أزمة إنسانية وبيئية تلوح في الأفق… بحيرة أرومية مهددة “بالموت الكامل” بنهاية صيف 2023

سجل مستوى المياه في بحيرة أرومية في الثالث من يونيو الماضي أدنى مستوى له منذ عام 1964، حيث بدأ سيناريو انخفاض المياه هذا في عام 2015 وذلك بسبب ارتفاع معدل الطلب على الموارد المائية.

ميدل ايست نيوز: سجل مستوى المياه في بحيرة أرومية في الثالث من يونيو الماضي أدنى مستوى له منذ عام 1964، حيث بدأ سيناريو انخفاض المياه هذا في عام 2015 وذلك بسبب ارتفاع معدل الطلب على الموارد المائية.

وبحسب صحيفة اعتماد، تظهر تقارير ودراسات عدة حصلت عليها هذه الصحيفة الظروف الحرجة للغاية لأكبر بحيرة داخلية في إيران وواحدة من أكبر البحيرات في العالم.

وتشير نتائج الدراسات بحسب اعتماد، إلى بداية وشيكة لأزمة بيئية واجتماعية نتيجة تدهور أوضاع هذه البحيرة، خاصة في المناطق الشمالية الغربية من البلاد.

وتدل هذه النتائج بوضوح على تعارضها مع مزاعم وتصريحات السلطات الحكومية بشأن إحياء بحيرة أرومية وتفادي الدمار البيئي الذي سيحدث مع جفافها.

وأفاد الباحثون في هذا التقرير أنه نظرًا لبيانات المحيط البيئي غير المنشورة لمستوى بحيرة أورمية في العام الأخير، فقد تمكن فريقنا من رسم مخطط لمستويات البحيرة باستخدام مستويات المحيط التي تم التقاطها في السنوات السابقة وبمساعدة مساحتها المكافئة والمرور على منطقة البحيرة في الأعوام ما بين 2013 و2022.

وتقول إحدى نتائج هذه الدراسة: “سجل مستوى المياه في بحيرة أرومية في الثالث من يونيو الماضي أدنى مستوى له منذ عام 1964، حيث بدأ سيناريو انخفاض المياه هذا في عام 2015”.

وفي جزء مهم آخر من نتائج هذا البحث، والذي جاء نتيجة تعاون مشروع (بحث بحيرة أورمية بالتعاون مع مركز الاستشعار عن بعد بجامعة شريف للتكنولوجيا)، حيث يتناول حجم البحيرة والنتائج التي تشير إلى حدوث أزمة كبيرة.

وتظهر المعلومات المتعلقة بهذا الجزء أن حجم بحيرة أورمية قد وصل إلى أدنى مستوى له في العقد الماضي وحتى أقل مما كان عليه في عام 2015.

أما النقطة المثيرة للقلق من هذا التقرير هي التحذيرات من الموت الكامل للبحيرة، والتي كان العديد من الخبراء لسنوات قد دقوا ناقوس الخطر بشأنها ومن جفاف هذا النظام البيئي الذي يبلغ طوله عشرات الكيلومترات ومن الآثار المدمرة التي ستلحق بالمستفدين منه خاصة في شمال غرب إيران.

وفي تكملة التقرير جاء أيضاً: “وفقاً لمؤشر الانخفاض في منسوب مياه بحيرة أرومية في فصل الصيف، فإن منسوب مياه البحيرة سيصل إلى 1269.80-1269.90 مترًا فوق مستوى سطح البحر في نهاية شهر سبتمبر من هذا العام، وستظهر التوقعات التي تم إجراؤها لمستويات البحيرة في نفس الفترة أدنى مستوى لأرومية في السنوات الستين الماضية”.

عيسى كلانتري، الرئيس السابق لمنظمة حماية البيئة الإيرانية، والذي كان المدير التنفيذي لمقر إحياء بحيرة أورمية من 2013 إلى نهاية يوليو من العام الماضي، وأحد أكثر الخبراء والباحثين معرفة فيما يتعلق بالأرقام والمعدلات المتعلقة بهذه البحيرة، أكد أيضاً على “الموت الوشيك” لأرومية.

رأى كلانتري، أن الآثار السلبية لهذه الأزمة البيئية ستكون رهيبة لدرجة أنه سيكون من المستحيل عملياً العيش في محافظة مثل تبريز، يقول: “رغم هذه الأزمات المحدقة، لم تصل السلطات الحكومية الحالية بعد إلى القدرات العلمية لفهم هذه الأزمة وآثارها الرهيبة”.

ويضيف في نفس الصدد: “في العامين الماضيين، أي الفترة التي بدأت فيها الحكومة الجديدة العمل، انخفض مستوى هذه البحيرة بمقدار 97 سم. كذلك، كانت أرومية قبل عامين تحتوي على 93.3 مليار متر مكعب من المياه، أما الآن فقد وصل هذا الرقم إلى 700 مليون متر مكعب”.

وأكد الرئيس السابق لمنظمة حماية البيئة الإيرانية أن وصول منسوب مياه البحيرة إلى 920 كيلومتر مربع بعد أن كان منذ عامين حوالي 3100 كيلومتر مربع “يعني أن البحيرة ستتحول إلى مستنقع حتى نهاية الصيف الجاري”.

وعلى وقع هذه التصريحات، يبدو أن موت البحيرة ليس بعيداً عن المتوقع، فما هي الأحداث التي تنتظر سكّان شمال غرب إيران وأهالي منطقة أرومية في حال تدهور الأوضاع، يجيب كلانتري على هذا ويقول: “إن سكان تبريز والحافة الشرقية للبحيرة سيكونون أول ضحايا موت البحيرة. حيث سيتم تدمير القطاع الزراعي، وستضاف 7 درجات إلى فرق درجات الحرارة بين الصيف والشتاء، مما يؤدي إلى تغيير جينات الإنسان والحيوان والنبات والميكروبات. وهذه الطفرة تعني السرطان وعشرات الأمراض والأمور الأخرى”.

وتابع كلانتري قوله: على سبيل المثال، في الأعوام ما بين 2014-2015، أي عندما كانت البحيرة في ذروتها، زاد سرطان الجلد لدى الحيوانات في شمال غرب بحيرة أورمية 20 ضعفاً، فماذا سيحدث لو جفت البحيرة تماماً، هل ستكون تبريز قادرة على مواكبة عيشها مع عواصف غبار الملح خلال 5-6 سنوات القادمة؟

يبدو أن الإحصائيات والمعلومات من جهة تخبرنا عن الموت المبكر لهذه البحيرة التاريخية، وعلى الجانب الآخر تشير موازين الحرارة المتعلقة بالقضايا الاجتماعية إلى تقلص اهتمام الناس بهذا الأمر، وكل هذا يعني أننا إذا لم نرغب بالاعتراف بهذه الأزمة الوشيكة، فلنقبل على الأقل أن الظلام سيحل قريباً على شمال غربي إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى