برلماني إيراني: السلطات اعتادت سماع “صرخات أهالي بلوشستان العطشى”

قال ممثل أهالي تشابهار إن العديد من مناطق سيستان وبلوتشستان لم ترَ قطرة ماء واحدة منذ ثلاثة أشهر، ويدفعون أكثر من مليون و200 ألف تومان مقابل الحصول على صهريج مياه.

ميدل ايست نيوز: رغم تأكيد أحد أعضاء لجنة الزراعة في البرلمان الإيراني على تسلم المجلس الأعلى للأمن القومي ملف حقوق هيرمند المائية، قال ممثل أهالي تشابهار محذراً من أزمة مياه شرب وشيكة في سيستان بلوتشستان، إن العديد من مناطق هذه المحافظة لم ترَ قطرة ماء واحدة منذ ثلاثة أشهر، ويدفعون أكثر من مليون تومان مقابل الحصول على صهريج مياه.

بنبرة تعلوها ملامح الغضب يتساءل هذا البرلماني عن دور السلطات الحكومية وإجراءاتها فيما يتعلق بحقوق إيران المائية من نهر هيرمند المشترك مع أفغانستان، ليقول: هل اعتادت فعلا الحكومة على حالة الظمئ وصيحات الأهالي العطشى؟

تستمر أزمة نقص المياه في مناطق واسعة من سيستان بلوتشستان، وانقطعت مياه الشرب أيضاً وسط هذا الحر الشديد في مدينة زاهدان لعدة أيام إلى أن حذرت وكالة “إرنا” السلطات الحكومية من “نفاد صبر المواطنين” في هذه المدينة.

وشبّه معين الدين سعيدي، ممثل أهالي تشابهار في البرلمان الإيراني، خلال تحذير شفهي بشأن الوضع المائي في محافظة سيستان وبلوشستان، “حالة العطش التي يعيشها أهالي سيستان بلوتشستان تشبه واقعة كربلاء”.

كما أفادت وكالة أنباء إيلنا العمالية أن صهاريج المياه في إيران لا توفر ما يكفي للقرى المحتاجة وعادة ما تدخل المناطق دون إشعار مسبق.

وأشار سعيدي إلى أحد الأمثلة على أزمة المياه الحرجة، وقال إن قرية كلاني بمديرية دشتياري بمدينة تشابهار لم ترَ قطرة ماء واحدة منذ ثلاثة أشهر.

وطالب البرلماني الإيراني وزير الطاقة بالتفكير بشكل عاجل في أزمة المياه في كل من شمال وجنوب محافظة سيستان بلوتشستان.

وأشار المتحدث باسم لجنة الزراعة بالبرلمان الإيراني علي رضا نظري، في حديث لصحيفة “هم ميهن”، إلى عقد اجتماع في هذه اللجنة حول أزمة المياه في بلوشستان، قائلاً “تقرر في هذا الاجتماع أنه يجب طرح موضوع الحصة المائية لنهر هيرمند ومتابعتها في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وبالنظر إلى التفاعلات العديدة للجمهورية الإسلامية في قضايا الدفاع والأمن والاقتصاد مع أفغانستان، ينبغي استخدام كل القدرات لتأمين حقوق البلاد”.

وفي وقت سابق، يوم الثلاثاء 18 يوليو، أكدت صحيفة “واشنطن بوست”، في تقرير، على “زيادة” استياء المواطنين في إيران من سوء إدارة المياه، وقالت أثناء إجراء مقابلات مع خبراء داخل وخارج إيران ومقابلة مواطنين إيرانيين في 6 محافظات، إن إيران تتجه بسرعة نحو الإفلاس المائي.

وكتبت الصحيفة: “وضع نقص المياه في إيران، الذي يقول الخبراء إنه ناتج، إلى حد كبير، عن عقود من سوء الإدارة، مع تسارع تغير المناخ، وأصبح محركًا متناميًا للاستياء الاجتماعي في إيران”.

وأضافت “واشنطن بوست” أن سلطات النظام الإيراني تحاول في هذا الصدد إلقاء اللوم على عوامل أخرى مثل “طالبان أفغانستان” والظواهر “الطبيعية” والاستهلاك المفرط من قبل المواطنين.

وقد وصف الأشخاص الذين تمت مقابلتهم في 6 محافظات إيرانية لإعداد هذا التقرير، وصفوا أداء السلطات الحكومية في سياق أزمة المياه بأنه لا يمكن الدفاع عنه وسيئ، وقالوا إن الحكومة لم تتحمل مسؤولية سوء إدارتها.

وقال مسؤول بيئي سابق في بلوتشستان، لم يرغب في الكشف عن اسمه، لصحيفة “واشنطن بوست” إن المسؤولين في إيران “يبحثون عن حجج لتبرير إهمالهم بطريقة ما على مر السنين، لكن نقص المياه يظهر مدى عدم كفاءتهم”.

وفي إشارة إلى أزمة نقص المياه بعدة محافظات إيرانية في الأسابيع الأخيرة، أضافت “واشنطن بوست” أن سلسلة الاستطلاعات تظهر أن المجتمع الإيراني يتجه نحو مزيد من الاضطرابات الاجتماعية، بما في ذلك بسبب أزمة سوء إدارة المياه المتزايدة.

برلماني إيراني يحذر من نزوح واسع لسكان محافظة سيستان وبلوشستان بسبب الجفاف

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى