إيران ترحّل حوالي 43 ألف مهاجر أفغاني خلال شهر واحد

شهدت العلاقات بين طهران وطالبان توتراً في الآونة الأخيرة، على خلفية ضغوط إيرانية على حكام أفغانستان بشأن ملف المهاجرين غير الشرعيين وزيادة حصة المياه في نهر هلمند الحدودي بين البلدين.

ميدل ايست نيوز: شهدت العلاقات بين طهران وطالبان توتراً في الآونة الأخيرة، على خلفية ضغوط إيرانية على حكام أفغانستان بشأن ملف المهاجرين غير الشرعيين وزيادة حصة المياه في نهر هلمند الحدودي بين البلدين وعدة قضايا أخرى كان آخرها إيقاف حكومة طالبان مكاتب تمثل لجنة إغاثة إيرانية حكومية باسم “الإمام الخميني” تعمل في عدة مدن أفغانية (كابل ومزار شريف وهرات)، حسب ما أعلنه النائب الإعلامي لـ حسن كاظمي قمي، الممثل الخاص لإبراهيم رئيسي لشؤون أفغانستان.

ولفت ميثم مهدي بور (النائب الإعلامي لقمي) خلال منشور على منصة “إكس” أن هذه المكاتب مغلقة منذ شهرين، قائلاً “آمل أن توضح طالبان بوضوح سبب هذا الإجراء”.

ووفقاً لبعض التقارير، فقد أمرت طالبان بتعليق أنشطة “لجنة الإغاثة” في كابل منذ حوالي شهر، بالإضافة إلى تعليق أنشطة المكاتب في مدينتي مزار شريف وهرات في 31 يوليو المنصرم.

وتم تعليق أنشطة “لجنة الإغاثة” في صيف عام 1998 خلال الفترة الأولى لحكومة طالبان، إلا أن هذه اللجنة استأنفت نشاطها في كابل ومزار شريف وهرات وزرنج في مطلع عام 2002، أي بعد وقت قصير من سقوط طالبان.

ولم يعلق مسؤولو طالبان على الإغلاق الأخير لثلاثة مكاتب لهذه المنظمة التابعة للجمهورية الإسلامية، غير أن الأنباء قالت إن قوات طالبان راجعت أيضا مكتب “لجنة الإغاثة” في مدينة زرنج (وسط ولاية نيمروز)، إلا أن هذا المكتب لم يغلق بعد.

ترحيل أكثر من 40 ألف مهاجر أفغاني من إيران

كشف عبد الرحمن راشد، نائب وزارة شؤون المهاجرين والمرحلين الأفغانية، عن ترحيل حوالي 43 ألف مهاجر أفغاني من إيران خلال الشهر الماضي وإعادتهم إلى أفغانستان، ووفقاً لهذا المسؤول، فقد عاد حوالي 46 ألف شخص خلال هذه المدة طواعية إلى بلادهم.

طالبان تمنح إيران 1.7% من حصة مياهها فقط

قال علي سلاجقة، رئيس منظمة حماية البيئة في إيران، إن طالبان لم تمنح سوى 1.7٪ من حقوق هلمند حتى الآن. وذكر أن هذه الجماعة أطلقت 15 مليون متر مكعب فقط من 850 مليون متر مكعب تمثل حصة إيران المائية هذا العام.

وأضاف المسؤول الإيراني: “إننا طلبنا، عدة مرات، من السلطة الحاكمة الأفغانية عقد اجتماع لكن “للأسف، لم يقبلوا ذلك. وقد تم تكليف وزير الطاقة من قبل الحكومة لمتابعة هذه المسألة. نحن أيضاً نقوم ببعض الإجراءات في هذا الصدد”.

وفي إشارة إلى تصريف نهر هريرود وهطول الأمطار مؤخرًا في أفغانستان، قال: “دخلت هذه المياه مسار هريرود، وآمل أن يسمح هؤلاء السادة لهذه المياه بالمرور عبر سد كمال خان حتى لا تذهب في اتجاه آخر”.

ولفت سلاجقة إلى المعاهدة القديمة بين حكومتي إيران وأفغانستان حول إجراء عمليات تفتيش لحقوق إيران في أفغانستان، وأضاف: “مستوى المياه خلف السد على الجانب الأفغاني جيد، ووفقًا للمعاهدة، يجب على الجانب الأفغاني إطلاق 850 مليون لتر من المياه لإيران كل عام، إلا أنها أفرجت عن 15 مليون لتر فقط إلى الآن”.

وشهدت الحدود الإيرانية الأفغانية مؤخراً توترات انتهت بمقتل اثنين من حرس الحدود الإيراني وجرح مواطنين مدنيين إيرانيين وإغلاق حدود البلدين لبعض الوقت.

وفي الثامن عشر من مايو، أطلق الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تحذيراً للسلطات الأفغانية لاحترام حصة بلاده من مياه هيرمند بموجب اتفاقية عام 1972.

من جهتها، أصدرت “طالبان” بياناً انتقدت فيه تصريحات رئيسي، مؤكدة أنها تحترم الاتفاقية، لكنها قالت في الوقت ذاته إنّ المياه غير كافية لتسييرها إلى داخل الأراضي الإيرانية في محافظة سيستان وبلوشستان المهددة بالجفاف.

وطالب السلطات الإيرانية بإرسال فريق فني إلى أفغانستان للتحقق من تصريحات سلطات كابول بشأن عدم وجود مياه كافية، لكن الطلب رفضته تلك السلطات بالقول إنّ الاتفاقية المبرمة عام 1972 لا تنصّ على ذلك.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى