ارتفاع ملحوظ لصادرات إيران من الكهرباء وسط شح للتيار الكهربائي في السوق المحلي
على الرغم من معاناة الداخل الإيراني من نقص إمدادات التيار الكهربائي، ذكرت وزارة الطاقة في البلاد أن صادرات الكهرباء شهدت مؤخراً قفزات كبيرة مقابل الواردات التي تراجعت بشكل ملحوظ.
ميدل ايست نيوز: على الرغم من معاناة الداخل الإيراني من نقص إمدادات التيار الكهربائي، ذكرت وزارة الطاقة في البلاد أن صادرات الكهرباء شهدت مؤخراً قفزات كبيرة مقابل الواردات التي تراجعت بشكل ملحوظ.
وقال موقع فرارو، إنه وفقًا للإحصاءات الشهرية لوزارة الطاقة المنشورة على موقعها الرسمي، بلغت “صادرات الكهرباء الإيرانية” في الأشهر الأربعة الأولى من العام الإيراني الجديد (بدأ في 20 مارس 2023) قرابة 1.9 تيراواط / ساعة، بزيادة 92٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وكان ثلث إجمالي صادرات الكهرباء الإيرانية خلال يوليو الماضي، وكميات الصادرات حوالي 48% أكثر من يونيو.
وعلى الرغم من العجز الهائل في الكهرباء والذي تزامن مع قفزات الصادرات، إلا أن واردات إيران من الكهرباء في الأشهر الأربعة تلك كانت أكثر بقليل من تيراواط / ساعة، مما يُظهر انخفاضًا بنسبة 23.8٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
يأتي هذا في وقت تقوم فيه السلطات الإيرانية بتعطيل الدوائر ومؤسسات البلاد، بما فيها القطاع الخاص، لمدة يومين بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونقص الكهرباء، مع العلم أن درجات الحرارة كانت معتدلة في أردبيل ومازندران وجيلان، إلا أن قرار التعطيل قد شملها أيضاً.
هذا، ولم يصدر أي بيان حكومي يوضح سبب زيادة معدل صادرات الكهرباء بهذا الشكل أمام الواردات التي تراجعت بشكل غير معهود لا سيما مع النقص الحاد من إمدادات التيار الكهربائي في الداخل الإيراني.
عائدات صادرات الكهرباء
أزالت حكومة رئيسي في العامين الماضيين، عائدات المبيعات المحلية والأجنبية للكهرباء من ميزانية الحكومة، إلا أن تفاصيل ميزانية 2021 تظهر أنه رغم أن الحكومة لم تصدّر سوى 3% من الإنتاج المحلي للكهرباء، إلا أن عائدات التصدير هذا كانت أعلى من بيع 97% من الكهرباء المتبقية في السوق المحلية.
منذ ذلك الوقت، انخفضت قيمة الريال الإيراني بأقل من النصف، وبطبيعة الحال، زادت عائدات الميزانية الإيرانية بالريال من تصدير الكهرباء بشكل كبير.
وفي هذا الأثناء، أعلنت وزارة المالية الباكستانية في 8 أغسطس عن توقيع عقد جديد لزيادة واردات الكهرباء من إيران. فبحسب هذا التفاهم، سيتم الاستفادة من الكهرباء المستوردة الإضافية للمناطق المتاخمة لإيران وتطوير مشروع “ميناء جوادر” بالتعاقد مع الشركات الصينية.
وتصدر إيران الكهرباء إلى العراق وباكستان وأفغانستان وتستورد الكهرباء من تركمانستان وأرمينيا وجمهورية أذربيجان.
تحقيق أهداف نمو الإنتاج
وفقًا لتقرير وزارة الطاقة، في الأشهر الأربعة الأولى من العام الإيراني الجاري، تم تحقيق 6% فقط من أهداف نمو إنتاج الكهرباء في إيران لعام 2023.
وحددت السلطات الإيرانية لهذا العام هدفاً لإطلاق أكثر من 7369 ميغاواط من محطات الطاقة الجديدة، ولكن في الأشهر الأربعة الأولى تلك، لم تطلق سوى 438 ميغاواط ولم تكن أيضاً أي من محطات الطاقة المكتملة عالية الكفاءة.
وأشارت وزارة الطاقة في تقريرها إلى الهدر والاستهلاك الشديد لموارد الطاقة في البلاد.
وصحيحٌ أن تقرير وزارة الطاقة الإيرانية لا يشير بشكل مباشر إلى معدلات الإسراف الشديدة للكهرباء، إلا أن تفاصيل توليد الكهرباء في البلاد واستهلاكها واستيرادها وتصديرها تظهر أن حوالي 13% من الكهرباء المنتجة محلياً تهدر أثناء عمليات الانتقال والتوزيع للمشتركين والتي تعادل 10 آلاف ميغاواط، وهو رقم يكاد يساوي عجز الكهرباء في البلاد خلال فصل الصيف.
إقرأ أكثر