إيران تستضيف أكثر من 1.5 مليون أفغاني كان لهم صلة “بأنشطة عسكرية” قبل هجرتهم
يتدفق المهاجرون الأفغان إلى إيران عبر موجات غفيرة ليبدأوا في تغيير التركيبة السكانية في العديد من المحافظات والمدن الإيرانية.
ميدل ايست نيوز: يتدفق المهاجرون الأفغان إلى إيران عبر موجات غفيرة ليبدأوا في تغيير التركيبة السكانية في العديد من المحافظات والمدن الإيرانية.
وقال الرئیس السابق للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة، في تصريح نقلته صحيفة شرق، إن مسؤولي وزارة الداخلية يتلاعبون بالإحصاءات خوفاً من إظهار عمق الكارثة والتشكيك في عدم مقدرتهم على إجراء خطة معينة تتعلق بملف المهاجرين.
يضيف فلاحت بيشة: لا مجال للشك أن إيران كانت دوماً سبّاقة في الأنشطة الإنسانية لأفغانستان مذ غزت الأزمات أراضيها، حيث رحبت الأولى دائماً بالأفغان الذين دخلوا بلادنا كمهاجرين، وأرى أيضاً أن هذه السياسة يجب أن تظل على جدول أعمال المسؤولين في البلاد.
وتابع في ذات السياق: بصرف النظر عن القضايا الإنسانية، لكل دولة حق سيادي في الحصول على إحصائيات دقيقة لعدد الأشخاص الذين يدخلون أراضي الدولة المعنية، لأن هذه الإحصائيات توضح التقسيم والدور الذي يجب أن يظهره كل مهاجر في بلد المقصد، أو حتى عدد المهاجرين الذين يمكن اعتبارهم “تهديدًا أمنيًا” للبلد المضيف.
ووفقاً للرئیس السابق للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، فإن إيران تستضيف أكثر من 1.5 مليون مهاجر ممن لديهم تاريخ من “النشاط العسكري” في أفغانستان، حيث قدموا إلى المحافظات الإيرانية بعد عودة طالبان إلى السلطة، منوهاً “لا أنوي إثارة الشكوك حول وجود هؤلاء الأشخاص، لكن من وجهة نظر الحوكمة، يجب على مسؤولي البلاد التحري عن هذا الموضوع”.
وذكر: جاء في المتوسط آلاف الأشخاص إلى إيران يومياً منذ عودة طالبان إلى السلطة، وبينما نحن نتكلم، نشرت إحصاءات غير رسمية تفيد بأن أكثر من 10 آلاف مهاجر أفغاني يدخلون إلى إيران يومياً.
وقال متسائلاً: نظراً لمعاناة بلادنا من الأزمات الاقتصادية، وكذلك المساعدات المقدمة من خلال دعم بعض السلع الأساسية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يستفيد المهاجرون من الدعم الممنوح للمواطنين الإيرانيين؟ علماً أن هذه الإعانات تغطي معظم ميزانية البلاد وهي مهمة بقدر أهمية القضايا الأمنية. مؤكداً أن “دول العالم تقبل المهاجرين بشكل انتقائي”.
وبحسب هذا المسؤول السابق، فإن اختلال التركيب السكاني أصبح واقعاً ملازماً للمجتمع الإيراني، حيث تشير الإحصاءات المتاحة إلى أنه في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، هاجر “واحد من كل خمسة أفغان إلى إيران”. بمعنى، أن مقابل 7.5 إلى 8 مواطن إيراني، يعيش مهاجر أفغاني واحد في إيران.
كما أشار فلاحت بيشة لوجود “فساد ممنهج” يقف عائقاً أمام كبح موجات المهاجرين إلى إيران. مضيفاً “يستغل العديد من الأفراد في إيران وأفغانستان هذا الموضوع لصالحهم، حيث يتقاضون من كل مهاجر أفغاني أكثر من 500 دولار للعبور بهم إلى داخل الأراضي الإيرانية.
وأوضح: قد تختلف هذه الإحصائيات عن بعضها البعض في بعض الحالات، لكن ما أريد قوله هو إن المهاجرين الأفغان غير الشرعيين قد شكلوا مافيا في إيران، ومواجهة المافيات في أي بلد أمر شائك بالنسبة للسلطات الحكومية، لأن المافيا تتجذر وتمنع تشكيل عملية إنفاذ القانون.
إقرأ أكثر