من الصحافة الإيرانية: طهران تواجه “عزلة اقتصادية” في ظل مشاريع عالمية ضخمة تنفذها دول الجوار

لم تستبعد إيران من سوق النفط والغاز وحسب، بل من الوسط الاقتصادي بشكل كامل، مما يعني أن إيران ليس لديها اليوم أي حضور ملحوظ في اقتصاد وأسواق الطاقة العالمية.

ميدل ايست نيوز: قال باحث إيراني في شؤون الطاقة إن إيران لم تستبعد من سوق النفط والغاز وحسب، بل من الوسط الاقتصادي بشكل كامل، مما يعني أن طهران ليس لديها اليوم أي حضور ملحوظ في اقتصاد وأسواق الطاقة العالمية.

وفي مقابلة مع وكالة إيلنا العمالية، أشار مرتضى بهروزي فر، إلى المشاريع التي تنفّذ في دول الجوار بالتعاون مع شركات عالمية وأثرها على إنتاج سوق النفط والغاز الإيرانية، قائلاً إن إيران تخضع للعقوبات منذ 40 عاماً وقد زادت وتيرة هذه العقوبات في العقد ونصف العقد الماضي ما جعل البلاد تعيش في عزلة تامة.

وأضاف: “لم يتخط إنتاج البلاد من النفط بعد انتصار الثورة الإسلامية حاجز الـ 4 ملايين برميل يومياً، وحتى بعد إحياء الاتفاق النووي لم يتجاوز هذا المقدار 3 ملايين و800 ألف برميل. واليوم حتى لو رفعت العقوبات عن البلاد فإن طاقتنا الإنتاجية لن تتغير على الرغم من الاحتياطيات الضخمة التي تمتلكها إيران من النفط والغاز، وذلك بسبب نقص الاستثمار والتكنولوجيا والتمويل، فضلاً عن عدم القدرة على الحصول على المعدات الحديثة والمعرفة التقنية”.

وأوضح الباحث الإيراني أن بلاده خرجت من السوق العالمية شاءت أم أبت، وقال: “إذا أردنا مقارنة وضع إيران وروسيا في ظل العقوبات، سنجد أنه على الرغم من المساعي الغربية لإخراج موسكو بالكامل من سوق النفط والغاز، إلا أن كمية إنتاج هذا البلد البالغة 10 ملايين برميل يومياً والصادرات (حوالي 8 ملايين برميل يومياً) حالت دون ذلك”.

وتابع: “إن إزالة 10% من إنتاج النفط العالمي وجزء كبير من صادرات الغاز العالمية (ويقصد روسيا)، سوف يخلق مشاكل حادة في الأسواق، إلا أن صادرات إيران وحتى لو وصلت لأعلى مستوى لها فلم تكن لتتجاوز المليوني برميل يومياً”.

وأكد بهروزي فر أن كمية الصادرات الإيرانية هذه لم تكن ذات تأثير كبير على الأسواق العالمية نظراً للاحتياطيات الاستراتيجية لدول أوبك، وخاصة السعودية والكويت والإمارات، والتي تستطيع بسهولة تغطية مليوني برميل.

وذكر العضو في هيئة التدريس في معهد الدراسات الدولية للطاقة أن إيران لم تستبعد من سوق النفط والغاز وحسب، بل من الوسط الاقتصادي بشكل كامل، مما يعني أن إيران ليس لديها اليوم أي حضور ملحوظ في اقتصاد وأسواق الطاقة العالمية.

وشدد أن الدولة المعزولة والضعيفة اقتصادياً وسياسياً هي بلاد لها الحق في المطالبة بحصتها وتجاوز حدود نشاطاتها الاقتصادية.

وقال: “على سبيل المثال، نظراً إلى الاستثمار المكثف الذي قام به العراق في حقول النفط والغاز المشتركة، فإنه بالتأكيد يمكن أن يكون له قدر كبير من الاستخراج من الاحتياطيات، ولا يوجد بروتوكول دولي يفيد بأن على كلا الجانبين أن يشتركوا في نفس الاحتياطيات المشتركة”.

وأردف: “كل دولة، بقدر ما لديها من قدرات ورغبات يمكنها استخراج الموارد النفطية ولا يحق للطرف الآخر الاعتراض على ذلك كونه لا يملك الإمكانات اللازمة لهذه العملية، وهو نفس الأمر الذي يحدث مثلاً في حقل بارس الجنوبي، حيث تعمل قطر بكل ما أوتيت من طاقة لاستخراج النفط والغاز، أما إيران فإنها لم تدخل الأسواق العالمية وحسب، بل وتعاني من العديد من المشاكل في توفير احتياجات الغاز المحلي”.

وتابع حديثها قائلاً: “دعونا نضع في اعتبارنا أن دولًا في المنطقة مثل العراق والكويت والإمارات والسعودية، التي كلما استثمرت أكثر، زادت عائداتها النفطية أكثر. فدولة صغيرة مثل قطر ذات عدد السكان الضئيل والتي ربما لم يسمع عنها إلا عدد قليل من الأشخاص خلال العقدين أو الثلاثة عقود الماضية، قد أصبحت اليوم دولة مؤثرة بسبب الإيرادات الضخمة التي تشاركها مع إيران في قطاع الغاز فضلاً عن دورها المؤثر في الوسط السياسي والجيوسياسي للمنطقة وحتى العالم.

وأضاف في الختام: “يسعى العراق اليوم للوصول إلى 7 ملايين برميل من الإنتاج، فيما عملت الإمارات على إنشاء محطة للطاقة النووية دون أي عراقيل أمامها، أما السعودية فقد طرحت العديد من الخطط في مجال الطاقة الأحفورية والمتجددة، وفي هذه الأثناء إذا لم تسع إيران لتلتحق بهذا الركب، فقد تواجه تحدياً خطيراً في تلبية احتياجات الطاقة المحلية”.

 

قد يعجبك:

ما هي الأسواق الجديدة للنفط الإيراني؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى