تقرير: إيران تحد من وصول المستخدمين إلى الإنترنت الدولي “عمداً”

كشف تقرير حديث لاتحاد التجارة الإلكترونية بطهران عن تفاصيل جديدة لسرعة وجودة الإنترنت في إيران.

ميدل ايست نيوز: كشف تقرير حديث لاتحاد التجارة الإلكترونية بطهران عن تفاصيل جديدة لسرعة وجودة الإنترنت في إيران.

وبحسب صحيفة شرق، جاء في هذا التقرير المستند على بيانات أربعة مواقع متخصصة بسرعة الإنترنت: “وفقاً لمعلومات خدمة كلاود فلير (CloudFlare) والتي تم التحقق منها من خلال منصة (meter.net)، يبلغ متوسط ​​سرعة الإنترنت في إيران 4 ميجابايت في الثانية بمتوسط ​​تأخير وصل إلى 145 ميلي ثانية، ما جعل إيران تحتل المرتبة 97 من 100 من حيث السرعة (بعد السودان والكاميرون وكوبا) و96 من 100 من حيث التأخير”.

ومن الملفت في التقرير، أن الحكومة الإيرانية الحالية أحدثت أمراً مهماً للغاية تجلى في خلق اختلالات واسعة النطاق في شبكة إنترنت البلاد بشكل متعمد، بحيث أنها لم تقم بحجب العديد من المواقع العالمية في إيران ولا فرض قيود عليها، بل عملت على حد الوصول إليها لبعض المستخدمين أو خلق الكثير من العراقيل للاتصال بها.

ووفقاً لاتحاد التجارة الإلكترونية بطهران، تعمل السلطات الحكومية في إيران على تطبيق سياسة القائمة البيضاء في تعاملها مع قضية الإنترنت. بمعنى، يستطيع المشمولون على هذه القائمة الوصول إلى مواقع الويب الموجودة ضمنها، أما مواقع الويب الأخرى في القائمة الرمادية فهي إما مقيدة أو معطلة، وفي هذا التقرير، تم التأكيد على أن قضية اختلال الإنترنت في إيران على نطاق واسع أمر لم يحدث إلا في العامين الماضيين.

وأثار هذا الاتحاد عبر تقريره العديد من الفرضيات ولعلّ أهمها قضية الخلل المتعمد للإنترنت، وقال: “يبدو أن هناك قطع متعمد لجميع عناوين الآي بي ومخدمات شبكة الإنترنت في البلاد بحجة التعامل ومواجهة خدمات كاسر الحجب (VPN)، فقد تم إدراج بعض مواقع الويب إلى القائمة البيضاء بسبب حساسية الرأي العام أو لأسباب تتعلق بفرص العمل، وتم فرض قيود متعمدة على جميع مواقع الويب وعناوين IP الأخرى”.

يمتلئ التقرير هذا بالدلائل التي تثبت صحة الادعاء المذكور أعلاه، لكن النقطة المهمة هنا، هي الأعباء المالية لمثل هذه الإجراءات في مجال الإنترنت بالنسبة للمستخدمين، إذ يؤدي وجود مثل هذه الاختلالات المستمرة إلى مضاعفة حركة التردد مع الخوادم الخارجية مرتين وسطياً، وهو ما عدّه خبراء العامل الرئيسي في تراجع جودة الإنترنت في إيران فضلاً عن التأثير السلبي المباشر على مستهلك الإنترنت.

على سبيل المثال، تبلغ قيمة باقة الإنترنت بمدة شهر واحد وسعة 7 جيجابايت حوالي 25 ألف و200 تومان، ولكن يتعين على المواطنين الإيرانيين شراء هذه الباقة مثلاً مرتين في الأسبوع، وهذا يعني أنهم يدفعون بالفعل 56 ألف و400 تومان لاستخدام سبعة جيجابايت من الإنترنت شهريًا.

ووصف تقرير “اتحاد التجارة الإلكترونية بطهران” بإيجاز جودة الإنترنت في إيران بالحرجة، وقال: “جودة الإنترنت في إيران في حالة حرجة. فالإنترنت في إيران غارق في الاختلالات ومقيّد وبطيء”.

ومن بين 100 دولة في العالم ذات أعلى ناتج قومي إجمالي، تعاني إيران من العديد من المشاكل والأعطال في شبكات الإنترنت، ما جعلها تستحوذ على المرتبة الثانية عالمياً بعد ميانمار، كما استحوذت على ثاني مرتبة من حيث قيود الإنترنت بعد الصين، وتعتبر من الدول الخمس الأبطأ في العالم من حيث سرعة الإنترنت.

وتعد إيران واحدة من الدول التي تفرض حدودًا صارمة على الإنترنت، حيث تقوم الحكومة بمراقبة ورصد كل نشاط يتم على الإنترنت، وذلك للحفاظ على الأمن القومي والتنبؤ بأنشطة الجماعات المعارضة لها وتحركاتها ضدها.

وباتت التصفية وكاسر الحجب وخدمات VPN وغيرها من المسميات الأكثر تداولاً لدى الأوساط الإيرانية لسنوات، ورغم قلة حروف هذه المسميات إلا أن الأضرار والخسائر المفزعة التي ألحقتها بالاقتصاد الإيراني من شركات كبرى وصغرى وناشئة إلى الأفراد والقوى العاملة وصناع المحتوى على وسائل التواصل فاقت التوقعات والتحليلات.

وفي غضون هذا، أشارت أحدث إحصائيات موقع “سبيد تيست” العالمي لشهر مايو 2023، إلى زيادة معدل سرعة الإنترنت الثابت في إيران، وتراجع سرعة الإنترنت عبر الهاتف المحمول بمعدلات طفيفة.

وتظهر الاستطلاعات والأبحاث المختلفة في هذا الوسط أن فرض القيود وتعمد إضعاف الإنترنت الثابت والهاتف المحمول من قبل السلطات الحكومية له علاقة مباشرة ووطيدة بنمو مستويات “الطلب على شراء خدمات كاسر الحجب (VPN) بشتى أنواعها”.

ومنذ أيام، فرضت وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات على شركة إيرانية واثنين من مسؤوليها لضلوعهم في فرض رقابة على الإنترنت في إيران.

وجاء في بيان للخزانة نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” أن العقوبات شملت شركة التكنولوجيا التي تتخذ من إيران مقراً لها والمعروفة باسم «آرفان كلاود» وموظفين كبيرين فيها، بالإضافة لشركة تابعة لها مقرها في الإمارات، وذلك لدورهم في «تسهيل رقابة النظام الإيراني على الإنترنت في إيران».

وفي مارس المنصرم، قال المتحدث باسم الخطوط الجوية الإيرانية، إنه لا توجد مشكلة في البنى التحتية لبرنامج “هما”، معلناً أن مشكلة الإنترنت في مزود الخدمة “بارس آنلاين” تتسبب في تأخير الرحلات الجوية.

تقرير: إيران تتذيل القوائم العالمية من حيث جودة وسرعة الإنترنت

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى