على الحدود الأفغانية الإيرانية.. كيف يؤجج تغير المناخ الصراع على المياه؟

يخشى باحثون أن تغير المناخ على الحدود الإيرانية الأفغانية قد يؤجج الصراع على المياه بين البلدين ويتحول إلى مواجهة، وفق ما نقلت مجلة علمية متخصصة.

ميدل ايست نيوز: يخشى باحثون أن تغير المناخ على الحدود الإيرانية الأفغانية قد يؤجج الصراع على المياه بين البلدين ويتحول إلى مواجهة، وفق ما نقلت مجلة علمية متخصصة.

وأشارت مجلة “ساينس” إلى أن التوتر يتصاعد بشأن المياه بين إيران وأفغانستان هذا العام بسبب الجفاف الذي طال أمده حيث اتهمت إيران قادة طالبان بانتهاك اتفاق قائم منذ فترة طويلة لتقاسم المياه من نهر هلمند الذي يتدفق من أفغانستان إلى إيران.

وفي أواخر مايو، أفادت التقارير أن الاشتباكات قرب النهر أدت إلى مقتل اثنين على الأقل من حرس الحدود الإيرانيين ومقاتل واحد من طالبان.

وخلصت دراسة حديثة إلى أن متوسط درجات الحرارة في أفغانستان قد ارتفع بين 0.6 درجة مئوية و 1.8 درجة مئوية، منذ عام 1950.

ويقول خبير المياه عاصم ميار، وهو محاضر سابق في جامعة كابول للفنون التطبيقية، للموقع: “إذا نظرت إلى خريطة أفغانستان، فإن المنطقة التي لديها أعلى تغير في درجات الحرارة، هي حيث وقع الصراع”.

وتنقل المجلة أن أبحاث حديثة أخرى توصلت إلى أن درجات الحرارة المرتفعة والتحولات في هطول الأمطار وتزايد عدد السكان والتوسع الزراعي وعدم الاستقرار السياسي الشديد، تضع ضغوطا متزايدة على إمدادات المياه في حوض نهر هلمند، الذي يغطي حوالي 40 في المئة من أفغانستان.

وتظهر بيانات الأقمار الصناعية أن مستويات المياه الجوفية انخفضت بمعدل 2.6 متر، من عام 2003 إلى عام 2021، نتيجة للجفاف والضخ وتحويل المياه، حسبما أفاد الباحثون هذا العام.

احتجاجات جنوب غرب إيران بسبب الجفاف

وتقلصت بحيرات حامون على طول الحدود بأكثر من 90 في المئة، منذ عام 1999، وفقا للبيانات التي نشرت العام الماضي في مجلة علوم البيئة.

ويقدر الباحثون أن حجم مياه نهر هلمند التي تصل إلى إيران قد انخفضت بأكثر من النصف على مدى العقود الماضية، ويرجع ذلك جزئيا، بحسب تعبيرهم، إلى بناء سدود جديدة والتوسع في الزراعة المروية في أفغانستان، وفق الموقع.

وأفادت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة أن عمق الثلوج السنوي في أفغانستان كان أقل بشكل ملحوظ من المتوسط، مما قلل من الجريان السطحي.

وفي عام 2021، تم تسجيل أكبر انخفاض في الثلوج في جبال هندو كوش الوسطى، حيث تنبع جميع الأنهار الرئيسية في أفغانستان، بما في ذلك هلمند.

وأدى كل هذا إلى تفاقم التوتر القائم منذ فترة طويلة بشأن معاهدة عام 1973 بين أفغانستان وإيران التي تضمن لإيران حصة من مياه هلمند.

وهذا العام، ادعت الحكومة الإيرانية أنها تتلقى أقل من 4 في المئة من حصتها الموعودة. فيما ألقت طالبان بدورها باللوم على الجفاف في تقييد التدفق.

ويقول نجيب الله سديد، أخصائي المياه الأفغاني في جامعة شتوتغارت، للموقع: “إذا نظرت إلى تاريخ النزاعات بين إيران وأفغانستان، بدءا من 1872 و1898 و1902 و1935، فإنها تتزامن جميعها مع سنوات الجفاف في المنطقة”.

ويخشى الباحث الآن وآخرون غيره من أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة المناخ وعدم الاستقرار السياسي إلى تأجيج صراعات أكثر شدة.

وتقول المجلة إن أحد العوامل التي تغذي انعدام الثقة بين البلدين هو الافتقار إلى بيانات مراقبة قوية.

وفي عام 2021، اكتسبت أفغانستان سيطرة أكبر على تدفق النهر مع الانتهاء من تشييد سد كمال خان، مما أدى إلى إنشاء خزان ليس بعيدا عن الحدود الإيرانية يمكنه تخزين حوالي 52 مليون متر مكعب من المياه.

وتتهم إيران طالبان بحجب المياه خلف السد بطرق تنتهك معاهدة تقاسم المياه. وفي يونيو الماضي، قال مسؤولون إيرانيون إن طالبان وافقت على طلب “فريق فني” إيراني لزيارة السد لقياس منسوب المياه.

وفي أواخر الشهر الماضي، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إنها توصلت إلى “اتفاق مبدئي” مع طالبان بشأن تقاسم المياه، لكنها لم تنشر تفاصيل.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى