تقرير: المرأة الإيرانية تستحوذ على 70% من نسبة “البطالة” في البلاد

بلغ معدل البطالة في إيران بحسب بيانات حكومية ما نسبته 9%، حيث استحوذت النساء على أعلى نسبة مقارنةً بالرجال وصلت إلى 70%.

ميدل ايست نيوز: بلغ معدل البطالة في إيران بحسب بيانات حكومية ما نسبته 9%، حيث استحوذت النساء على أعلى نسبة مقارنةً بالرجال وصلت إلى 70%.

يعاني سوق العمل بالنسبة للسيدات الإيرانيات من مشاكل عديدة على حد قول صحيفة اعتماد، فبعيداً عن أرقام معدلات البطالة، تتجه الأنظار اليوم إلى الأعداد الغفيرة من الشباب والشابات في شتى محافظات البلاد الذين لا يعملون بعد أن يأسوا من البحث عن عمل.

معدل البطالة لعام 2022

بحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن مركز الإحصاء الإيراني، فقد وصل معدل البطالة في البلاد إلى 9٪ بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية في عام 2022.

وأكد تقرير مركز الإحصاء هذا أن 40.9% من السكان الذين تبلغ أعمارهممم 15 عاماً فأكثر كانوا نشطين اقتصادياً في العام الماضي، أي أنهم كانوا في فئة العاملين أو العاطلين عن العمل. وتشير دراسة التغيرات في معدل المشاركة الاقتصادية إلى أن هذا المعدل لم يتغير مقارنة بالعام السابق (2021).

وبلغ تعداد العمال البالغين من العمر 15 عامًا فأكثر في عام 2022 نحو 23 مليون و716 شخص، ما يعني أنه زاد بمقدر 268 ألف شخص مقارنة بالعام المنصرم.

المشاركة الاقتصادية

يوضح موقع خبرأونلاين، أن نتائج التقرير الذي نشرته “أكاديمية دانايان” (مؤسسة تقدم محتوى تعليمي وطرق التحليل في مجال إدارة الاستثمار وتمويل الشركات وسوق العقارات) وبتوقيع الخبير الاقتصادي حسين عبده تبريزي تظهر أن مقارنة نسبة مشاركة القوى العاملة في الاقتصاد الإيراني مع دول أخرى مثل أمريكا وألمانيا وتركيا تظهر انخفاضاً حاداً في نسبة المشاركة الاقتصادية في إيران.

وتبلغ نسبة المشاركة في إيران في حدود 40٪، بينما تبلغ نسبة مشاركة القوى العاملة في اقتصاد مثل الاقتصاد التركي 51٪. يقدر هذا المعدل بـ 61٪ في ألمانيا و62٪ في أمريكا.

ويرجع انخفاض معدل مشاركة القوى العاملة في إيران إلى معدل مشاركة المرأة المنخفض للغاية في سوق العمل الإيراني والذي بلغ حوالي 13%، حيث تعد هذه النسبة أقل من ربع معدل مشاركة المرأة في الاقتصادات المتقدمة وأقل من نصف معدل مشاركة المرأة التركية. وعلى الرغم من ذلك، فإن نسبة مشاركة الرجال في اقتصاد إيران وتركيا أعلى من دولتي أمريكا وألمانيا، وهو ما أدى بدوره إلى تقليص دور المرأة في المشاركة الاقتصادية في إيران وتركيا.

وذكر هذا التقرير، أنه يمكن تحليل اتجاه التغيرات في معدل المشاركة في ثلاث فترات مختلفة: الأولى؛ من 2005-2013 والتي كان اتجاه معدل المشاركة فيها نزولياً، الثانية؛ من 2013-2019 نما هذا المعدل واتخذ اتجاهاً صعودياً، الثالثة؛ من 2019-2022 على غرار الأولى حيث تناقصت نسبة المشاركة.

من الضروري الإشارة إلى أنه خلال هذه الفترات الثلاث، كان عدد السكان في سن العمل (15 سنة وما فوق) يتزايد على الدوام، وبالتالي فإن انخفاض معدل المشاركة يعني النمو غير المتناسب للسكان النشطين وعدم دخول السكان المنتجين إلى سوق العمل.

وتظهر دراسة الإحصائيات أن السكان النشطين ظلوا في عدد ثابت تمامًا بين عامي 2005 و2013، حيث دفع هذا الأمر السكان الشباب لعدم الرغبة في دخول سوق العمل. جاء هذا تزامناً مع زيادة الطلب على التعليم العالي والتطور الشامل للتعليم في مستويات التحصيل العلمي. بمعنى، تسبب هذا الأمر في قطع الارتباط بين جودة التعليم واحتياجات سوق العمل إلى حد كبير.

معدل بطالة الرجال

أدى تراجع نسبة المشاركة إلى تغيير مفهوم البطالة في إيران والغرض من هذا المعدل، وقال التقرير: “بلغ معدل البطالة في إيران حوالي 10٪ في المتوسط ​​في العقدين الماضيين. ونظراً لانخفاض معدل مشاركة المرأة، فقد تأثر اتجاه معدل البطالة العام في إيران بمعدل بطالة الرجال. إذ عادةً ما يكون لمعدل بطالة النساء والرجال اتجاه مماثل، إلا أن معدل بطالة النساء أعلى بحوالي 9٪ من معدل بطالة الرجال”.

في الفترات التي كانت فيها الظروف الاقتصادية في إيران غير مواتية، أي في السنوات 2010-2013 و2020-2022، انخفض الارتباط بين هذين المعدلين بل وسجلوا في كثير من الحالات علاقة سلبية مع بعضهما البعض، وهذا إن دل على شيء فهو يدل بوضوح أنه عندما يواجه اقتصاد البلاد أي أزمة وتصيب الشركات والأسر، فإن النساء تكون أول ضحاياها.

معدل البطالة بين الشباب يدق ناقوس الخطر

إن لفت الأنظار إلى ظاهرة بطالة الشباب أمر مهم للغاية ومؤشر منفصل للتنبؤ بمستقبلات الحكومات العالمية. ارتفع معدل بطالة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عامًا في إيران بشكل كبير ليتجاوز الـ16٪، كما بلغت نسبة البطالة لدى الرجال حوالي 13% والنساء الشابات 28%. ما يعني أن معدل بطالة الشباب في المتوسط ​​أعلى بنسبة 7٪ من معدل البطالة العالمي.

وفي البلدان الأخرى التي شملها هذا التحليل، يمكن ملاحظة هذا الاختلاف في معدل البطالة الإجمالي ومعدل بطالة الشباب، مع اختلاف أن الفرق بين معدلي البطالة هذين في الاقتصادات المتقدمة أقل من 4٪.

قد يعجبك

البطالة في إيران: 37% من خريجي الجامعات الإيرانية عاطلين عن العمل

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى