30 دولار لكل ساعة… إيران في صدد استئجار طائرات روسية لتغطية النقص في أسطولها الجوي
أدت العقوبات الأجنبية إلى شل حركة عدد كبير من طائرات الركاب الإيرانية وتأريضها لتخرج عن خط العمل.
ميدل ايست نيوز: أدت العقوبات الأجنبية إلى شل حركة عدد كبير من طائرات الركاب الإيرانية وتأريضها لتخرج عن خط العمل، وبحسب ناشطون في صناعة الطيران، تختلف التقديرات حول عدد هذه الطائرات، فمن بين 330 طائرة ركاب في البلاد، هناك ما بين 75-98 طائرة نشطة فقط، وبالطبع، فإن كفاءة هذه الطائرات منخفضة أيضًا، وبعض الطائرات النشطة غير قادرة على الطيران أكثر من مرتين في اليوم.
وبحسب صحيفة شرق، بعد توقيع الاتفاق النووي، طالبت إيران بالحصول على أكثر من 200 طائرة جديدة من شركات بوينج وإيرباص وآيه تي آر، وكان من المفترض أن يرتفع عدد الطائرات الحالية من 310 إلى أكثر من 500 طائرة، إلا أن الانسحاب الأمريكي من المفاوضات النووية والعقوبات التي لحقت هذه الخطوة حال دون ذلك، لتكتفي إيران حينها بالحصول على ثلاث طائرات جديدة من طراز إيرباص و13 طائرة آيه تي آر.
قبل تسليم هذه الطائرات كان متوسط عمر الأسطول الجوي الإيراني 25 عامًا، ومع تسليم الطائرات الجديدة وصل متوسط عمر هذا الأسطول إلى 23 عامًا، هذا بينما تعتبر الطائرة التي يزيد عمرها عن 20 عاماً “مهترئة” وفقاً للمعايير الدولية.
وعلى وقع هذه الأحداث، يبدو أن إيران لا تمتلك خياراً سوى العودة إلى موسكو واستئجار طائرات روسية لحل أزمة النقل الجوي لديها.
حرمت الله رفيعي، رئيس نقابة مكاتب السفر الجوي والسياحة الإيرانية، أشار خلال حديثه لـ “شرق” إلى مسألة استئجار الطائرات الروسية، وأوضح: “خلال رحلتنا إلى روسيا وانثاء المحادثات مع المنظمات السياحية ووزير التنمية الاقتصادية في موسكو، تم توقيع مذكرة تفاهم على أساسها تم استئجار ثلاث طائرات وإحضارها إلى إيران، وتقرر أن يتم استخدام هذه الطائرات المستأجرة في الغالب على الخطوط الروسية وجزء آخر سيستخدم في مسارات أخرى. أما الآن ننتظر تلقي الرد عن سعر وجودة الطائرات من الجانب الروسي”.
وحول تفاصيل عملية الاستئجار هذه، يضيف المسؤول الإيراني: “الطائرة هي واحدة من الطائرات الروسية الخاصة، والتي تضم 100 مقعدًا وسعر إيجارها هو 30 دولارًا لكل ساعة طيران”.
خيار باهظ الثمن
ويرى علي رضا منظري، وهو نائب الرئيس السابق لمنظمة الطيران، أن السعر الإجمالي للمقاعد على الطائرات الروسية ليس اقتصاديًا بتاتاً، قائلاً إن 30 دولار، أي حوالي مليون ونصف المليون تومان في الساعة ليس بالسعر السيئ، إلا أن استئجار طائرة إيرباص “وفقاً للأسعار الدولية” قد يكلف ما بين 2200-2500 دولار لكل 180 ساعة، ما يعني أن تكلفة استئجار كل مقعد تعادل 15 دولاراً.
وبحسب منظري، من غير المرجح أن يقبل الروس تسليم الطائرات بشكل كامل إلى طهران، بمعنى، قد لا يقبلون أن يتولى الطيارون والمضيفون الإيرانيون وما إلى ذلك، المهام والوظائف في هذه الطائرات.
وأضاف: “حتى لو سمحوا بذلك، فإن إيران على أي حال لا تمتلك طاقم طيران متخصص للطائرت الروسية، ناهيك عن أن الروس لا يبرمجون نظام طائراتهم باللغة الإنجليزية، ولاستخدام هذه الطائرات تسعى الشركات إلى توظيف قوى عاملة روسية لتنفيذ مهام الترجمة والإعدادات”.
وذكر النائب السابق لرئيس منظمة الطيران، أن عملية استئجار طائرة من روسيا لها تعقيدات كثيرة لا سيما وأن الأخيرة تخضع للعقوبات على غرار إيران، وقد لا تمتلك بعض الشركات الروسية الطائرات المناسبة للطلب، أو سيكون من الأكثر اقتصادا بالنسبة لهم تأجيرها لإيران.
وكان رئيس اتحاد مكاتب خدمات السفر في إيران قد قدم طلباً منذ أيام للجانب الروسي بتزويد طهران بثلاث طائرات لاستخدامها في الرحلات الداخلية والخارجية، مؤكداً أنه في حال تمكنت إيران من الحصول على هذه الطائرات فستسعى لشراء طائرات أخرى.
وأكد المسؤول الإيراني أنه سيتم استخدام هذه الطائرات لتغطية الرحلات الداخلية والخارجية في إيران.
وكانت منظمة الطيران المدني في إيران قد قالت مؤخراً إن تآكل هيكل الطائرات سيشل عملها ويجعلها عاجزة عن الطيران، مؤكدة عدم نجاح برامج تجديد الأسطول الجوي في السنوات الماضية بسبب العقوبات.
وفي منتصف فبراير، أعلن رئيس منظمة الطيران المدني الانتهاء من المرحلة الأولى من صناعة طائرة “إيران 140” وإدخالها حيز التنفيذ في مجالات مختلفة ماعدا خدمات السفر، وأكد أنه في غضون شهر ستنطلق أول رحلة للمنصة الجديدة لطائرة “إيران 140”.
وأعلن الاتحاد الأوروبي في مطلع العام الحالي، فرض عقوبات على شركة صناعة الطائرات الإيرانية بسبب مزاعم مشاركتها في تطوير مسيرات تم تسليمها إلى روسيا،
وكانت شركة مبنا، قد اختبرت مؤخراً خلال حضور رئيس البلاد، بنجاح عمل محرك طائرة إيراني الصنع ونظام التحكم في المحرك الهوائي، والذي تم تصنيعه بطريقة الهندسة العكسية من قبل المتخصصين الإيرانيين في هذه المجموعة الصناعية.
وتحدث رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية مسبقاً، حول الاتفاقية بين إيران وروسيا في مجال صناعة وصیانة الطائرات، وأكد على إبرام اتفاق بين طهران وموسكو بشأن اعتماد جميع مقررات منظمة الطيران الإيرانية والروسية في مجال الصيانة والتصنيع من قبل الطرفين وأن يتم صيانة وإصلاح الطائرات الروسية في الأراضي الإيرانية.
وقال نائب وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني، محمد محمدي بخش، حول تفاصيل الاتفاقيات بين إيران وروسيا في مجال التعاون بين البلدين في قطاع الطيران، في لقاء مع إيغور لفيتين، المساعد الخاص لرئيس روسيا: “عقدنا لقاء مع نائب وزير النقل الروسي، الأسبوع الماضي، خلال رحلة ليوم واحد إلى روسيا، وكان أهم موضوع خلال هذا الاجتماع والمفاوضات زيادة الرحلات الجوية بين البلدين وتحسين مستوى التعاون بين إيران وروسيا في قطاع الطيران.”
وبشأن الاتفاقية المبرمة بين إيران وروسيا في مجال تصنيع الطائرات وإصلاحها، أكد: “تم إبرام اتفاق بين طهران وموسكو على اعتماد جميع مقررات منظمة الطيران الإيرانية والروسية في مجال الإصلاح والتصنيع من قبل الطرفين وأن يتم إصلاح الطائرات الروسية في إيران.”