احتجاجات جنوب غرب إيران بسبب الجفاف
احتج أهالي زابل شمال محافظة سيستان وبلوشستان على فشل سياسات الحكومة الإيرانية في التعامل مع أزمة الجفاف وعدم الوفاء في استيفاء حق البلاد في حصص المياه من هلمند.

ميدل ايست نيوز: احتج أهالي زابل شمال محافظة سيستان وبلوشستان على فشل سياسات الحكومة الإيرانية في التعامل مع أزمة الجفاف والعواصف الرملية والترابية و “عدم الوفاء في استيفاء حق البلاد في حصص المياه من هلمند”، وقالوا خلال تجمع لهم يوم الاثنين، إن ندرة المياه في هذه المنطقة دخلت مرحلة “حرجة للغاية”.
وحضر مئات الأشخاص من زابل في هذا التجمع، الذي وصفته وكالات الأنباء الرسمية في إيران بأنه “تجمع قانوني”، وطالبوا بحضور الرئيس الإيراني في هذه المنطقة و “تشكيل مجلس أعلى لأزمات سيستان”.
وحمل المحتجون خلال هذا التجمع لافتات كتب عليها “سيستان بلا ماء، سيستان بلا هواء، سيستان بلا حياة، أهالي سيستان عطشى، سيستان متعطشة للانتباه، إهمال الحكومة للمشرفين على الأنهار الحدودية لمدة 30 عاماً هو سبب الوضع الحالي”، والعديد من الشعارات الأخرى.
وأكد أحد المتحدثين في هذا التجمع أن أزمة المياه وقلة الصناعات في هذه المنطقة قد عرّضت معيشة الناس للخطر ووجهت ضربة قوية لأهاليها. وقال إن أهالي شمال سيستان وبلوشستان يطالبون “بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي” و “إعفاء ضريبي” و “إعفاء من رأس المال وحصة من التسهيلات المقدمة لمربي الماشية”.
وشدد شخص آخر أن ندرة المياه في منطقة سيستان قد اجتازت مرحلة “الأزمة” لتدخل مرحلة “الحرجة للغاية”.
وكان تجمع يوم الاثنين 31 يوليو هو التجمع الخامس خلال الأشهر الأخيرة والذي احتج فيه المتظاهرون على تفاقم أزمة المياه في منطقة سيستان وبلوشستان الشمالية.
واحتج العديد من أهالي هامون ونشطاء البيئة وممثلين عن شمال سيستان وبلوشستان في البرلمان الإيراني في أبريل الماضي على “تقاعس وزارة الخارجية في إيران” والأجهزة الحكومية الأخرى فيما يتعلق باستيفاء حق البلاد في حصص المياه من هلمند.
وتواجه محافظة سيستان وبلوشستان وخاصة المدن الواقعة في شمالها مثل زابل وزهك وهامون وهلمند ونيمروز، أزمة مياه حادة، إلى جانب العواصف الترابية والغبار الناعم والرياح الموسمية التي تستمر 120 يوماً في هذه المنطقة.
بالإضافة إلى معاناتها من الفقر الاقتصادي وندرة المياه والعواصف الترابية، تعرضت محافظة سيستان وبلوشستان أيضًا إلى “انقطاع مياه الشرب” و “انقطاع التيار الكهربائي” في الشهر الماضي، إلى الحد الذي انقطعت فيه مياه الشرب عن مدينة زاهدان لعدة أيام، ليتكرر هذا الوضع في زابل، ثاني أكبر مدينة في هذه المحافظة.
وأعلن باحثون خلال جلسة “المياه والتنمية والهجرة المناخية” التي عقدت في يونيو المنصرم، أنه في العام الماضي وحده، هاجرت 10 آلاف أسرة من مدينة زابل والمناطق المحيطة بها إلى أجزاء أخرى من إيران بسبب أزمة المياه وتبعاتها.
وقال ممثل محافظة سيستان بلوشستان في البرلمان الإيراني، محمد سركزي، الاثنين، إن العديد من مناطق سيستان وبلوتشستان لم ترَ قطرة ماء واحدة منذ ثلاثة أشهر، ويدفعون أكثر من مليون و200 ألف تومان مقابل الحصول على صهريج مياه.
وتساءل هذا البرلماني عن دور السلطات الحكومية وإجراءاتها فيما يتعلق بحقوق إيران المائية من نهر هيرمند المشترك مع أفغانستان، ليقول: هل اعتادت فعلا الحكومة على حالة الظمئ وصيحات الأهالي العطشى؟
يشار إلى أنّ العلاقات بين طهران وحركة طالبان المسيطرة على أفغانستان تشهد توتراً متزايداً، على خلفية مطالبة إيران المستمرة بحصتها من مياه نهر هيرمند الأفغاني.
إيران تدرس طرقاً غير دبلوماسية لاستيفاء حقها في حصص المياه من هيرمند