رابطة الشركات الناشئة في إيران تنتقد إغلاق السلطات شركة تأمين بسبب الحجاب

ميدل ايست نيوز: انتقدت رابطة الشرکات الناشئة في إيران (غير حكومي) خلال بيان لها تعليق أنشطة بعض الشركات التكنولوجية الناشطة في مجال الاقتصاد الرقمي على خلفية عدم التزام موظفاتها بقوانين الحجاب الإلزامية في البلاد خلال ساعات العمل.

واستنكرت هذه الرابطة في بيان نشرته صحيفة “هفت صبح” تعليق عمل بعض الشركات الرقمية في الأسابيع القليلة الماضية، بما فيها شركة التأمين الخاص “أزكي”، مؤكدة أن “اقتصاد الشركات الرقمية المتقدمة لها مساهمة كبيرة في الاقتصاد العالمي وتعليق عملها بهذا الشكل سيوجه ضربة كبيرة للاقتصاد الإيراني”.

وأضاف البيان: “ما تداولته وسائل الإعلام اليوم حول تعليق رخصة أزكي يمثل ضربة موجعة للجهات االتي تحاول باستمرار ضخ الابتكارات والتقنيات والازدهار في الاقتصاد الرقمي للبلاد”.

وفي جزء آخر من هذا البيان، أكدت رابطة الشرکات الناشئة في إيران أن القضايا الحساسة مثل تعليق عمل “أزكي” وغيرها تخلق عقبة كبيرة وتفاقم من الأزمات أمام تطوير القطاع الخاص في إيران.

وبحسب هذه الرابطة، فإن مثل هذه الإجراءات ليس لها نتيجة سوى زرع خيبة الأمل في الشركات التكنولوجية، والسبب الرئيسي لهجرة النخب من إيران في السنوات الماضية”.

وأعربت رابطة الشرکات الناشئة في إيران عن آمالها في أن تكون سلطات الجمهورية الإسلامية أكثر تسامحاً وعقلانية بشأن هذا الأمر.

واختتمت بيانها قائلاً: “إن تعليق عمل شركة أزكي والإعلان عن هذه الخطوة عبر وسائل الإعلام الأخرى إجراء غير معتاد لن يؤدي إلا لخسارة الثقة الاجتماعية ووالإضرار بهيكل الاقتصاد للشركات التكنولوجية”.

وعزا موقع «ديده بان» إغلاق الشركة إلى تقرير نشرته وكالة «تسنيم»، وطالبت فيه بمعاقبة الشركة. وقال إن «الجهاز الإعلامي التابع للحرس الثوري أفاد بأنه خلال الأيام الأخيرة انتشرت صورة من خلع الحجاب بين موظفات شركة (أزكي) للتأمين، وعلى خلفية التصرف الخارج على الأعراف، تدخل الجهاز المعني، وقرر تعليق الشركة حتى يكتمل التحقيق».

وبدورها، نقلت وكالة «فارس» عن مسؤول في شركة «التأمين المركزي» الحكومية أن ملف شركة «أزكي» سيرسل قريباً للجهاز القضائي لكي يصدر حكماً ضدها، مشدداً على استمرار قرار تعليق أنشطة الشركة.

وجاء قرار تعليق الشركة، بعدما تعرض متجر للكتب الإلكترونية لانتقادات وضغوط من أجهزة حكومية بسبب نشر صورة من موظفات للشركة لم يرتدين الحجاب، وذلك في ملصق حمل شعار موزع الكتب الإلكترونية الأكبر في البلاد.

وأعلنت دور نشر تابعة لمكتب المرشد الإيراني تعليق العمل مع شركة «طاقجه». ودخل القضاء الإيراني على خط الانتقادات للشركة، متوعداً بمحاكمة الموظفات اللواتي لم يلتزمن بالحجاب.

وقالت شركة «طاقجه» للكتب الإلكترونية السبت في بيان إن بعض دور النشر طلبت إلغاء عقدها، مشددة على أن عملية إلغاء العقود على جدول أعمالها.

وقبل ذلك، أغلقت السلطات متجر «ديجي كالا» أكبر متجر لبيع التجزئة عبر الإنترنت في البلاد، على خلفية ظهور موظفات الشركة في صور دون أن يرتدين الحجاب.

وبداية الأسبوع الماضي، حظرت السلطات الإيرانية مهرجاناً للأفلام القصيرة، بعدما قرر القائمون على المهرجان تكريم الفنانة سوسن تسليمي. واختاروا ملصقاً للمهرجان من فيلم يعود إلى 1982 وتظهر فيه تسليمي من دون حجاب، قبل أن تقرر السلطات إلزامية الحجاب.

وتأتي هذه الإجراءات بعدما أعلنت الشرطة الإيرانية، في وقت سابق من هذا الشهر، إعادة العمل بدوريات شرطة الأخلاق بهدف ضبط الحجاب، ضمن خطوات تسبق الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة الكردية مهسا أميني، التي أشعل حادث وفاتها المأساوي أثناء اعتقالها لدى الشرطة احتجاجات اجتاحت أنحاء البلاد على مدى أشهر.

وبعد اندلاع الاحتجاجات التي تراجعت بشكل ملحوظ منذ نهاية العام الماضي، بات يمكن في أنحاء طهران ومدن أخرى رؤية نساء يتجوّلن بلا غطاء للرأس، من دون أن يكنّ عرضة لإجراء أو تنبيه من الشرطة.

دار نشر المرشد الإيراني الأعلى تقاطع متجراً إلكترونياً بسبب الحجاب