكت أرمامنت ريسيرتش»، مقرها المملكة المتحدة، كانت تفحص الطائرات من دون طيار التي تسقطها أوكرانيا.

وكانت إيران تحصل على معظم أجزاء طائراتها من دون طيار، من الشركات الأميركية والأوروبية واليابانية التي تبيع مكونات متاحة تجارياً. وتوضح نتائج أبحاث المجموعة الاستقصائية، أن إيران باتت تعتمد أكثر على الشركات المحلية لإنتاج قطع غيار لطائراتها من دون طيار، مما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة وحلفائها تعطيلها بفرض العقوبات.

وقالت المجموعة الاستقصائية، إن هذه هي المرة الأولى التي يعثر فيها محققو أسلحة في أوكرانيا، على أجزاء من صنع شركة إلكترونية إيرانية صغيرة خاصة، تدعى «سرمد للإلكترونيات سيباهان»، في طائرات مسيّرة تم إسقاطها. وقال داميان سبليترز، نائب مدير العمليات في المجموعة: «مع تشديد العقوبات على الإمدادات الأجنبية، فإنهم بالتأكيد يشعرون بالحاجة إلى الإنتاج محلياً قدر الإمكان».

وتأسست شركة «سرمد للإلكترونيات» في منتصف التسعينات من قبل أفراد ليس لديهم صلة واضحة بالجيش الإيراني أو الاستخبارات، بحسب جون كايفز، باحث مشارك بارز في مشروع «وسيكنسن للحد من الأسلحة النووية»، وهي مجموعة بحثية تمولها الحكومة الأميركية ومجموعات خيرية أميركية كبرى. وقال كايفز: «لقد أصبح هذا مجالاً مربحاً تريد الشركات الخاصة الصغرى الدخول إليه».

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها طهران بتزويد موسكو بمئات من الطائرات المسيّرة الانتحارية التي استخدمتها القوات الروسية، بنجاح محدود، لاستهداف محطات توليد الكهرباء والمدن الكبرى والأحياء المدنية في أوكرانيا. وتنفي إيران ذلك، رغم اعترافها بأنها باعت طائرات من دون طيار لموسكو قبل بدء الحرب.

وتبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها عن طرق لتقييد قدرة إيران على بناء طائرات من دون طيار. وفرضت إدارة بايدن والدول الأوروبية عقوبات على عشرات الشركات والأفراد الذين يُزعم تورطهم في صناعة الطائرات من دون طيار الإيرانية، لكن يبدو أن هذا الجهد كان له تأثير محدود حتى الآن؛ إذ تتوفر العديد من أجزاء الطائرات من دون طيار، مثل الرقائق الدقيقة وعدسات الكاميرا والمحركات وأنظمة «جي بي إس»، على نطاق واسع في السوق التجارية، مما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة وحلفائها إيقاف الإمدادات المتجهة إلى إيران.

وفي وقت سابق من هذا العام، اكتشفت المجموعة الاستقصائية البريطانية، قطعتين في طائرات مسيّرة إيرانية، استُخدمت لاستهداف أوكرانيا، ويبدو أنهما نسختان من أجزاء يابانية استخدمتها طهران ذات مرة لطائرات مسيّرة قدمتها إلى الحوثيين.

ولاحظت أن الأجزاء التي تم فحصها، تحمل تشابهاً مذهلاً مع تلك المعروضة للبيع على موقع الشركة الإيرانية على الإنترنت. وقالت إن قطعة واحدة عُثر عليها في الطائرة كانت تحمل شعار الشركة على شكل هرم. كما اتهم مركز أبحاث تسليح النزاعات في الأمم المتحدة، طهران بتسليم روسيا طائرات مسيّرة، الأمر الذي رد عليه الشهر الماضي، السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني، في رسالة انتقد فيها استنتاجات المركز بشأن طائرات طهران المسيّرة في أوكرانيا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى