تحذير من تداعيات إقليمية واسعة بجفاف ثاني أكبر بحيرة في إيران

أكد النائب في البرلمان الإيراني عن مدينة أرومية إن جفاف بحيرة أرومية سيكون له عواقب باهظة، ولن تشارك فقط المدن والمحافظات المتاخمة لبحيرة أورميه في هذه العواقب، بل ستتأثر الدول المجاورة أيضًا.

ميدل ايست نيوز: أكد النائب في البرلمان الإيراني عن مدينة أرومية إن جفاف بحيرة أرومية سيكون له عواقب باهظة، ولن تشارك فقط المدن والمحافظات المتاخمة لبحيرة أورميه في هذه العواقب، بل ستتأثر الدول المجاورة أيضًا.

وقال النائب في البرلمان الإيراني سلمان ذاكر في تصريح لوكالة “خانه ملت” التابعة للبرلمان، اليوم الخميس، إنه مع جفاف بحيرة أرومية، أصبحت حياة قرابة خمسة ملايين شخص في خطر وهم يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.

وذكر أنه مع جفاف بحيرة أرومية، سنشهد وصول عواصف ملحية إلى طهران، وقال: لمنع مثل هذه الكارثة البيئية، فإن مراجعة خطة نقل المياه من نهر أرس الحدودي إلى بحيرة أرومية على جدول أعمال البرلمان.

وتابع عضو اللجنة الاجتماعية في البرلمان الإيراني: إن إدارة المياه الصحيحة في القطاع الزراعي وكذلك تغيير نمط الزراعة يمكن أن يساعد بشكل كبير في ترميم بحيرة أرومية التي تم تخصيص الائتمان اللازم لها في هذه الحالة.

وأوضح ذاكر: فيما يتعلق بأعمال الجهاد الزراعي في المحافظة، يجب إجراء تحقيق للخطط الزراعية لترميم بحيرة أرومية، وإذا كان هناك قصور في هذا الأمر، فيجب استدعاء المسؤولين المعنيين.

واعتبر ممثل أهالي أرومية في البرلمان أن دور الجسر الوسيط لبحيرة أرومية في أرض البحيرة لا يمكن إنكاره وقال: بسبب التكاليف الباهظة التي أنفقت على بناء هذا الجسر، لا يمكن تدميره أو نقله ولكن في الدراسات التي أجريت تم تحديد الأنفاق لبناء المياه تحت هذا الجسر.

وأشار ذاكر إلى أن الري بالتنقيط يجب أن يكون إلزاميا في المحافظات الثلاث لمنطقة مستجمعات البحيرة: أكبر كمية من المياه في البحيرة تمر عبر نهر سيمين ونهر زارين ، وللأسف فإن 51 في المائة من المياه في البحيرة تم نقلها إلى تبريز للشرب والاستخدام الصناعي.

وأظهرت تقارير ودراسات عدة حصلت نشرتها صحيفة “اعتماد” الإيرانية قبل أيام الظروف الحرجة للغاية لأكبر بحيرة داخلية في إيران وواحدة من أكبر البحيرات في العالم.

وتشير نتائج الدراسات بحسب اعتماد، إلى بداية وشيكة لأزمة بيئية واجتماعية نتيجة تدهور أوضاع هذه البحيرة، خاصة في المناطق الشمالية الغربية من البلاد.

وتدل هذه النتائج بوضوح على تعارضها مع مزاعم وتصريحات السلطات الحكومية بشأن إحياء بحيرة أرومية وتفادي الدمار البيئي الذي سيحدث مع جفافها.

وأفاد الباحثون في هذا التقرير أنه نظرًا لبيانات المحيط البيئي غير المنشورة لمستوى بحيرة أورمية في العام الأخير، فقد تمكن فريقنا من رسم مخطط لمستويات البحيرة باستخدام مستويات المحيط التي تم التقاطها في السنوات السابقة وبمساعدة مساحتها المكافئة والمرور على منطقة البحيرة في الأعوام ما بين 2013 و2022.

وتقول إحدى نتائج هذه الدراسة: “سجل مستوى المياه في بحيرة أرومية في الثالث من يونيو الماضي أدنى مستوى له منذ عام 1964، حيث بدأ سيناريو انخفاض المياه هذا في عام 2015”.

وفي جزء مهم آخر من نتائج هذا البحث، والذي جاء نتيجة تعاون مشروع (بحث بحيرة أورمية بالتعاون مع مركز الاستشعار عن بعد بجامعة شريف للتكنولوجيا)، حيث يتناول حجم البحيرة والنتائج التي تشير إلى حدوث أزمة كبيرة.

وتظهر المعلومات المتعلقة بهذا الجزء أن حجم بحيرة أورمية قد وصل إلى أدنى مستوى له في العقد الماضي وحتى أقل مما كان عليه في عام 2015.

أما النقطة المثيرة للقلق من هذا التقرير هي التحذيرات من الموت الكامل للبحيرة، والتي كان العديد من الخبراء لسنوات قد دقوا ناقوس الخطر بشأنها ومن جفاف هذا النظام البيئي الذي يبلغ طوله عشرات الكيلومترات ومن الآثار المدمرة التي ستلحق بالمستفدين منه خاصة في شمال غرب إيران.

وفي تكملة التقرير جاء أيضاً: “وفقاً لمؤشر الانخفاض في منسوب مياه بحيرة أرومية في فصل الصيف، فإن منسوب مياه البحيرة سيصل إلى 1269.80-1269.90 مترًا فوق مستوى سطح البحر في نهاية شهر سبتمبر من هذا العام، وستظهر التوقعات التي تم إجراؤها لمستويات البحيرة في نفس الفترة أدنى مستوى لأرومية في السنوات الستين الماضية”.

عيسى كلانتري، الرئيس السابق لمنظمة حماية البيئة الإيرانية، والذي كان المدير التنفيذي لمقر إحياء بحيرة أورمية من 2013 إلى نهاية يوليو من العام الماضي، وأحد أكثر الخبراء والباحثين معرفة فيما يتعلق بالأرقام والمعدلات المتعلقة بهذه البحيرة، أكد أيضاً على “الموت الوشيك” لأرومية.

رأى كلانتري، أن الآثار السلبية لهذه الأزمة البيئية ستكون رهيبة لدرجة أنه سيكون من المستحيل عملياً العيش في محافظة مثل تبريز، يقول: “رغم هذه الأزمات المحدقة، لم تصل السلطات الحكومية الحالية بعد إلى القدرات العلمية لفهم هذه الأزمة وآثارها الرهيبة”.

ويضيف في نفس الصدد: “في العامين الماضيين، أي الفترة التي بدأت فيها الحكومة الجديدة العمل، انخفض مستوى هذه البحيرة بمقدار 97 سم. كذلك، كانت أرومية قبل عامين تحتوي على 93.3 مليار متر مكعب من المياه، أما الآن فقد وصل هذا الرقم إلى 700 مليون متر مكعب”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى